السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن نعم الله على عباده ومنحه التي لا تعد ولا تحصى،
نعمة الأخوة في الله
والتحاب فيه سبحانه، والتآخي على طريق الدعوة إليه، وهي طريق شاقة محفوفة بالمكاره والمخاطر، ولا مناص فيها من صبر وتواصٍ عليه، ومن حق وتواصٍ بالاستمساك به؛ وهذا التواصي لا يكون إلا بأخوة صادقة خالصة متمحضة الغاية.
وقد ألَّف الله بهذا الدين بين قلوب متنافرة، وردم عداوات متوارثة، وأنهى ثارات باطلة، لو أنفق الناس مثل الأرض ذهباً لما استطاعوا تحقيق هذا التأليف والإصلاح، وإزالة تلك الإحن والضغائن، وهي نعمة جليلة جديرة بالذكر والترداد، ولذا امتن الله بها على عباده في غير ما موضع من كتابه،
كما في قوله سبحانه وتعالى:
{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا}
[آل عمران: 103]،
وقوله جل وعلا:
{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْـمُؤْمِنِينَ 62 وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 63}
[الأنفال: 62، 63].
والأخوة التي ربما يعبر عنها في بعض الأدبيات بالصداقة أو الرفقة أو الزمالة ضرورة بمقتضى الطبيعة الإنسانية، ولا مناص منها لأي تجمع بشري، ويكمن الفرق الكبير بينها وبين هذه المعاني أنها علاقة عمادها الحب في الله، والتعاون على البر والتقوى، والانخلاع من مصالح الدنيا وشهواتها، فيكون الاجتماع على حق ولأجل حق، يتشارك الإخوة فيه عمل الصالحات، ويتواصون بالحق، ثم يتواصون بالصبر على فعله، وترك ما يخالفه، ويتواصون أيضاً بالصبر تجاه ما يتبع أي دعوة للحق من أذى ومضايقة، مصداقاً لما جاء في سورة العصر من وصف وتوجيه، يمثل خريطة طريق ومنهج عمل لعباد الله الصالحين، ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله لو لم ينزل الله على عباده غيرها لكفتهم!
وفوق ذلك فأخوة الإيمان عروة لا تنفصم، ورابطة لا تنحل حتى وإن نأت الدار، أو أدركت المنايا بعضهم؛ بل هي ممتدة عبر الحقب والعصور، فالمؤمن في عصرنا يرتبط بأخوة إيمانية مع مؤمن آل فرعون، ومع الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، ومع الصحابة والتابعين والرعيل الأول من أجيال هذه الأمة رضوان الله عليهم جميعاً، ويواليهم بالمحبة والدفاع عنهم، ويذكرهم في دعائه ومناجاته، ويرنو ليوم يراهم في جنان الخلد، فاللهم أقر أعيننا برؤية نبينا صلى الله عليه وسلم ورؤية إخواننا من المؤمنين الذين سبقونا،
لنكون كما جاء في الوصف القرآني:
{وَنَزَعْنَامَافِيصُدُورِهِممِّنْغِلٍّإخْوَانًاعَلَ ىسُرُرٍمُّتَقَابِلِينَ}
[الحجر: 47].
يتبع
فمن نعم الله على عباده ومنحه التي لا تعد ولا تحصى،
نعمة الأخوة في الله
والتحاب فيه سبحانه، والتآخي على طريق الدعوة إليه، وهي طريق شاقة محفوفة بالمكاره والمخاطر، ولا مناص فيها من صبر وتواصٍ عليه، ومن حق وتواصٍ بالاستمساك به؛ وهذا التواصي لا يكون إلا بأخوة صادقة خالصة متمحضة الغاية.
وقد ألَّف الله بهذا الدين بين قلوب متنافرة، وردم عداوات متوارثة، وأنهى ثارات باطلة، لو أنفق الناس مثل الأرض ذهباً لما استطاعوا تحقيق هذا التأليف والإصلاح، وإزالة تلك الإحن والضغائن، وهي نعمة جليلة جديرة بالذكر والترداد، ولذا امتن الله بها على عباده في غير ما موضع من كتابه،
كما في قوله سبحانه وتعالى:
{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا}
[آل عمران: 103]،
وقوله جل وعلا:
{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْـمُؤْمِنِينَ 62 وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 63}
[الأنفال: 62، 63].
والأخوة التي ربما يعبر عنها في بعض الأدبيات بالصداقة أو الرفقة أو الزمالة ضرورة بمقتضى الطبيعة الإنسانية، ولا مناص منها لأي تجمع بشري، ويكمن الفرق الكبير بينها وبين هذه المعاني أنها علاقة عمادها الحب في الله، والتعاون على البر والتقوى، والانخلاع من مصالح الدنيا وشهواتها، فيكون الاجتماع على حق ولأجل حق، يتشارك الإخوة فيه عمل الصالحات، ويتواصون بالحق، ثم يتواصون بالصبر على فعله، وترك ما يخالفه، ويتواصون أيضاً بالصبر تجاه ما يتبع أي دعوة للحق من أذى ومضايقة، مصداقاً لما جاء في سورة العصر من وصف وتوجيه، يمثل خريطة طريق ومنهج عمل لعباد الله الصالحين، ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله لو لم ينزل الله على عباده غيرها لكفتهم!
وفوق ذلك فأخوة الإيمان عروة لا تنفصم، ورابطة لا تنحل حتى وإن نأت الدار، أو أدركت المنايا بعضهم؛ بل هي ممتدة عبر الحقب والعصور، فالمؤمن في عصرنا يرتبط بأخوة إيمانية مع مؤمن آل فرعون، ومع الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، ومع الصحابة والتابعين والرعيل الأول من أجيال هذه الأمة رضوان الله عليهم جميعاً، ويواليهم بالمحبة والدفاع عنهم، ويذكرهم في دعائه ومناجاته، ويرنو ليوم يراهم في جنان الخلد، فاللهم أقر أعيننا برؤية نبينا صلى الله عليه وسلم ورؤية إخواننا من المؤمنين الذين سبقونا،
لنكون كما جاء في الوصف القرآني:
{وَنَزَعْنَامَافِيصُدُورِهِممِّنْغِلٍّإخْوَانًاعَلَ ىسُرُرٍمُّتَقَابِلِينَ}
[الحجر: 47].
يتبع
تعليق