بسم الله الرحمن الرحيم
بين الإسقاط الترقيع و المناطحة .... ضاعت المناصحة ( 1 )
تقديم
فالاجتماع رحمة و الفرقة عذاب لذا جاء في الحديث الصحيح ( الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ) و الله قد أوجد هذا الاختلاف ليميز الخبيث من الطيب و ليتباين الحق من الباطل و محاولة جعل الخلاف أصل و الاجتماع فرع و هو ما قد ذهب إليه كثير من الناس دون وعي أو فهم لقضية الخلاف خاصة العاملين في مجال العمل الإسلامي ( المنتسبين للفصائل المختلفة ) في محاولة لتبرير الصراع الدائر بين الفصائل الإسلامية خطأ فادح إلا ما كان من خلاف التنوع السائغ و هو مطلوب لسد الفجوات الموجودة في جدار العمل و ملء الثغور المفتوحة على مصرعيها فالاختلاف في الحركة لمواجهة الجاهلية على مختلف صورها مطلوب و مرغوب.
و هذا الاختلاف مبني على الاجتهاد و الاستنباط ( و هذا لا يعني أن كل مجتهد مصيب ) كما حدث مع الصحابة الذين غزوا بني قريظة واختلفوا في صلاة العصر: أيصلونها في بني قريظة أم يصلونها في وقتها؟ و لا يفهم من هذا أن الحق متعدد في نفسه بل الحق واحد و لكن هانك مصيب و مخطأ و الفريقان دارا بين الأجر و الأجران ( نتكلم هنا عن خلاف سائغ و ليس كل خلاف سائغ ) فأحد الفريقان أصاب فنال أجران و الأخر لم يصب لكنه مأجور أيضا فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " ، و الاجتهاد له أصول و ضوابط و شروط و ليس متروكا لكل من هب و دب .
و اختم هذا التقديم بكلمات نفيثة للشيخ ياسر برهامي حفظه الله (( وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهم الجماعة)، وفي رواية الحاكم في مستدركه: (ما أنا عليه وأصحابي)، حديث حسن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً)، إذاً: هذا أمر قدري كوني أنه سيقع الاختلاف وتفترق الأمة. قال عليه الصلاة والسلام: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة) صححه الترمذي وغيره. فدلت هذه الأدلة على أن الاختلاف بين الناس واقع لا محالة، وقضاء الله فيه نافذ لسبق الكلمة منه سبحانه بتأجيل الفصل والقضاء بين الناس فيه إلى أجل مسمى، ولكن هل يعني ذلك أن نستسلم لهذا القدر ونقول: لا فائدة من الحرص على الاجتماع والتآلف، والبعد عن أسباب الاختلاف؟ هذا الأمر مبني على فهم قضية العلاقة بين الأمور الشرعية والأمور القدرية، فالقول بأنه علينا أن نستسلم لهذا القدر، وأنه مهما حاولنا الاجتماع وترك الاختلاف فلا فائدة، وأن السعي لإزالة الاختلاف مصادمة للمقادير، فهذا الفهم من أخطر المسالك وأبعدها عن الشرع الحنيف. نعم، هذا الاختلاف من قدر الله الذي أمرنا الله شرعاً أن نفر منه إلى قدر الله المتمثل في الائتلاف والاجتماع، فنحن مأمورون بأن نفر إلى قدر آخر سيقع، ولكن ربما ضيق أو حصر، فبدلاً من أن يكون الاختلاف المذموم، وأن تكون الفرق المخالفة هي الغالبة المنتشرة القوية، نريد أن يتحجم هذا الخلاف؛ لتكون الفرق النارية أقل عدداً، وأضعف تأثيراً وسلطاناً؛ لذلك فالواجب أن ندفع القدر بالقدر، وننازع القدر المكروه بالقدر المحبوب، كما قال عمر : (نفر من قدر الله إلى قدر الله)، وهذا كان في أمر الطاعون الذي تفشى في عهده. فالواجب اتباع الشرع والإيمان بالقدر لا الاحتجاج بالقدر وترك الشرع، فنحن لا ندري ما الذي سبق به القضاء في حقنا أ.ه))
