الحمدُ لله و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ الله :
أخيراً... قد تفضلتَ بالدخولِ إلى " المَضيفة "...
لا... لا تظُنَّنَ المكان للمُلتزم و حسْب... بل هو لأجلك...
هو لأجلِ... مَنْ ضاقتْ به نفسُه... و أطبَقَ على ظهرِه صدرُه... و ظَنَّ أنْ لا ملجأ مِن اللهِ أحداً... و لم يلجأْ إليهِ كما لجأَ العُصاةُ إلى ربِّهم... هربوا مِمَّن؟ و هربوا لمَن ؟
هربوا وَجِلين مِن الجَّبارِ ذي القوةِ المَتين... و هربوا إليه سُبحانه و هو أرحمُ الراحمين... فسُبحانَ الذي يُخافُ عذابُه و تُرجى رحمتُه...
و سُبحانَ الذي يهربُ العاصي منه خوفاً و خشية... و يأتيهِ باكيا طَمَعاً بالرحمة...
بالتأكيد وسوسَ زعيمُ الفساد في نفسكَ : أنْ لا توبة و لا عودة... لأنكَ فعلتَ و فعلت...
نعم إنَّهُ الذي يسعى جاهداً أنْ تُلازمكَ المعاصي و الكبائرُ حتى يأتيكَ الموتُ فجأة... فيفوزُ بتحقيقِ هدفه حينها... و بئسَ الطالبُ و المطلوب... و هو النجاح بجرِّكَ معه لتحترقَ بجهنم ! نعوذُ بالله مِنَ النار و نعوذُ بالله منَ الشيطان...
إنَّهُ الذي تحدَّى ربَّ الجلالِ و العِزَّة فقال :"وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم"...
و هنا تجلَّتْ أعظم الدلائلِ على رحمةِ الرحمنِ لعباده بهذه الكلمات التي قالها الله ردَّاً على إبليس و دفاعاً عنَّا نحن فقال الله :"وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"...
أيُّ ربٍ هذا الذي يصبرُ عليكَ و أنتَ تؤذيَه !... و أن تعيشَ بعيداً عنه في ظل نعمته عليك... و أنْ يحرسَكَ ليلاً نهاراً مِمَّا تخاف و مما لا تعلم و أنتَ تعصيهِ ليلاً نهاراً و لا تتورَّع...
و الأعجبُ مِن كل ذا و ذا أنْ يفرحَ بك لو رجعتَ إليه بعد كلِّ هذا ! فأي وصفٍ يُقالِ بحقِّ هذا الرب ؟ و أي حمدٍ يُعطي اللهَ بعضاً مِنْ حقِّه سُبحانه... فاللهم لكَ الحمدُ كما حمدتَ أنتَ نفسك.. و كما حمدكَ حبيبكَ مُحمد صلى الله عليه و سلم...
يا أيها الذي تعيشُ بعيداً عن ربِّك... أمَا آآآنَ لكَ مِن عَودة؟ متى ستعيش لأجل الله ؟ اسمعْ ماذا يقول لكَ الله : " ألَم يأنِ للذينَ ءامَنوا أنْ تخشَعَ قلوبهم لذكر الله " ؟؟؟
تخيلْ... اللهُ مالكُ المُلك ينتظرك ! أينَ يعيشُ قلبُكَ الذي خلقه الله ؟
يا أخي... اعلَم أنَّك بكلمة... بثانية... بدمعة... يُغفَر لك كل شيء... بل اللهُ أكرَمُ مِن هذا... فتُبدَّل كل جبالك مِن السيئاتِ إلى حسنات !
لأجلِ كلِّ هذا... بنينا المَضيفة... نستضيفُ بها أنفسنا و كل إنسانٍ يعيشُ بعيدا... بعيداً عن ربِّنا ! ...
يا أخي اعرِض مُشكلتَك... و اعلَم أنَّنا سنكونُ جسداً واحداً... نُنَجي أنفسَنا بمحبتنا بالله مِنَ النار برحمته سُبحانه جل جلاله...
تعليق