اجعلها شعارك ما حييت
تدبر هذه الآيات من سورة الطلاق
قال الله تعالي *{لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً}* اجعلها شعارك، ورددها كلما بُليت بما يغمك.
ثم الآيات التي بعدها *{ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}* أضاقت عليك الدنيا حتى كدت تجزم أنك لن تسعد بحياتك مرة أخرى؟ من جعل لك مدخلاً إلى هذا البلاء يجعل لك -يقيناً- مخرجاً منه، إن اتقيته.
*{ويرزقه من حيث لا يحتسب}* ليس الرزق مالاً فقط، بل شفاءً يُذهب مرضك، طمأنينة تُذهب ضيق صدرك، شريكاً صالحاً يُنسيك شقاءك الأول.
*{ومن يتوكل على الله فهو حسبه}* أي متولي جميع أمرك، وكافيك ما أهمك. فقط توكل عليه، واترك له تدبير خلاصك من هذه الكربة. لكن لا تنسَ *{إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}* فلا تستعجل، ولا تيأس. ومهما أظلم الليل فضوء الصبح آتٍ لا محالة.
*{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}* ييسر لك ما يُصبّر نفسك، ييسر لك ما يُثبّت عقلك، ييسر لك ما يشرح صدرك، ييسر لك ما يُنهي كربك.
*{ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً}* وما هذا البلاء -إن احتسبته- إلا تكفير لسيئاتك ورفعة في درجاتك، وحسبك بهذا مغنماً وسط كل ذلك الضيق والألم والهم. اتق الله.. اتق الله.
ثم تأتي خاتمة آيات التفاؤل قاطعةً حاسمةً *{سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً}*
فهل يبقى في نفسك -أيها المكروب- شيء من الشك والتشاؤم بعد كل هذا؟
تعليق