بسم الله الرحمن الرحيم
جزاء الصبر على البلاء
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على نبينا محمد أشرف المرسلين وخليل رب العالمين وعلى جميع إخوانه من المرسلين والنبيين وآل كلٍ الصالحين وسلام الله عليهم أجمعين.
أخي المسلم وأختي المسلمة ...
اعلـم إن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه. فعليك إن أخذ منك شيئاً محبوبـــــاً لك أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما يشاء وله أن يعطي ما يشاء. فاصبر وارض واستلذ بقضاء الله وقدره ... وثِق بحكمته وتدبيره .وما أنت إلا عبد من عباده. اصبر يا أخي على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله ، ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك ومكفر لخطاياك ، ولا تحزن فما أشـقاك الله إلا ليسعـدك ، وما حرمك إلا ليتفضل عليك ، وما أخـذ منك إلا ليعطيك وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحب.
الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها، وهو إما صبر على البلاء، أو صبر على الطاعة، والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا.وعلى الإنسان أن يسلم بما يقع له من ابتلاءات، وأن يستعين عليها بالذكر والقرآن الكريم.الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. الصبر نصف الإيمان وخلقاً فاضلاً من أخلاق النفس، وقائداً للنفس إلى طاعة الله، صارفاً لها عن معصيته، للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر.
وقد جاء وعدالله للصابرين في مواضع عديدة من القرآن الكويم. قال تعالى في محكم آياته ال"إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ" ]الزمر:10[ وجاء في قوله تعالى كذلك "إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ" ]البقرة:153] وكذلك "وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ "] آل عمران:146] وكذلك "وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ] "البقرة:155-157[ والكثير.
. فإن بعض الناس الله يجازيهم على معاصيهم في الدنيا، واما اكثر الناس فان الله يؤخر لهم عقوبتهم الى الآخره لكن الذي يجازيه الله في الدنيا يكون احسن من الذي يؤخر له العذاب الى الآخره لأن هذا بهذه المصائب تسقط عنه العقوبة في الآخرة.
فالحذر الحذر من الجزع عند نزول المصيبة ، ما كان الإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق وتهذيب النفوس ، نهى عن لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية، فهذا قد تبرأ منه النبي "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" وإنما يستقبل الصبر بالقول إن لله وإنا إليه راجعون والشكوى إلى الله وعلى المسلم أن يحذر من الشكوى إلى غير الله تبارك وتعالى ، فإن المخلوقين لا يفيدونه شيئاً، بل إن الشكوى إلى غير الله مذلة وضعف للقلب، وأما الشكوى إلى الله فهي مطلوبة، وقد ذكرنا أن يعقوب عليه السلام شكى إلى الله تبارك وتعالى " قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ".
ولا يسعنا إلى أن نقول عليك عدم إظهار الجزع من أمر الله ولا بأس بالحزن قال صلى الله عليه وسلم "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون" وإياك ورفع الصوت بالبكاء والنياحة حفظنا الله وإياك من كل مكروه وسائر المسلمين. وتذكر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
تقبلو تحياتى
تعليق