لو حكمت على خنزير أن يأكل نفسه ، عقوبة له على كسر الإشارة الحمراء ساعة الذروة ..
لكفر بكل قوانين المرور وأضرب عن العمل احتجاجاً ، لأن العقوبة -بنظره- أعظم من الجناية !
فلا يحتاج الأمر لكثير ذوقٍ ولا لأطنانٍ إضافية من أحماض المعدة لهضم الفكرة ..
أن الخنزير مجرد Mindless eating machine !!
قد يأكل أى شئٍ .. فيعض على روثك ويبتلع حذاءك .. ويأكل "الشرق الأوسط" جريدتك المفضلة
قد وسع شدقه قذر الناس جميعاً !
إلا أنه لا يرضى أن يأكل لحم نفسه تعففاً .. في الوقت الذي يأكله الكافر -وأشباهه- تلذذاً !
دورة حياة مثالية تتفق مع قيم الحضارة الحديثة ومعايير التفوق الإنساني :
إنسان متحضر يأكل ويشرب .. ثم يبعثر فضلاته البيولوجية في كل مكان من فتحاتٍ مختلفة ..
فيأتي الخنزير المخلصُ لينظف بيت سيده ويلعق فضلاته حتى آخر قطرةٍ من نتن !
ثم يرد الصاحبُ جميلَ صديقه عرفاناً وتقديراً .. فيأكل خنزيره .. !
والمدقق في هذه العلاقة الرومانسية الفريدة .. يرى أن الإنسان في حقيقة الأمر يأكل روثه بعد معالجته "خنزيرياً" !!
قصة حياة خنزير
في بلدٍ متحضر يأكل أهله الخنزير بشراهة .. قابلت أحد المسلمين ممن استناروا بعدوى جراثيم الحضارة
قال لي أنه يأكل شرائح الخنزير المقدد مقلياً بالبيض كل صباح مع زوجته الكافرة بعد أن يصلي الفجر
ولم يحدث له أى شئ -والكلام له- إذ لازال مسلماً .. يصلي ويصوم ثم يفطر على الخنزير المقلي !!
وقدم لي سؤالاً تعجيزياً عن حكمة الخالق من تحريم أكل هذا المسكين مع أن الـ "pork chops" طعمه لذيذ جداً !؟
لم تعجبه إجابتي فيما يبدو .. لأنه اتصل بالسكيوريتي وأخرجوني من مكتبه بقوة السلاح !
ولكني اتصلت به مساءً معتذراً عن جلافتي وسألته بأدب أن : To eat my shit !!
زراعة الخوف لا تنتظر المطر
لاحظت بعد طول غفلة .. أننا كائنات نبت لحمها بالخوف الحرام !
أرواحنا تُروى بالترقب ، وتوجس الشر ، على مدار اللحظة ..
فتقع ظنوننا على مرمى حجرٍ من واقع تتلون مصائبه .. فتجدد من خطابها الكارثي مع كل نشرة أخبار !
منذ الدخول الأول لعالم الأحياء .. بعد موتة قصيرة في رحم الغيب دامت أشهراً تسعة
لم تكن الشهقة الأولى في حقيقة الأمر سوى صرخةُ فزعٍ في وجوه محدقة .. ترحب بسجين جديد !
فكان الصراخ براعة استهلالٍ لخطبة خرساء .. يعزفها خائف بحنجرة نقية .. لم تلوثها الحروف بعد !
شهقة أشبه بلحظة الإعتقال .. والتي صاحبها فتح الدفاتر وتقييد الأنفاس وتدوين الكلام
ينتزعونك من فراشك الدافئ وظلماتك الثلاث وسكنك المجاني لتمارس هواية جديدة غير الصراخ
كالكتابة على الجدران .. وحديث النفس .. ومخاطبة الصراصير
وحديثاً : حب الخنازير !
أرواحنا تُروى بالترقب ، وتوجس الشر ، على مدار اللحظة ..
فتقع ظنوننا على مرمى حجرٍ من واقع تتلون مصائبه .. فتجدد من خطابها الكارثي مع كل نشرة أخبار !
منذ الدخول الأول لعالم الأحياء .. بعد موتة قصيرة في رحم الغيب دامت أشهراً تسعة
لم تكن الشهقة الأولى في حقيقة الأمر سوى صرخةُ فزعٍ في وجوه محدقة .. ترحب بسجين جديد !
فكان الصراخ براعة استهلالٍ لخطبة خرساء .. يعزفها خائف بحنجرة نقية .. لم تلوثها الحروف بعد !
شهقة أشبه بلحظة الإعتقال .. والتي صاحبها فتح الدفاتر وتقييد الأنفاس وتدوين الكلام
ينتزعونك من فراشك الدافئ وظلماتك الثلاث وسكنك المجاني لتمارس هواية جديدة غير الصراخ
كالكتابة على الجدران .. وحديث النفس .. ومخاطبة الصراصير
وحديثاً : حب الخنازير !
نعيش في دولة الظلامٍ البارد على البلاط .. لا يعرفك فيها أحد ..
حتى أنفاسك تتبرأ منك قبل أن يشهقها الجلادون .. والمفسدون .. ويلعقها خنزيرك الوفي !
نحن لا نخرج من ظلمةٍ إلا بعد ضمان كامل أننا سنحصل على غيرها بنفس اللهفة ..
نتلبس بها كما يفعل الحبيب بحبيبه بعد طول اشتياق !
نحن نخاف ..
لأننا لم نخف في يوم من الأيام على وجه الحقيقة !
خنزير آخر
جلس قبل ثلاثين عاماً على مائدة الطعام
فقربوا له حماماً محشي بالخيار .. وسألوه :
هل توافق على ألا نوافق ؟!
فأجابهم أول أمس .. بعد يأسه من الفهم :
موافق .. على أن احتفظ بخياري في مكان آمن لا يشعر به غيري !
فوافقوا ..
ثم أعجبه الخيار
فسألهم بالأمس : هل عندكم خيار آخر ؟!
فأعطوه غصناً من الزيتون لـ "يسلك" به ... أسنانه !
فقربوا له حماماً محشي بالخيار .. وسألوه :
هل توافق على ألا نوافق ؟!
فأجابهم أول أمس .. بعد يأسه من الفهم :
موافق .. على أن احتفظ بخياري في مكان آمن لا يشعر به غيري !
فوافقوا ..
ثم أعجبه الخيار
فسألهم بالأمس : هل عندكم خيار آخر ؟!
فأعطوه غصناً من الزيتون لـ "يسلك" به ... أسنانه !
وجزاكم الله خيرا
منقووووووووووووول
تعليق