إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علامات مرض القلب وصحته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علامات مرض القلب وصحته

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
    قال ابن القيم رحمه الله:
    كل عضو من اعضاء البدن خلق لفعل خاص به, كماله في حصول ذلك الفعل منه, ومرضه :ان يتعذر عليه الفعل الذي خلق له حتى لا يصدر منه اويصدر مع نوع من الاضطراب,فمرض اليد ان يتعذر عليها البطش, ومرض العين ان يتعذر عليها النظر والرؤيه, ومرض اللسان ان يتعذر عله النطق, ومرض البدن ان يتعذر عليه حركته الطبيعيه او يضعف عنها,ومرض القلب ان يتعذر عليه ماخلق له من المعرفة بالله ومحبته والشوق الى لقائه والانابه اليه,واثار ذلك على كل شهوته , فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئا ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق اليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذه ولا نعيم ولا قرة عين بل اذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ والذات عذابا له ولابد, فيصير معذبا بنفس ماكان منعما به من جهتين من جهة حسرة فوته, وانه حيل بينه وبينه مع شدة تعلق روحه به , ومن جهة فوت ماهو خير له وانفع وادوم حيث لم يحصل له فالمحبوب الحاصل فات والمحبوب الأعظم لم يظفر به , وكل من عرف الله أحبه واخلص العباده له ولابد ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات, فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض.
    وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولايعرف به صاحب لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها ,بل قد يموت وصاحبه لايشعر بموته, وعلامة ذلك انه لاتؤلمه جراحات القبائح, ولايوجعه جهله بالحق وعقائده الباطله,فأن القلب اذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه ,وتألم بجهله بالحق بحسب حياته
    "وما لجرح بميت ايلام"
    وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه مرارة الدواء والصبر عليها ,فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء ,فأن دواءه في مخالفة الهواء وذلك اصعب شيء على النفس وليس لها انفع منه.
    وتارة يوطن نفسه على الصبر ثم ينفسخ عزمه ولايستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره.كمن دخل في طريق مخوف مفض الى غاية الأمن وهو يعلم انه ان صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن فهو محتاج الى قوة صبر وقوة يقين بما يصير ا ليه ,ومتى ضعف صبره ويقينه رجع عن الطريق ولم يتحمل مشقتها .
    والمقصود:ان من علامات امراض القلوب عدولها عن الاغذيه النافعه الموافقه لها الى الاغذيه الضاره وعدولها عن دوائها النافع الى دوائها الضار فهنا اربعة امور:
    غذاء نافع , ودواء شافِ ,وغذاء ضار , ودواء مهلك.
    فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الضار المؤذي والقلب المريض بضد ذلك .
    وانفع الاغذيه غذاء الايمان ,وانفع الادويه دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء.
    ومن علامات صحته ايضا: انه يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالاخره,ويحل فيها حتى يبقى
    كأنه من اهلها وابنائها ,جاء الى الدار غريبا يأخذ منها حاجته ويعود الى وطنه
    كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله ابن عمر:
    ((كُن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل, وعد نفسك من أهل القبور))
    فحــى على جناتِ عدنِ فأِنها منازلك الاولى وفيها المخيمُ
    ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود الى اوطاننـــا ونســـلمُ
    وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه ((ان الدنيا قد ترحلت مدبره وان الاخره قد ترحلت مقبله ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخره ولا تكون من ابناء الدنيا فأن اليوم عمل ولاحساب وغد حساب ولا عمل))
    وكلما صح القلب من مرضه ترحل الى الأخره وقرب منها حتى يصير من اهلها ,وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها حتى يكون من اهلها.
    ومن علامات صحت القلب:انه لايزال يضرب على صاحبه حتى ينيب الى الله ويخبت اليه ويتعلق به تعلق المحب المضطر الى محبوبه الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولاسرور الا برضاه وقربه والانس به,فبه يطمئن واليه يسكن واليه يؤي وبه يفرح وعليه يتوكل وبه يثق واياه يرجو وله يخاف ,فذكره قوته وغذاؤه ومحبته, والشوق اليه حياته ونعيمه ولذته وسروره , والألتفات الى غيره والتعلق بسواه داؤه, والرجوع اليه دواؤه ,فأِذا حصل له ربه سكن اليه وطمأن به وزال ذلك الأضطراب والقلق, وانسدت تلك الفاقه, فأن في القلب فاقه لايسدها شي سوى الله تعالى ابدا ,وفيه شعث لايلمه غير الاقبال عليه وفيه مرض لايشفيه غير الاخلاص له وعبادته وحده.
    قال بعض العارفين((مساكين اهل الدنيا خرجوا من الدنيا وماذاقوا اطيب مافيها))
    وقال آخر(( انه ليمر بي اوقات اقول فيها ان كان اهل الجنه في مثل هذا انهم لفي عيش طيب))
    وقال آخر((والله ماطابت الدنيا الا بمحبته وطاعته ولا الجنه الا برؤيته ومشاهدته ))
    وقال ابو الحسين الوراق((حياة القلب في ذكر الحي الذي لايموت والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لاغير ))
    وقال آخر((من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين,ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات ))
    ومن علامات صحة القلب :ان لايفترعن ذكر ربه ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره الا بمن يدله عليه ويذكره به ويذاكره بهذا الامر.
    ومن علامات صحتة:انه اذا فاته ورِده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
    ومن علامات صحته: انه يشتاق الى الخدمه, كما يشتاق الجائع الى الطعام والشرب.
    ومن علامات صحته:ان يكون همه واحدا, وان يكون في الله
    ومن علامات صحته:انه اذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه في الدنيا واشتد عليه خروجه منها, ووجد فيها راحته ونعيمه, وقرة عينه وسرور قلبه.
    ومن علامات صحته: ان يكون اشح بوقته ان يذهب ضائعا من اشد الناس شحا بماله
    ومنها: ان يكون اهتمامه بتصحيح العمل اعظم منه بالعمل, فيحرص على الاخلاص
    فيه والنصيحه والمتابعه والاحسان, ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله.




    ابن القيم
    اغاثة اللهفان من مصايد الشيطان

  • #2
    رد: علامات مرض القلب وصحته


    اللهم أحيي قلوبنا على طاعتك..

    و اشفها من أمراضها...

    جزى الله إمامنا ابن القيم الخير ..

    و جزاك الله خيرا أخي صالح

    تعليق


    • #3
      رد: علامات مرض القلب وصحته

      جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم






      *************

      " غزونا مع النبى صلى الله عليه وسلم سبع غزوات او ستا كنا نأكل معه الجراد "

      متفق عليه من حديث أوفى

      ***********

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لهم فى مكيالهم وبارك لهم فى صاعهم ومدهم " يعنى اهل المدينة

      متفق عليه من حديث انس ..
      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

      تعليق

      يعمل...
      X