الحمد لله رب العالمين؛ جعل للحق أنصارًا، وجعل للباطل أعوانًا؛ ابتلاء للعباد وامتحانًا، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ [البقرة: 194].
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ [البقرة: 194].
لقد استطاع الأعداء النفاذ إلى عمق المسلمين، وتأليب بعضهم على بعض، والاستفراد بهم دولة دولة وطائفة طائفة، مع منع البقية من إغاثة إخوانهم إلا بإذن الأعداء، فضلاً عن نجدتهم ونصرتهم ورفع الظلم عنهم، ولا عجب حينئذ أن يُحاصر المسلمون في غزة لتقتل أمة مسلمة صبرًا، ولا عجب أن يعتدي الوثنيون في الصين على مسلمي تركستان الشرقية، فيقتلوهم ويسحلوهم في الشوارع، وينقل ذلك إلى العالم ولا يحرك في الناس ساكنًا.
إن الإسلام في بلاد التركستان قديم جدًا؛ إذ فتحها المسلمون في العهد الأموي على رأس المائة الهجرية الأولى، وظلت مسلمة أكثر من ألف سنة، وكان لها تاريخ مجيد مع المسلمين؛ إذ إن السلاجقة السنة الذين أبلوا بلاء حسنًا في مكافحة الصليبيين وكسر عملائهم من بني عبيد الباطنيين كانوا ينحدرون من سلالات تركستان، ومن نسلهم ظهر بنو عثمان الذين أسسوا أقوى دولة وأطولها حكمًا في الإسلام.
وظلت تركستان مسلمة حتى غزا الروس جانبها الغربي فاحتلوه، وغزا الصينيون جانبها الشرقي في أواسط القرن الثاني عشر الهجري فيما سمي بالعهد المانشوري، وتتابعت عليها الدول حتى تولى الشيوعيون زمام الأمر في الصين قبل ستين سنة، فساموا المسلمين سوء العذاب، وقهروهم على مبادئهم الإلحادية، وألغوا الكتابة بالعربية، وأتلفوا مئات الآلاف من الكتب الإسلامية، بما في ذلك نسخ القرآن الكريم، وأغلقوا ما يقرب من ثلاثين ألف مسجد، وقضوا على أوقاف المسلمين، وأجبروا بناتهم على العيش مع الشباب الشيوعيين حسب ما تقتضيه أفكار الماركسيين، وأُبيد في سبيل ذلك عشرات الآلاف من المسلمين الذين تمسكوا بدينهم، ومُنعوا من الحج، حتى نقل لنا من حضروا مع الحجاج التركستانيين والصينيين لما سمح لهم بالحج أنهم كانوا إذا رأوا البيت بكوا بكاء شديدًا فرحًا بالوصول إليه بعد أن حيل بينهم وبينه عشرات السنين.
وكان من مكر الشيوعيين أنهم سلطوا على المسلمين في تركستان عرق الهان الوثني، ووطنوهم في ديار المسلمين لتغيير التركيبة السكانية لبلادهم، وإجبارهم على الهجرة منها.
وفي رمضان الماضي فرضت السلطة الشيوعية قيودًا على بعض العبادات، ومنعت النساء من النقاب كما منعت الرجال من إعفاء اللحى.
وأعظم من ذلك منعت المسؤولين الحكوميين المسلمين من صوم رمضان، وعدوا صلاة التراويح والقيام سببًا للتطرف.
لقد عمل الشيوعيون على تغييب هذه الشعوب المسلمة عن الإسلام، وقطعوا صلتها بالمسلمين، واجتهدوا في تجهيلها بكل الوسائل؛ حتى إن كاتبًا زار بلادهم قبل ربع قرن، فذكر أن مساجد المسلمين ليس فيها مصاحف، وكتب في رحلته قائلاً: ولا أنسى منظر أحد أئمة المساجد حين قدمت له نسخة من المصحف فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إليَّ أن أعطيه مصحفًا لكي يقدمه مهرًا لمخطوبته التي ينوي الزواج بها.
وقد لاحظ في رحلته أن أغلب المصلين يوم الجمعة يرتدون ثيابًا بيضاء، ويركعون ويسجدون وهم صامتون؛ لأنهم قد جُهِّلوا، وحيل بينهم وبين معرفة أحكام دينهم، ولكنهم يحافظون على شعيرة الجمعة، ويعدونها عيدًا، وهي من آثار دينهم التي لم تندرس، فللَّه ما أحرصهم على دينهم! وما أشد ما يلقونه في ذات الله تعالى!
