كم تعرض للشدائد والابتلاءات، وكم مرت به الخطوب والمضايقات ..
وهو من ... سيد الأولين والآخرين.
ألم يرمى بالشتائم والسباب من كفار قريش؟
ألم يرجع من الطائف، والأطفال والعبيد يرمونه بالحجارة، حتى أدموا قدماه الشريفتان؟
أما أوذي وأوذي أتباعه؟
ألم يحصر هو وأصحابه في الشعب؟
ألم يمكر به ليخرج أو يثبت أو يقتل؟
ألم يخرجه قومه من أرضه التي هي أحب أرض الله إليه؟
ألم يشج رأسه وتكسر رباعيته؟
ألم يبتلى في إفك الأفاكين على زوجه المصون فقضى شهرًا من الأسى واللوعة؟
ألم تأت عليه أيامٌ حزم الحجارة على بطنه من شدة الجوع؟
ألم يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيته نار؟
ألم يمت صلى الله عليه وسلم وهو لم يشبع من الشعير قط؟
ألم يهده المرض هدًّا حتى إنه ليوعك كما يوعك الرجلان؟
ألم يعالج شدة الموت والسكرات، فيأخذ الماء بيده الشريفة، ويضعه على وجهه وهو يقول: ((لا إله إلا الله إن للموت سكرات)).
فتأمّل تلك النماذج، الذين هم أكرم خلق الله عليه وأحبهم إليه، وما ذُكر غيض من فيض، وقطرة من بحر الحياة، ولو تتابع الحديث لطال المقام ..
تلك أحوال القوم، لتعلم أنك لست غريبًا في هذا الطريق .. لست وحيدًا فريدًا، لتعلم أنك لم تبلغ معشار ما بلغوا من الفضل والكرامة .. ولن تبلغ معشار ما بلغوا من الشدة والبلاء والضيق
أيها الأخ المكــروب:-
إليك هذه الوصايا ..
وأنت تعالج شدتك وضيقك أسوقها إليك من النبع الصافي ..
لتكون نبراسًا لك في حياتك ..
ولتنفتح أمامك سبل الأمل القريب، ولتعلم أن الأمر دون ما تقاسي ..
والفرج أقرب إليك من شراك نعلك.
وتابعنا في الوصايا والجزء الأخير بإذن الله
وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
تعليق