إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أين السعادة...؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين السعادة...؟؟؟

    ""
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين النبى الأمى الأمين
    _صلى الله عليه وسلم_
    أما بعد؛


    على شكل حوار بين شخصين عن كيفية استمتعاهما بالوقت
    ونتخيل أن هذين الشخصين أنا و أحد أصحابي



    وسألته عن الطريقة التي كان يقضي بها وقته؟!
    فأخبرني أنه كان يقضيها في النوم ومشاهدة التلفاز والألعاب والنزهات وغيرها مما هو على شاكلتها من الخروج إلى المصايف ، والمشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية ..
    فقلت متعجباً : كيف تزعم أنك تريد الاستقامة وتتمناها ثم تقضي الإجازة بهذه الطريقة التي تنم عن تضييع عجيب وخسارة فادحة لهذه الفترة الكبيرة ؟ !


    فقاطعني مستنكرًا : وما المشكلة ؟! لا بد أن يستمتع الإنسان بوقته ، والله لم يحرم استمتاع الإنسان بوقته .
    فأبديت اكتراثي بمقاطعته ، غير أني أخبرته أنه لابد أن نفهم أولاً فيم المتعة ؟ وأين السعادة ؟ وكيف يستمتع الإنسان بوقته ؟! وأي استمتاع ذاك الذي أحله الله؟
    وسألته : " هل نحن الأعلم بما يسعدنا أم الله عزّ وجلّ ؟! " ..
    فقال : كيف لا يعلم الله ما يسعدنا أكثر منا وهو الذي خلقنا ؟

    ألم يقل : (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك : 14] ؟!
    ألم يقل : )هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)؟![النجم : 32]
    قلت : إذن .. فحين يخبرنا الله أن السعادة في شيء معين ، وتخبرنا نفوسنا بل وكل البشر أن السعادة في خلافه فإننا نقدم قول الله .. فقال : لا شك في ذلك ..

    ربك العليم يرشدك إلى طريق السعادة
    قلت : تعال بنـا نتصفح كتاب الله نبحث عن طريق السعادة ..

    يقول الله : ) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه : 124] وفي الآية أوضح دليل على أن المعاصي هي طريق الضنك والشقاء وبمفهوم المخالفة فإن الطاعة هي طريق السعادة والهناء .
    ويقول الله : ) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ( [النحل : 97]وهذه الآية تؤكد ما أفادته الآية السابقة.
    وهل تساوي هذه الحياة الطيبة التي وعد الله بها حياة الضنك والشقاء التي يحياها أرباب اللهو والمعاصي ؟!!
    ويقول الله : )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ([طه : 123]
    ويقول أيضًا : )فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ([البقرة : 38]..
    يعد الله من اتبع هداه المتمثل في كتابه وسنة رسوله بأنه سيكون أسعد وأهدى الناس في الدنيا والآخرة ولاخوف عليه ولاحزن لديه لا في دنيا ولا في آخره.والله لا يخلف الميعاد ومن أصدق منه سبحانه قيلا.
    لذا فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – كان يقول : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " ..
    ونخلص مما سبق إلى أن الله قد أرشدنا إلى أن السعادة والمتعة في تحقيق العبودية له والاستقامة على طريقه .

    ربك الرحيم لا يشرع إلا مافيه سعادتك
    ثم إن هناك نقطة أخرى في غاية الأهمية لا ينبغي أن نغفلها ألا وهي الغرض مما يفرض الله علينا ويوجهنا إليه وما يحرمه علينا ويصرفنا عنه ..
    هل يريد الله بذلك إتعاسنا وإشقاءنا يا عثمان ؟!
    فأجابني مستنكرا : حاشا وكلا..

    كيف يكون ذلك وهو القائل سبحانه : ) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ([طه : 2]..
    والقائل : )وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ ([البقرة : 220](أي : أتعبكم وشق عليكم) ..