إن الإسلام في بلاد التركستان قديم جدًا؛ إذ فتحها المسلمون في العهد الأموي على رأس المائة الهجرية الأولى، وظلت مسلمة أكثر من ألف سنة، وكان لها تاريخ مجيد مع المسلمين؛ إذ إن السلاجقة السنة الذين أبلوا بلاء حسنًا في مكافحة الصليبيين وكسر عملائهم من بني عبيد الباطنيين كانوا ينحدرون من سلالات تركستان، ومن نسلهم ظهر بنو عثمان الذين أسسوا أقوى دولة وأطولها حكمًا في الإسلام.
وظلت تركستان مسلمة حتى غزا الروس جانبها الغربي فاحتلوه، وغزا الصينيون جانبها الشرقي في أواسط القرن الثاني عشر الهجري فيما سمي بالعهد المانشوري، وتتابعت عليها الدول حتى تولى الشيوعيون زمام الأمر في الصين قبل ستين سنة، فساموا المسلمين سوء العذاب، وقهروهم على مبادئهم الإلحادية، وألغوا الكتابة بالعربية، وأتلفوا مئات الآلاف من الكتب الإسلامية، بما في ذلك نسخ القرآن الكريم، وأغلقوا ما يقرب من ثلاثين ألف مسجد، وقضوا على أوقاف المسلمين، وأجبروا بناتهم على العيش مع الشباب الشيوعيين حسب ما تقتضيه أفكار الماركسيين، وأُبيد في سبيل ذلك عشرات الآلاف من المسلمين الذين تمسكوا بدينهم، ومُنعوا من الحج، حتى نقل لنا من حضروا مع الحجاج التركستانيين والصينيين لما سمح لهم بالحج أنهم كانوا إذا رأوا البيت بكوا بكاء شديدًا فرحًا بالوصول إليه بعد أن حيل بينهم وبينه عشرات السنين.
وكان من مكر الشيوعيين أنهم سلطوا على المسلمين في تركستان عرق الهان الوثني، ووطنوهم في ديار المسلمين لتغيير التركيبة السكانية لبلادهم، وإجبارهم على الهجرة منها.
وفي رمضان الماضي فرضت السلطة الشيوعية قيودًا على بعض العبادات، ومنعت النساء من النقاب كما منعت الرجال من إعفاء اللحى.
وأعظم من ذلك منعت المسؤولين الحكوميين المسلمين من صوم رمضان، وعدوا صلاة التراويح والقيام سببًا للتطرف.
لقد عمل الشيوعيون على تغييب هذه الشعوب المسلمة عن الإسلام، وقطعوا صلتها بالمسلمين، واجتهدوا في تجهيلها بكل الوسائل؛ حتى إن كاتبًا زار بلادهم قبل ربع قرن، فذكر أن مساجد المسلمين ليس فيها مصاحف، وكتب في رحلته قائلاً: ولا أنسى منظر أحد أئمة المساجد حين قدمت له نسخة من المصحف فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إليَّ أن أعطيه مصحفًا لكي يقدمه مهرًا لمخطوبته التي ينوي الزواج بها.
وقد لاحظ في رحلته أن أغلب المصلين يوم الجمعة يرتدون ثيابًا بيضاء، ويركعون ويسجدون وهم صامتون؛ لأنهم قد جُهِّلوا، وحيل بينهم وبين معرفة أحكام دينهم، ولكنهم يحافظون على شعيرة الجمعة، ويعدونها عيدًا، وهي من آثار دينهم التي لم تندرس، فللَّه ما أحرصهم على دينهم! وما أشد ما يلقونه في ذات الله تعالى!
أيها المسلمون، باتت قضايا الجاليات المسلمة المضطهدة في كافة أرجاء الأرض هي آخر ما يأبه به العالم المتحضر ومنظماته الدولية، وليس لها أي حقوق دينية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية، بل ليس لها حق في العيش الكريم؛ لمجرد أنها تدين بالإسلام، ومن سيأبه بهم إذا كان أكثر المسلمين لا يأبهون بهم مع أنهم إخوانهم وعلى دينهم؟!
فقضية المسلمين في تركستان وفي الصين كافة ليست كقضية البوذيين في التيبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم، ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن إندونيسيا، ولا وجه لمقارنتهم باليهود الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.
