أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادى له وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
أيها الأخوة والأخوات .... إستكمالاً لما بدأناه فى المقالة السابقة حول التقوى وأن المشكلة ليست فى المعرفة حيث أن الجميع يعلم أنه لابد من تقوى الله ، ولكن المشكلة فى التطبيق أى كيف نطبق المعرفة ونجعلها عملاً واقعاً....
الجواب وبالله التوفيق (باختصار خشية الإطالة )
أولاً: اعلم أن الله يراك : ــفإذا كان يراك فكيف تعصاه ؟؟ وأنا أعلم الأن أن الكثير يقولون ( نعلم ذلك ولكن لا نستطيع التوقف عن معصيته ) وأقول.... أنت تعلم أن أباك إذا كره فعلاً معيناً فلن تفعله أمامه...أليس كذلك؟؟؟؟ فالله أحق إذاً ( فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) ، ( فلا تخشوهم واخشون ).
والله يراك فى جميع الأحيان ، ألا تستحى!!!!!!!!!!
ثانياًًّ : الانترنت : ــ ابتعد عن ( الانترنت ) قدر استطاعتك.. نعم ابتعد ، الكثير يصرخ الأن ويقول كيف إنه شئ ضرورى نتعلم منه أمور ديننا ونتواصل من خلاله مع شيوخنا وو ...............
أعلم ذلك ولكن الحذر كل الحذر منه ، فرغم مزاياه إلا أن مخاطره كثيرة فلا تقع فيه ، على الأقل :ـــ
1ـ ابتعد عما يسمى ( الشات ) فر منه فرارك من الأسد فهو والله سيقع بك حتماً .
2ـ لا تخاطروتدخل الى مواقع زاعماً أنك ستدعوا غير المسلمين الى الاسلام وستجادلهم وستحارب التنصير وو...
احذر فقد يوقع بك الشيطان (فأنت لازلت بلا أرض صلبة تقف عليها ) فستنهار مع أول خطوة فحذار ثم حذار ، قد تدخل اليوم ثم تستمع الى شبهه لا تستطيع الردّ عليها ، بل قد تتشكك ثم... والعياذ بالله، فاحذر احذر احذر.
ثالثاً : ابتعد عن رفاق السوء :ــ فكما قال النبى صلى الله عليه وسلم :( لا تصاحب الا مؤمناً ..) فالصاحب كالساحب ، إذا كان مؤمناً تقياً سحبك الى طريقه والا فالعكس صحيح (نسأل الله العفو والعافية ) .
رابعاً : الإختلاط :ــ لا تخالط فتاه لا تحل لك أبداً مهما حدث ، وكذلك الفتاه لا تخالط فتى لا يحل لها أبداً ، فالمخالطة أول بريد الشيطان ، ولا يغرنك أنك تثق فى نفسك ، أو أنها مثل أختك ، أو أنك تعاملها بتحضر واحترام ووو.....احذر ثم احذر، فلا زلت تتقدم حتى يوقع بك الشيطان .
خامساً : المحافظة:ــ على الصلوات الخمس فى جماعة وقراءة القرأن يومياً وحضور مجالس العلم ومصاحبة الصالحين ، كل ذلك يؤلف بين القلوب ويزيدها قوة ويباعد بينها وبين الشيطان ، فكن نشيطاً ولا تتردد ، وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم : ( استعن بالله ولا تعجز ) .
وأخيراً:ــ إذا علمت أن شيئاً معيناً كله فوائد هل تتركه ؟؟؟ انك حتماً ستتمسك به دوماً أليس كذلك .....؟؟؟
فكذلك اعلم فضل التقوى والخير العظيم الذى يعود على العباد بتمسكهم بها خيراً فى الدنيا والأخرة، والله عز وجل يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ) أرأيت ، بالله عليك هل تترك هذا الخير !!!!!
استمع أيضاً لقوله عز وجل ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا ً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاًً عظيماً ) الله أكبرعلى هذا الفضل .
والأيات القرأنية والأحاديث النبوية عن التقوى كثيرة كثيرة .
اذاً علينا تطبيق هذه الخطوات والحرص عليها والالتزام بها حتى الوصول الى المأمول ، واستعن دائماً بالله ، واذا وقعت لا تيأس وعد مرةً أخرى ، فالله لا يغلق أبوابه أبداً ، والتوبة مقبولة مالم تغرغر أو تطلع الشمس من مغربها .
نسأل الله السلامة والثبات والسداد والتوفيق إنه ولى ذلك والقادر عليه ( ولا تنسونا من صالح دعاؤكم ) .
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده ، وما كان من نقص أوعيب أو خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق