السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخلاص: هو تجريد قصد التقرب إلى الله عز وجل عن جميع الشوائب .بسم الله الرحمن الرحيم
وقيل: هو إفراد الله عز وجل بالقصد فى الطاعات.
وقيل: هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق
لا يقبل الله عز وجل عملاً من الأعمال حتى يتوفر فيه شرطان فالأول: هو الإخلاص وهو شرط الباطن، والثانى: هو متابعة سنة الرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو شرط الظاهر، ودل على هذا المعنى كتاب الله المنزل وسنة النبى المرسل - صلى الله عليه وسلم.
والإخلاص شرط لقبول العمل الصالح الموافق لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وقد أمرنا الله عز وجل به فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}
وهذه قصة عن الإخلاص حصلت في واقعنا
ذات صباح مشحون بالعمل وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف
دخل عجوز يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز له من إبهامه
وذكر أنه في عجلة من أمره لأن لديه موعدفي التاسعة .
قدمت له كرسيا وتحدثت قليلا ًوأنا أزيل الغرز وأهتم بجرحه ،
سألته :إذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب ولذلك هو في عجلة !
أجاب : لا لكني أذهب لدار الرعاية لتناول الإفطار مع زوجتي ،
فسألته :عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟
فأجابني :بأنها هناك منذ فترة لأنهامصابة بمرض الزهايمر( ضعف الذاكرة(
بينما كنا نتحدث انتهيت من التغيير على جرحه .
وسألته : وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلا ؟
فأجاب :' أنها لم تعد تعرف من أنا ، إنها لا تستطيع التعرف على منذخمس سنوات مضت '
قلت مندهشاً : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟!!!!!!
ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي قال:هي لا تعرف من أنا ، ولكني أعرف من هي ..
هذا نادر في الوجود إذا كانو لا يخلصون مع الخالق فهل يخلصون مع المخلوق
ومعوقات الإخلاص
(1)الطمع,وعلاجه:اليأس مما في أيدي الناس,وتعلق القلب بالله والرغبة فيما عنده.
(2)حب المدح,وعلاجه:عِلمُكَ أن الممدوح حقاً من رضي الله عنه وأحَبَّه وإن ذمَّه الناس.
قال بعض السلف:منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم,ولم أحزن على ذمهم,فحامدهم مفرِّط,وذامهم مفرِّط.وقال آخر:لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام.
(3)الرياء,وعلاجه:أن يعلم أن الخلق لاينفعونه ولايضرونه حقيقةً,فلا يتشاغل بمراعاتهم,فيتعب نفسه,ويضر دينه,ويحبط عمله كله,ويرتكب سخط الله تعالى,ويفوت رضاه,واعلم أن قلب من ترائيه بيد من تعصيه.
(4)العجب,وعلاجه:أن يعلم أن العمل فضل من الله تعالى عليه,وأنه معه عَارِيَةٌ,فإن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى,فينبغي ألاّ يعجب بشئ لم يخترعه,وليس مُلكاً له,ولا هو على يقين من دوامه.
(5)احتقار الآخرين واستصغارهم وازدراؤهم,وعلاجه:التأدُّب بما أدّبنا الله تعالى به,قال تعالىفلا تزكوا أنفسكموقال تعالىإن أكرمكم عند الله أتقاكمفربّما كان هذا الذي يراه دونه أتقى لله تعالى,وأطهر قلباً,وأخلص نيةً,وأزكى عملاً,ثم إنه لايعلم ماذا يُختم له به.
[تنبيه مهم]
فالذي ينبغي على العبد المسلم وطالب العلم من باب أولى أن لايستسلم,بل يحاول معالجة نيته,وإن كانت المعالجة شديدة في أول الأمر..يقول سفيان الثوري:ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي.
فجاهد نفسك وحسّن نيتك,وحرّر الإخلاص,وجرّد التوحيد,واصدُق الله يصدُقُك,واحفظ الله يحفظك,والله معك,ولن يَتِرَكَ عملك..
فمن أخلص في طلب العلم نيّته,وجدّد للصبر عليه عزيمته,كان جديراً أن ينال منه بُغيته.
جعلنا الله وإياكم من المخلصين المتقين
أخوكم الفقير إلي رحمة ربه ((رامي))
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
أخوكم الفقير إلي رحمة ربه ((رامي))
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
تعليق