لقد عانت هذه الجاليات المسلمة المضطهدة الأمرَّين من تجاهل إخوانهم لهم، وتسلط أعدائهم عليهم، وتُركوا يواجهون مصيرهم وحدهم. وحين يتباكى الغرب ودوله الاستعمارية التي عانى منها المسلمون الويلات حين يتباكى على المضطهدين في تركستان المسلمة ويرثي حقوقهم المهدرة ويبرز قضيتهم للعالم فذلك ليس صحوة ضمير، ولا نداء برفع الظلم عنهم؛ فإن الظالم لا يرضى بالعدل أبدًا، ولكنها حيلة الغرب ومكره الشيطاني؛ لإثارة القلاقل في المنافس الوثني اللدود، وإلا فإن الغرب الذي يصيح بحقوق المسلمين في تركستان هو الغرب الذي يدعم الدولة اليهودية التي تطحن المسلمين في غزة، ولديه من مشكلات الأقليات والتمييز العنصري ضدها ما يجل عن الوصف
وفي إحدى محاكمه قُتلت قبل أيام امرأة عفيفة وجنينها؛ لأن عفتها أبت عليها أن تنزع حجابها، رحمة الله تعالى عليها.
إن الغرب الاستعماري يسعى لليوم الذي يفكك فيه الصين كما فكك الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي، ويريد استخدام الأقلية المسلمة رأس حربة في مشروعه، ويسكت عن أقليات أخرى مضطهدة لم يحن بعد موعد استغلالها، فما أشد هوان المسلمين حين يعجزون عن نصرة إخوانهم ورفع الظلم عنهم!
ما أعظم غبنهم وأفدح خسارتهم حين يتاجر الأعداء بدمائهم وأعراضهم، ويستغلون قضاياهم وحقوقهم لتحقيق مكاسب سياسية وبسط نفوذهم الاستعماري!
ألا وإن من حق إخواننا المستضعفين علينا أن
نبرز للناس قضاياهم ومعاناتهم،
ونكثر من الدعاء لهم،
ونقاطع من آذاهم،
وقبل ذلك وبعده: أن نتوب إلى ربنا، ونراجع ديننا، ونتخلص من ذنوبنا؛ فما أصاب المسلمين من ضراء فبما اجترحوا من السيئات وتركوا من الطاعات، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشُّورى: 30].
فلنتب إلى الله تعالى؛ طاعة له، ونصرة لإخواننا، ودرأً للمصائب عنا؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.
فقضية المسلمين في تركستان وفي الصين كافة ليست كقضية البوذيين في التيبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم، ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن إندونيسيا، ولا وجه لمقارنتهم باليهود الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.
لقد عانت هذه الجاليات المسلمة المضطهدة الأمرَّين من تجاهل إخوانهم لهم، وتسلط أعدائهم عليهم، وتُركوا يواجهون مصيرهم وحدهم. وحين يتباكى الغرب ودوله الاستعمارية التي عانى منها المسلمون الويلات حين يتباكى على المضطهدين في تركستان المسلمة ويرثي حقوقهم المهدرة ويبرز قضيتهم للعالم فذلك ليس صحوة ضمير، ولا نداء برفع الظلم عنهم؛ فإن الظالم لا يرضى بالعدل أبدًا، ولكنها حيلة الغرب ومكره الشيطاني؛ لإثارة القلاقل في المنافس الوثني اللدود، وإلا فإن الغرب الذي يصيح بحقوق المسلمين في تركستان هو الغرب الذي يدعم الدولة اليهودية التي تطحن المسلمين في غزة، ولديه من مشكلات الأقليات والتمييز العنصري ضدها ما يجل عن الوصف
وفي إحدى محاكمه قُتلت قبل أيام امرأة عفيفة وجنينها؛ لأن عفتها أبت عليها أن تنزع حجابها، رحمة الله تعالى عليها.
إن الغرب الاستعماري يسعى لليوم الذي يفكك فيه الصين كما فكك الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي، ويريد استخدام الأقلية المسلمة رأس حربة في مشروعه، ويسكت عن أقليات أخرى مضطهدة لم يحن بعد موعد استغلالها، فما أشد هوان المسلمين حين يعجزون عن نصرة إخوانهم ورفع الظلم عنهم!
ما أعظم غبنهم وأفدح خسارتهم حين يتاجر الأعداء بدمائهم وأعراضهم، ويستغلون قضاياهم وحقوقهم لتحقيق مكاسب سياسية وبسط نفوذهم الاستعماري!
ألا وإن من حق إخواننا المستضعفين علينا أن
نبرز للناس قضاياهم ومعاناتهم،
ونكثر من الدعاء لهم،
ونقاطع من آذاهم،
وقبل ذلك وبعده: أن نتوب إلى ربنا، ونراجع ديننا، ونتخلص من ذنوبنا؛ فما أصاب المسلمين من ضراء فبما اجترحوا من السيئات وتركوا من الطاعات، وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشُّورى: 30].
فلنتب إلى الله تعالى؛ طاعة له، ونصرة لإخواننا، ودرأً للمصائب عنا؛ فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.
نسأل الله تعالى أن يفرج عنهم وعن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، وأن يظهر أمرهم، ويكبت أعداءهم، وما ذلك على الله بعزيز.
تعليق