    والقائل : ) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ( [النساء : 27]..
    وهو أرحم وأرأف بنا من أمهاتنا .. فلا تأتي أوامره ونواهيه إلا بكل خير وسعادة ..
    يقول الله :"إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" [النساء : 29]
    قلت :لا فض فوك يا عثمان ..إذن فمن أراد السعادة الحقيقية فعليه الاستقامة على طريق العبودية ؛ لأن الله الذي يعلم ما يسعده أكثر منه قد وجهه إلى أن هذا هو طريق السعادة وهو سبحانه في توجيهاته وأوامره ونواهيه لا يريد لعبده إلا السعادة والخير ..
    فكيف يتسنى لعاقلٍ بعد ذلك أن يقارف المعاصي والمحرمات ويفرط في الطاعات طالبًا للسعادة ؟

    العبادات ينابيع سعادة وليست مجرد تكاليف شاقة
    فقاطعني قائلاً : " لكنني لم أكن أتصور أنني سأكون سعيدًا بالصلاة والقيام والصيام والقرآن بل لا أكتمك أنني لم أشعر بالسعادة في هذه الأشياء يومًا "
    فقلت : " هذه هي المشكلة أننا ننظر دائمًا إلى العبادات والطاعات على أنها تكاليف شاقة لا سعادة فيها ، فنؤديها بروتينية وربما تململ .. فينعكس ذلك على أدائنا لها فنؤديها بطريقة خاطئة نفقد معها حلاوة وسعادة العبادة ..
    وليتضح المعنى فإني أضرب لك مثلا :
    هب أن أحد إخوانك أخبرك أن لعبة معينة مسلية وممتعة جدا ، فلم تصدقه ولكن قلت أجرب فذهبت تجرب وفي رأسك أنه يبالغ فانعكس ذلك على أدائك لها ، فلم تشعر بشيء مما قال ..
    فعدت إليه فأخبرته بما حدث ، فسألك عن طريقة الأداء فأخبرته فتبين من خلاله أنك لم تتعلم طريقة الأداء الصحيحة ولم تطبقها ..
    فعدت تحاول ممارستها مرة أخرى ، فشعرت ببعض متعة فيها إلا أنها دون ما أخبرك به . فعدت إليه فأخبرك أنه لا بد من الصبر والممارسة حتى تزداد مهارتك وتزداد معها متعتك .. ولله المثل الأعلى ..

    كيف تستمتع بالعبادات؟
    فالعبادات مصادر ووسائل سعادة ، ليست فقط مجرد فرائض وتكاليف .
    لذا لابد من أدائها بطريقة صحيحة يكون للقلب فيها نصيب أعظم من نصيب الجوارح..
    ولابد أيضا من الصبر والمجاهدة والمواظبة على الممارسة.
    يقول بعض الصالحين :"لازلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى صارت تسير إليه وهي تضحك"

    استمع إلى بعض من وجدوا السعادة الحقيقية يصفونها
    كان رسول الله e يقول : " وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ" أخرجه أحمد (3/128 ، رقم 12315)،
    وكان يقول عنها : " أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ ". (صححه الألباني :صحيح الجامع7892)،
    وكان" إِذَا حَزَبَه(أي: ضايقه)ُ أَمْرٌ فَزِعَإِلَى الصَّلَاةِ " .. (رواه أحمد وأبو داود بإسناد حسن).
    وكان أبو سليمان الداراني يقول : " أهل الليل بليلهم أهنأ من أهل اللهو بلهوهم " ..
    وكان إبراهيم بن أدهم يقول : " والله إنا لفي سعادة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف " ..
    وكان بعضهم يقول عن لحظات العبادة : " والله إنه لتمر بالقلب لحظات يطير فيها فرحًا ويقول : " إن كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه إنهم لفي عيش طيب " ،
    ويقول الآخر : " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، جنة معرفة الله عزّ وجلّ والأنس به والتنعم بطاعته والشوق إلى لقائه " .
    إنهم لا يبالغون .. بل هو الحق الذي لا مراء فيه .. ولن تشعر بصدقهم إلا حين تملأ الطاعة وقتك وحياتك كما ملأت وقتهم وحياتهم " لا يعرف الشوق إلا من يكابده "

