إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال حول رؤية الله عزّ وَجَلّ يوم القيامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال حول رؤية الله عزّ وَجَلّ يوم القيامة

    سؤال حول رؤية الله عزّ وَجَلّ يوم القيامة
    السلام عليكم ورحمة الله

    ما قول أهل السنة في إثبات رؤية الله عزّ وَجَلّ يوم القيامة ؟ وهل دلّت نصوص القرآن على رؤية وجه الله تبارك وتعالى ؟

    وجزاك الله خيرا




    الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وجزاك الله خيرا

    أهل السنة ومُتقدِّمي الأشاعرة يُثبِتون رؤية الله عزّ وَجَلّ ، والمقصود بها رؤية المؤمنين لِربِّهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ، ويكون ذلك في بعض مواقف يوم القيامة وفي الجنة .

    وهذا قد دلّ عليه صريح القرآن ، ودلّت عليه السنة أيضا .

    فمن القرآن قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) وقوله عزّ وَجَلّ : (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) ، ومفهوم الآية أن المؤمنين ليسوا بمحجوبين عن ربهم .

    قال الإمام مَالك بن أنس في هَذه الآيَة : لَمَّا حَجَب أعْدَاءَه فَلَم يَرَوه تَجَلَّى لأوْلِيائه حَتى رَأَوه . وقال الشافعي : لَمَّا حَجَب قَومًا بالسُّخْط دَلّ على أنَّ قَوْمًا يَرَونه بِالرِّضَا ، ثم قال : أمَا والله لَو لَم يُوقِن محمد بن إدريس أنه يَرى رَبَّه في الْمَعَاد لَمَا عَبَده في الدّنيا .

    وفُسِّرت الزيادة في قوله تعالى : (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) بأنها رؤية وجْه الله تبارك وتعالى . وكذلك فُسِّرت الزيادة في قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) بأنها رؤية وجْه الله تبارك وتعالى .

    قال الإمام القرطبي في تفسيره : فَقَال في قَوله تَعالى : (حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)[البقرة:55] : وقد اخْتُلِفَ في جَوَاز رُؤية الله تَعالى ؛ فأكْثَر الْمُبْتَدِعَة على إنْكَارِها في الدُّنيا والآخِرَة ، وأهْل السُّنَّة والسَّلَف على جَوازِها فِيهما ، ووُقُوعِها في الآخِرَة ؛ فَعَلَى هَذا لَم يَطْلُبُوا مِن الرُّؤيَة مُحَالاً ، وقد سَألَها مُوسَى عليه السَّلام .

    وقد بيَّن في آيَة " الأعْراف " أنَّ مُوسَى عليه الصلاة والسلام لم يَطْلُب مُحَالاً ، وَرَدّ تَأوِيل مَن تَأوَّل رُؤية الله في الآيَة ، فَقَال في قَوله تَعالى : (قَالَ لَنْ تَرَانِي) أي في الدُّنيا ، ولا يَجُوز الْحَمْل على أنه أرَاد أرِنِي آيَة عَظِيمَة لأنْظُر إلى قُدْرَتِك ؛ لأنه قَال : (إِلَيْكَ) وقَال : (لَنْ تَرَانِي) ولَو سَأل آيَة لأعْطَاه الله مَا سَأل ، كَمَا أعْطَاه سَائر الآيَات ، وقد كَان لِمُوسَى عليه السلام فيها مَقْنَع عن طَلَب آيَة أُخْرى ؛ فَبَطَل هَذا التَّأوِيل .

    أوْرَد مَا رُوي عن أنس رضي الله عنه قَال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قَوله تَعالى : (وَزِيَادَةٌ) قال : للذين أحْسَنُوا العَمَل في الدُّنيا لهم الْحُسْنى ، وهي الْجَنَّة ، والزِّيادَة النَّظَر إلى وَجْه الله الكَرِيم . وهو قَول أبي بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب في رِواية ، وحذيفة ، وعُبادة بن الصامت ، وكعب ابن عُجْرة ، وأبي موسى ، وصهيب ، وابن عباس في رِواية ، وهو قَول جَمَاعَة مِن التَّابِعِين ، وهو الصِّحِيح في البَاب .