و اختم هذا التقديم بكلمات نفيثة للشيخ ياسر برهامي حفظه الله (( وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهم الجماعة)، وفي رواية الحاكم في مستدركه: (ما أنا عليه وأصحابي)، حديث حسن. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً)، إذاً: هذا أمر قدري كوني أنه سيقع الاختلاف وتفترق الأمة. قال عليه الصلاة والسلام: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة) صححه الترمذي وغيره. فدلت هذه الأدلة على أن الاختلاف بين الناس واقع لا محالة، وقضاء الله فيه نافذ لسبق الكلمة منه سبحانه بتأجيل الفصل والقضاء بين الناس فيه إلى أجل مسمى، ولكن هل يعني ذلك أن نستسلم لهذا القدر ونقول: لا فائدة من الحرص على الاجتماع والتآلف، والبعد عن أسباب الاختلاف؟ هذا الأمر مبني على فهم قضية العلاقة بين الأمور الشرعية والأمور القدرية، فالقول بأنه علينا أن نستسلم لهذا القدر، وأنه مهما حاولنا الاجتماع وترك الاختلاف فلا فائدة، وأن السعي لإزالة الاختلاف مصادمة للمقادير، فهذا الفهم من أخطر المسالك وأبعدها عن الشرع الحنيف. نعم، هذا الاختلاف من قدر الله الذي أمرنا الله شرعاً أن نفر منه إلى قدر الله المتمثل في الائتلاف والاجتماع، فنحن مأمورون بأن نفر إلى قدر آخر سيقع، ولكن ربما ضيق أو حصر، فبدلاً من أن يكون الاختلاف المذموم، وأن تكون الفرق المخالفة هي الغالبة المنتشرة القوية، نريد أن يتحجم هذا الخلاف؛ لتكون الفرق النارية أقل عدداً، وأضعف تأثيراً وسلطاناً؛ لذلك فالواجب أن ندفع القدر بالقدر، وننازع القدر المكروه بالقدر المحبوب، كما قال عمر : (نفر من قدر الله إلى قدر الله)، وهذا كان في أمر الطاعون الذي تفشى في عهده. فالواجب اتباع الشرع والإيمان بالقدر لا الاحتجاج بالقدر وترك الشرع، فنحن لا ندري ما الذي سبق به القضاء في حقنا أ.ه))
الإسقاط و الترقيع و المناطحة
فمع تقرير قضية الخلاف كسنة كونية بينما نحن مطالبون شرعا بالاجتماع و نبذ الفرقة حتى لا تسقط الأمة و يضيع جهدها هباء منثورا و تصبح لقمة سائغة في فم أعدائها : ( ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) و : (( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا َ )) ، و الفهم الخاطىء لقضية الخلاف و عدم تحرير المسألة على الوجه الأكمل و أكبر من هذا الخطأ في تحديد موقع المخالف من الجماعة الكبرى ( أهل السنة و الجماعة ) ، فالجماعات الإسلامية الآن ( و التي تتناحر فيما بينها على أرض الواقع إلا ما رحم الله ) واقع لا فصال فيه و تحديد موقع هذه الجماعات أو الفصائل من الجماعة الكبرى ( أهل السنة و الجماعة ) من أخطر النقاط في تحديد أسلوب التعامل عند الخلاف فلا شك أن دخول المخالف تحت لواء أهل السنة و الجماعة له دور كبير في تحديد شكل التعامل مع المخالف و الحفاظ على وحدة الجماعة الكبرى هي الغاية و الهدف المنشود في مواجهة الوحدة بين أعداء الإسلام ( حزب الشيطان ) .