    لا تتردد فلن تندم
    الكثير من الشباب يخشى سلوك طريق الهدى وترك المعاصي والشهوات ؛ لأنه يعتقد أنه لن يجد في طريق الهداية من السعادة والمتعة ما كان يجده في طريق الغواية .
    فالواقع أنه لا يعرف شيئًا ولم يجرب ، ولو سلك طريق الهداية وخالطت بشاشة الإيمان وحلاوة الطاعة قلبك ، ليندمن أشد الندم على الأوقات التي عاش فيها محرومًا من هذا النعيم.
    تقول أمنا عائشة:"ماتمتع العصاة بشيء إلا تمتع الطائعون بمثله وزادوا عليه رضى الله"..
    ولن ينعم الإنسان بالحياة إلا في ظلال طاعة الله ؛لأن في القلب شعث لايلمه إلا الإقبال على الله وفي الروح فاقة لايسدها إلا العمل وفق ما يحبه الله ويرضاه.
    والإحساس بالسعادة والنعيم لا يكون إلا من خلال القلب والروح،فالسعادة سعادتهما والشقاء شقاءهما.

    وطن نفسك على أنه ليس أمامك إلا طريق واحد
    ليس أمام الإنسان في هذه الحياة إلا طريقين لا ثالث لهما:
    إما طريق الرحمن،طريق الطاعة والإيمان والآخرة والجنان..
    وإما طريق الشيطان،طريق الغفلة والعصيان والدنيا والنيران..
    أما طريق الشيطان فقد سلكته وجربته ولا سعادة حقيقية فيه بل هو الشقاء والضنك والضلال بعينه،وإن لم تكن قد سلكته وخبرته ،ففي تحذير الله لك منه وإبعاد الرسول لك عنه وما سمعته ورأيته وقرأته من أحوال سالكيه،مايصرفك أكبر انصراف عنه ويزهدك أعظم زهد فيه.
    إذن فليس ثَمّ إلا طريق واحد ،طريق إن لم يكن من خيراته وبركاته إلا أنه يحميك ويعصمك من مغبات وأضرار طريق الشيطان لكفى ، فضلا عما يحمله سلوكك له من خير وبر وسعادة وأجر.
    ولا أكتمك فلطالما حدثتني نفسي بسلوك طريق الشيطان والاغتراف من شهواته ولو شهوة واحدة،فأتوقف برهة وأسأل نفسي:وهل ستكوني سعيدة حقا بذلك؟
    فلا تملك إلا الاعتراف بألا سعادة إلا في طريق الرحمن وبحتمية سلوكه.
    فأقول: إذن فاصبري يانفس على سلوك طريق الرحمن وجاهدي..
    واعتبري أنه ليس أمامك إلا طريق واحد..
    ووطني نفسك على سلوكه واحمليها على أن تكون أسعد الناس به وأكثرهم استفادة منه..
    ولا تستعجلي وتؤثري اللذة الحقيرة الفانية على السعادة الحقيقية العظيمة الباقية؛فلطالما حرمك الاستعجال الخيرات وحال بينك وبين أعظم البركات.