    ثم قال القرطبي :
    ورَوى مُسلم في صحيحه عن صُهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دَخَل أهْل الْجَنّة الْجَنّة قال الله تَبَارَك وتَعَالى : تُرِيدُون شيئا أزِيدُكم ؟ فيقولون : ألَم تُبَيِّض وُجُوهَنا ؟ ألَم تُدْخِلْنا الْجَنّة ، وتُنَجِّنا مِن النَّار ؟ قال : فَيَكْشِف الْحِجَاب فَمَا أُعْطُوا شَيئا أحَبّ إليهم مِن النَّظَر إلى رَبِّهم عَزَّ وَجَلّ . وفي رِوَاية : ثم تَلا : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) .

    وعلى هذا جماهير المفسِّرِين ، في إثبات رؤية المؤمنين لِربّهم عزّ وَجَلّ . والأحاديث في هذا كثيرة جدا ، منها ما هو في الصحيحين ، ومنها ما هو في غيرهما .

    وقد " اتَّفَقَتِ الأمَّة على أنه لا يَرَاه أحَدٌ في الدُّنيا بِعَينِه ، ولم يَتَنَازَعُوا في ذلك إلاَّ في نَبِيَّنا صلى الله عليه وسلم خَاصَّة " ، والْجُمْهُور على أنَّها رُؤيَة قَلْبِيَّة ، فقد سُئل عليه الصلاة والسلام : هَل رَأيْتَ رَبَّك ؟ فقال : نُوْرٌ أنَّى أَرَاه . رواه مسلم .

    وقَالتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ ، وَلَكِنْ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ ، وَخَلْقُهُ سَادّ مَا بَيْنَ الأُفُق . رواه البخاري .

    وقالتْ : مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) . رواه البخاري ومسلم .

    وأمَّا مَا اسْتَدَلّ به نُفَاة الرُّؤيَة مِن قَولِه تَعالى لِمُوسَى : (لَنْ تَرَانِي) ، فَذلك مُخْتَصّ بِالدُّنيا ، إذ لَم يُخْلَق الْخَلْق فِيها للبَقَاء ، ويَدُلّ عليه قَوله عليه الصلاة والسلام : لَن يَرَى أحُدُكُم رَبَّه حَتى يَمُوت . رواه ابن أبي عاصم في كِتاب " السُّـنَّة " ، وقال الألباني : إسناده صحيح .

    وجَوَاب آخَر ، وهو أنَّ " قَوْله تَعَالى : (لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ) الآية ، لَيس بِجَوَاب مَن سَأل مُحَالاً ، وقد قَال تَعَالى لِـنُوح : (فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) ، فلو سَأل مُوسَى مُحَالاً لَكَان في الكَلام زَجْرٌ مَا وتَبْيِين .

    وقَولُه عَزَّ وَجَلّ : (لَنْ تَرَانِي) نَصّ مِن الله تَعالى على مَنْعِه الرُّؤيَة في الدُّنيا ، و(لن) تَنْفِي الفِعْل الْمُسْتَقْبَل ، ولو بَقِينَا مع هذا النَّفْي بِمُجَرَّدِه لَقَضَينَا أنه لا يَرَاه مُوسَى أبَدًا ولا في الآخِرَة ، لكن وَرَد مِن جِهَة أخْرَى بِالْحَدِيث الْمُتُوَاتِر أنَّ أهْل الإيمان يَرَون الله تَعَالى يَوْم القِيَامَة ، فَمُوسَى عليه السلام أحْرَى بِرُؤيَتِه " أفاده ابن عطية في تفسيره .

    وكان مِن سُؤَال النبي صلى الله عليه وسلم ودُعَائه : وأسْألُك لَذّة النَّظَرِ إلى وَجْهِك . رواه الإمام أحمد والنسائي . قال ابن عبد البر : والآثَار في هَذا الْمَعْنَى كَثِيرَة جِدًّا . والله تعالى أعلم

    منقول


    اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله
يعمل...
X