و قد نتج عن الخلاف بين الفصائل الإسلامية الداخلة في مسمى أهل السنة و الجماعة ( فلا عبرة لمن خرج من هذه الدائرة كالرافضة و الخوارج مثلا ) عدد من الظواهر التي عكرت صفو الأخوة و التي هي أصل في الجماعة الكبرى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) و الحفاظ على هذا الأصل و محاولة رأب الصدع في جدار الوحدة هو العمل الأعظم و الأفضل عند الله في حالة الصراع و الاختلاف و هو مقدم طبعا على التناحر و القتال لذا قال تعالى (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )) ثم كان القتال مرحلة ثانية عند الإصرار على الظلم و جُعل الهدف منه الوحدة و المصالحة فما شرع القتال في هذه الحالة للقضاء على المخالف و لكن لرده عن ظلمه ثم العمل على الإصلاح مرة أخرى ((
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) فالأصل أن المؤمنين أخوة و لا نخرج عن هذا الأصل أبدا حتى في الصراع ( علما بأن الصراع قد وصل لمرحلة القتال و سفك الدماء و مع هذا ظلت أخوة العقيدة قائمة ) (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )).
فإذا كان المؤمنون الداخلين في مسمى أهل السنة و الجماعة أخوة و الأصل هو الإصلاح و محاولة جمع شتات هذه الفصائل و توحيدها و إسداء النصح في حالة الخلاف لأن ( الدين النصيحة ) كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فالواجب على أبناء الصحوة الإسلامية رفع شعار الدين النصيحة و البذل و التضحية في سبيل جمع الصف على حساب الأهواء الشخصية و المصالح الخاصة و أن نقدم معنى الجماعة الكبرى كبديل للجماعات و الفصائل
. لكن الحادث الآن على أرض الواقع خلاف هذا ، و الواجب علينا بحث الأمر باستفاضة مع تحرير مواطن الخلاف و هل هي في الأصول أم في الفروع و اختيار الأسلوب الأمثل للنصح بالرفق و اللين و الحفاظ على سلامة القلوب بالدرجة الأولى و سوف أفرد لهذا الأمر موضوع خاص حتى لا أطيل النفس و اكتفي بالوقوف على عدة ظواهر تضرب بقوة في أركان العمل الإسلامي هذه الأيام و هي على التوالي ( الإسقاط و الترقيع و المناطحة ) و هذه الظواهر هي الأبرز مع وجود ظواهر أخرى ( ناتجة عن الظواهر السابق ذكرها ) نتيجة لهذا الصراع منها الانتكاس سواء كان كليا أو جزئيا و الانسحاب النفسي و الجسدي و الظواهر الأخيرة تفرعت من ظواهر الأخرى .
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) فالأصل أن المؤمنين أخوة و لا نخرج عن هذا الأصل أبدا حتى في الصراع ( علما بأن الصراع قد وصل لمرحلة القتال و سفك الدماء و مع هذا ظلت أخوة العقيدة قائمة ) (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )).
فإذا كان المؤمنون الداخلين في مسمى أهل السنة و الجماعة أخوة و الأصل هو الإصلاح و محاولة جمع شتات هذه الفصائل و توحيدها و إسداء النصح في حالة الخلاف لأن ( الدين النصيحة ) كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فالواجب على أبناء الصحوة الإسلامية رفع شعار الدين النصيحة و البذل و التضحية في سبيل جمع الصف على حساب الأهواء الشخصية و المصالح الخاصة و أن نقدم معنى الجماعة الكبرى كبديل للجماعات و الفصائل
. لكن الحادث الآن على أرض الواقع خلاف هذا ، و الواجب علينا بحث الأمر باستفاضة مع تحرير مواطن الخلاف و هل هي في الأصول أم في الفروع و اختيار الأسلوب الأمثل للنصح بالرفق و اللين و الحفاظ على سلامة القلوب بالدرجة الأولى و سوف أفرد لهذا الأمر موضوع خاص حتى لا أطيل النفس و اكتفي بالوقوف على عدة ظواهر تضرب بقوة في أركان العمل الإسلامي هذه الأيام و هي على التوالي ( الإسقاط و الترقيع و المناطحة ) و هذه الظواهر هي الأبرز مع وجود ظواهر أخرى ( ناتجة عن الظواهر السابق ذكرها ) نتيجة لهذا الصراع منها الانتكاس سواء كان كليا أو جزئيا و الانسحاب النفسي و الجسدي و الظواهر الأخيرة تفرعت من ظواهر الأخرى .
