الحمد لله حمد من يشكر النعمة، ويخشى النقمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الفضل والمنة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله معلمنا الكتاب والحكمة، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أولي النجابة والفطنة.
أما بعد:
فاتقوا الله ـ معاشر المسلمين ـ وتوبوا إلى ربكم تفلحوا، تمسكوا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
أما بعد:
فاتقوا الله ـ معاشر المسلمين ـ وتوبوا إلى ربكم تفلحوا، تمسكوا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
فيااااااااااااااا أُخي الحبيب
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وأكثر من ذكر الموت، فإن من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيل التوبة، والقناعة، والاجتهاد في الطاعة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة: تسويف التوبة، وعدم القناعة، والتكاسل عن الطاعة.
وتفكر يا مغرور في الموت وشدّته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله!
كفى بالموت مفزّعا للقلوب، ومبليّا للعيون، ومفرّقا للجماعات، وهاذما للذات، وقاطعا للأمنيات.
كفى بالموت مفزّعا للقلوب، ومبليّا للعيون، ومفرّقا للجماعات، وهاذما للذات، وقاطعا للأمنيات.
فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، إذا نقلت من سعة إلى ضيق، وخانك الصاحب والرفيق، وهجرت الأخ والصديق، وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب مدر.
فيا جامع المال، ويا مجتهدا في البنيان ليس لك من مالك والله إلا الأكفان، بل هي للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمثاب. فأين ما جمعت من المال هل أنقذك من الأهوال؟
وكأني بك تقول وقد قرأت كتابك وأيقنت بالبوار: يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية * ما أغني عني ماليه * هلك عني سلطانيه [الحاقة:25-29].
فيا نائما أفق، ويا غافلا انتبه، وبادر بالأعمال الصالحة قبل أن لا تقدر عليها ويحال بينك وبينها إما بمرض أو موت.
قال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق فلا يوصل منها إلى قليل أو كثير.
ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية، قال تعالى: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذّبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين [الزمر:54-59].
وقوله: ((وأحبب من شئت فإنك مفارقه)) أحبب أخاك فإنك مفارقه، أحبب أمك فإنك مفارقها، أحبب أباك فإنك مفارقه، أحبب زوجتك فإنك مفارقها، أحبب ولدك فإنك مفارقه، أحبب مالك فإنك مفارقه، أحبب دارك فإنك مفارقها، أحبب عائلتك فإنك مفارقها، أحبب من شئت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه بموت أو غيره، فما من أحد في الدنيا إلا وهو ضيف، وما بيده عارية فالضيف مرتحل، والعارية مردودة.
دخل أعرابي البصرة فقال: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بم سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم.
فيا عبد الله:
هي القناعة فاحفظها تكن ملكا لو لم يكن لك منها إلا راحة البدن
وانظر إلى من ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن
وانظر إلى من ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الطيب والكفن
نسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وأن يكفينا بفضله عمن سواه
تعليق