    لابد من يقين يترجم إلى عمل
    أنا لا أريدك يا عثمان أن تعرف فقط أنك لن تنعم بالحياة إلا في ظلال طاعة الله ، الكثير من الناس يعرف ذلك ..
    إنني أريدك أن تعتقد اعتقادا جازما وتتيقن يقينًا صادقًا في هذا الأمر ..
    لأن هذا اليقين الصادق سيقودك إلى تطبيق ما تيقنت فيه ، ولن تكفي المعرفة وحدها للوصول إلى التطبيق ..
    وإلا فقل لي : ما الذي يجعلك تبحث عن الماء عند شعورك بالعطش ولا تفكر ولا تتردد في ذلك ..
    لو عرضت عليك عصيرًا أو طعامًا لرفضت ؟ ! لأنه ترسخ في داخلك وصارت عقيدة جازمة أن العطش لا يدفع إلا بالماء وأن الارتواء لا يتحقق بأي شيء غيره ..
    هكذا فلتكن عقيدتك في عطش القلب إلى السعادة وهكذا فليكن تصرفك حيال هذا العطش ..
    أن تتيقن أن العطش لن يدفع إلا بالطاعات وأن الارتواء لا يتحقق بالمعاصي والمنكرات . وعليه فلو شكوت لي من وجع بأحد أعضائك فأشرت عليك باستئصاله لعددت ذلك مني جنونًا ..
    هكذا فليكن اعتقادك في وساوس النفس الأمارة وشياطين الإنس والجن التي تشير عليك بأمور ترى فيها السعادة وعلاج ما أنت فيه من شقاء وضلال ، ولو استجبت لزاد الشقاء واستفحل الضلال ..
    قال الشاعر :
    وخالف النفسَ والشيطانَ واعصهما وإن همــا محضاك النصح فاتهم
    ولا تتعللن بحبك للخير وحبك لربك،فمعظم الناس يحب الله ويحب الخير،لكنهم يتفاضلون بحجم الدلائل والبراهين على هذا الحب،وبحجم المجاهدة والتضحية لأجل هذا الحب.

    السعادة الزائفة
    اصدقني القول يا عثمان .. هل كنت تشعر بالسعادة حين كنت تقضي الإجازة بتلك الطريقة؟!
    فقال : ربما كنت أشعر بالسعادة في بعض الأوقات لكنها سعادة وهمية ناقصة لا تلبث أن تزول ويعقبها ملل وضيق في الصدر ..
    بل لا أبالغ حين أقول إني كنت غالب الوقت أشعر بالضيق والملل ، وللأسف هذا حال أغلب الشباب ..
    أصدَّقِِِِِِِِِِك يا عثمان ؛ لأنني جربت الطريقتين , فليتك تجرب ما جربت ..
    لا أظنك الآن يخالج نفسك أدنى شك في أن طاعة الله هي الطريق للمتعة والسعادة فالله قد دلك عليه وجربه الصالحون ورأيت كيف وصفوه وتنكبه العصاة ورأيت كيف وصفوا شقائهم بحرمانهم منه ومخالفته ..
    فحتى متى تتنكبه وتحرم نفسك منه يا عثمان ؟!
    لو كان شقاء وضنك المعاصي والمنكرات في الدنيا وحدها إذن لربما هان الخطب ، فكيف وعذاب وشقاء الآخرة أشد وأبقى ؟!!
    لماذا تصر على حرمان نفسك من سعادة الدنيا ؟!ولسعادة الآخرة خير وأبقى ..



    فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
    ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
    من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

  • #2
    رد: أين السعادة...؟؟؟

    بارك الله فيك أخى الحبيب
    ماشاء الله موضوع طيب
    جعلة الله فى موزين حسناتكم
    نحبك فى الله

    تعليق


    • #3
      رد: أين السعادة...؟؟؟

      بارك الله فيك اخى الحبيب
      نسال الله تعالى ان يدخلنا جنة الدنيا والا يحرمنا منها


      اللهم امين
      ونذكر...

      ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – كان يقول : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " ..
      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

      تعليق


      • #4
        رد: أين السعادة...؟؟؟

        جزاكم الله خيراً أبوشدا

        وجزاكم الله خيراً العابد لله

        وأنا وربي أحبكم في الله
        ان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – كان يقول : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " ..

        فك قيودك... طير في السماءѼ .. ذنوبك هي أسرك
        ♥حب الله♥ الحرية السعادة الأبدية
        من أراد السعادة الأبدية .. فليلزم عتبة العبودية.

        تعليق

        يعمل...
        X