1- الإسقاط :
و هي ظاهرة تعتمد على مهاجمة الرموز المختلفة ذات التوجهات المتباينة و مع سقوط الرمز يسقط المنهج و يندحر الفصيل الذي يقف خلف الرمز و الاتهامات هنا تدور بين الغلو و العمالة ، و هذه الظاهرة أفرزت ظواهر أخرى لا تقل عنها سوء مثل الترقيع و المناطحة ، أما خطورة هذه الظاهرة فتكمن في تشويه معالم العمل و تشكيك الناس في مصداقية الدعاة و المجاهدين و لسان الحال إذا كانت الرموز بهذا السوء فما بالكم بمن دونهم ؟. و يجب أن أقرر أن هناك أشخاص قد بدلوا و ارتموا في أحضان الجاهلية و إسقاطهم قد صار واجبا لكن حتى هذا يستلزم حكمة و فهم و اختيار الوسيلة الأنسب للإسقاط فالنبي لم يقتل رأس المنافقين رغم كيده للمسلمين و لو شاء فعل و علل ذلك بقوله ( حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه ) فالحفاظ على الجماعة و سيرتها و سمعتها أوجب من الإسقاط و درء المفاسد مقدم ، و لقد ترك الرسول أبي بن سلول يفضح نفسه بنفسه و يسقط نفسه بنفسه .
و لعل أفضل وصف لهؤلاء إنهم يقاتلون طواحين الهواء فلا هم هزموها و لا هي قتلتهم .
و هي ظاهرة تعتمد على مهاجمة الرموز المختلفة ذات التوجهات المتباينة و مع سقوط الرمز يسقط المنهج و يندحر الفصيل الذي يقف خلف الرمز و الاتهامات هنا تدور بين الغلو و العمالة ، و هذه الظاهرة أفرزت ظواهر أخرى لا تقل عنها سوء مثل الترقيع و المناطحة ، أما خطورة هذه الظاهرة فتكمن في تشويه معالم العمل و تشكيك الناس في مصداقية الدعاة و المجاهدين و لسان الحال إذا كانت الرموز بهذا السوء فما بالكم بمن دونهم ؟. و يجب أن أقرر أن هناك أشخاص قد بدلوا و ارتموا في أحضان الجاهلية و إسقاطهم قد صار واجبا لكن حتى هذا يستلزم حكمة و فهم و اختيار الوسيلة الأنسب للإسقاط فالنبي لم يقتل رأس المنافقين رغم كيده للمسلمين و لو شاء فعل و علل ذلك بقوله ( حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه ) فالحفاظ على الجماعة و سيرتها و سمعتها أوجب من الإسقاط و درء المفاسد مقدم ، و لقد ترك الرسول أبي بن سلول يفضح نفسه بنفسه و يسقط نفسه بنفسه .
و لعل أفضل وصف لهؤلاء إنهم يقاتلون طواحين الهواء فلا هم هزموها و لا هي قتلتهم .
2- الترقيع :
و هي ردة فعل للأولى و تعتمد على التزييف و تلمس الأعذار بشكل مبالغ و غض الطرف تماما عن كل أخطاء الجماعة و أفرادها مع تقديس عجيب لرموز التيار الذي ينتسب له الفرد فيصبح فوق مستوى النقد أو النصح ، و في هذا إهدار لمبدأ النصيحة و تميع للقضية و عصبية للجماعة أو التيار الذي ينتسب له الفرد على حساب الجماعة الأم ( أهل السنة و الجماعة ) و على حساب المنهج الإسلامي ( الدين النصيحة ) و خطورة هذه الظاهرة أنها تمرر مع الوقت كل الأخطاء حتى تصير واقعا و ينتج عن هذا إستباحة دماء معصومة و غلو في الحكم على المخالف و في المقابل ترى تميعا لقضايا الولاء و البراء و تهاون في إنكار المنكر .
