Tweet
ايأكم واكبررررر الكباااااائر
عن ابي بكر بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالها ثلاثا قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث النبوي الشريف يحذر الرسول فيه من اكبر الكبائر وحددها اولاً بالاشراك بالله وعطف على الاشراك عقوق الوالدين فرضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين ثم غير صلى الله عليه وسلم الحركة فجلس وقال: ألا وقول الزور وكررها حتى أشفق عليه الصحابة، لقد صدر هذا الهدي الشريف بأداة الاستفتاح (ألا) التي تفيد التنبيه، وقال الصادق المصدوق الاشراك بالله وعقوق الوالدين وهذا الهدي الشريف ذكر في القرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احسانا” ان الحق يأمر بعبادته سبحانه وعدم الاشراك به وبالمعاملة الكريمة للوالدين والاحسان اليهما.
ولقد وصى الله الانسان بأن يشكره على خلقه وايجاده وان يشكر والديه على تربيته فحذر الرسول من عقوق الوالدين ومن الاشراك بالله ومن قول الزور الذي يؤدي بالانسان الى الهلاك، ولقد بدأ الحديث بالاستفتاح (ألا) ثم ذكر اكبر الكبائر مجملاً ثم فصل بعد ذلك مجمل الكبائر بالاشراك بالله ثم عقوق الوالدين ثم قول الزور.
بداية تشويقية
اساليب الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتنوعة ومتعددة والتعبير عن هذه الاساليب كثير ايضا، ومتنوع والجديد في هذا الهدي الشريف ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأه بداية تشويقية لجذب الانظار إليه فينبه المصطفى صلى الله عليه وسلم مشوقا الى معرفة اكبر الكبائر حيث كررها ثلاثا (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر) فتطلع الصحابة الى معرفة ذلك وقالوا: بلى يا رسول الله وعندئذ يخبرهم وقد تهيؤوا للتلقي (الاشراك بالله وعقوق الوالدين) ثم يزيد من تنبههم وتشويقهم بتغيير هيئته التي كان عليها إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس وهذا ينبئ بعظم ما يعبر عنه صلى الله عليه وسلم، لقد ادرك الصحابة ذلك عندما جلس وقد كان متكئاً وهو يخبر عن الاشراك والعقوق فاشتد التشوق لمعرفة ما يقول وعند ذلك قال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور وما زال يكررها حتى قال الصحابة اشفاقا عليه: ليته سكت حيث تمنوا سكوته اشفاقا عليه.
المبالغة في التحذير
ولقد صدر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الهدي الشريف بالاستفهام والاستفهام ضرب من ضروب الانشاء ولهذا الاستفهام دلالة قوية حيث تتطلع الآذان وتتشوق النفوس الى معرفة اكبر الكبائر، ونلاحظ شدة المبالغة في التحذير من قول الزور، فقد كان صلى الله عليه وسلم متكئاً عند الاخبار عن الشرك وعقوق الوالدين ثم جلس عند الاخبار عن قول الزور وشهادة الزور مما يدل على خطرهما وينبه الى شدة العقاب لشاهد الزور، كما تمثلت المبالغة في التحذير من قول وشهادة الزور في تكرار ذكرهما حتى قال الصحابة: ليته سكت اشفاقاً عليه ثم إن (ألا) وهي حرف استفتاح يؤتى بها لتنبيه المخاطب من غفلته حتى يتجه للسماع ولا تأتي إلا في الأمور المهمة ومن بلاغيات الحديث في هذا الهدي الشريف أننا رأينا تعددا لتعبير الرسول صلى الله عليه وسلم لقد جمع بين التعبير بالألفاظ وبالجمل وبالعبارات وبين التغيير بالحركة فها هو يكون في هيئة عندما يتكلم عن أمر ثم تتغير هيئته عندما يتكلم عن أمر آخر له خطورته.
تعليق