وهذا الفريق يذكرني بمن هرب من التشبيه في الأسماء و الصفات فوقع في التعطيل .
و من خشي من ظاهرة التكفير فعمد إلى الإرجاء .
فقد فروا من الذئب فوقعوا بين أنياب الأسد .
و هي ردة فعل للأولى و تعتمد على التزييف و تلمس الأعذار بشكل مبالغ و غض الطرف تماما عن كل أخطاء الجماعة و أفرادها مع تقديس عجيب لرموز التيار الذي ينتسب له الفرد فيصبح فوق مستوى النقد أو النصح ، و في هذا إهدار لمبدأ النصيحة و تميع للقضية و عصبية للجماعة أو التيار الذي ينتسب له الفرد على حساب الجماعة الأم ( أهل السنة و الجماعة ) و على حساب المنهج الإسلامي ( الدين النصيحة ) و خطورة هذه الظاهرة أنها تمرر مع الوقت كل الأخطاء حتى تصير واقعا و ينتج عن هذا إستباحة دماء معصومة و غلو في الحكم على المخالف و في المقابل ترى تميعا لقضايا الولاء و البراء و تهاون في إنكار المنكر .
وهذا الفريق يذكرني بمن هرب من التشبيه في الأسماء و الصفات فوقع في التعطيل .
و من خشي من ظاهرة التكفير فعمد إلى الإرجاء .
فقد فروا من الذئب فوقعوا بين أنياب الأسد .
3- المناطحة
و هي ما يدور بين أفراد الفصائل المختلفة على أرض الواقع من صراعات و مشادات كلامية و اشتباكات فكرية بل تصل أحيانا للصدام المسلح و هذه الأخيرة نتيجة حتمية لتمايز فريقان أحدهما يدعي الفهم و الأخر يدعي العمل و الدين فهم و عمل و خطورة الظاهرة في تبادل الاتهامات و التبديع و التفسيق بل قد تصل للتكفير و بالطبع تحطيم روابط الأخوة و الإضرار بالجماعة الأم.
و لغة الحوار في هذه الظاهرة يسودها الاضطراب و التبعثر و لا يوجد لها ضوابط علمية بل هي قائمة على المغالبة و الرابح هو الأعلى صوتا و الأكثر عددا الأصبر على الإيذاء .
و أصحاب هذه الظاهرة يضيعون أوقاتهم و أوقات من يجالسهم كالنائحة الثكلى لا تسمع منها إلا العويل .
و هي ما يدور بين أفراد الفصائل المختلفة على أرض الواقع من صراعات و مشادات كلامية و اشتباكات فكرية بل تصل أحيانا للصدام المسلح و هذه الأخيرة نتيجة حتمية لتمايز فريقان أحدهما يدعي الفهم و الأخر يدعي العمل و الدين فهم و عمل و خطورة الظاهرة في تبادل الاتهامات و التبديع و التفسيق بل قد تصل للتكفير و بالطبع تحطيم روابط الأخوة و الإضرار بالجماعة الأم.
و لغة الحوار في هذه الظاهرة يسودها الاضطراب و التبعثر و لا يوجد لها ضوابط علمية بل هي قائمة على المغالبة و الرابح هو الأعلى صوتا و الأكثر عددا الأصبر على الإيذاء .
و أصحاب هذه الظاهرة يضيعون أوقاتهم و أوقات من يجالسهم كالنائحة الثكلى لا تسمع منها إلا العويل .
فالمخرج الوحيد من هذه الفتنة هي التناصح بين الفصائل المختلفة و تحرير مناط الخلاف ( هل هو في الأصول أم الفروع ) و الاجتماع على الأصل الأكبر ( السنة ) لتحقيق مفهوم الجماعة و تقديم سلامة الصدر و حسن الظن ، حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم وأئمة المسلمين وعامتهم . ( صحيح )
و للحديث بقية إن شاء الله .
و للحديث بقية إن شاء الله .
تعليق