الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، أحمده سبحانه القائل عن نفسه: لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وأتباعه، وسلَّم تسيلمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله، يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ، ويقول جلَّ وعَلا: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.
ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعتُ مثلها قط، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)).
وزاد أبو ذر في روايته: ((ولَمَا تلذذتم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتم إلى الصُّعدات تجأرون إلى الله))، وفي رواية: ((عُرِضَت عليَّ الجنة والنار، فلم أرَ كاليوم من الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)).
فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه، فطأطؤوا رؤوسهم ولهم خنين أي: جعلوا يبكون؛ لأنهم رضي الله عنهم أدركوا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا))
أدركوا صورًا شتى، ذَكَروا الجنة وما أعد الله فيها لأهلها من النعيم المقيم، وذَكَروا النار وما فيها من النكال والعذاب الأليم، ذَكَروا عظمة الجبار في انتقامه من الظالمين والعصاة ممن اتبع هواه وكان من الغاوين.
وأنتم ـ إخوتي في الله ـ تذكروا أن الدنيا دار فناء ولا بقاء لها ولا لأهلها، قال تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ.
إخوتااااااااااااااااااااااه
تذكروا النهاية المحتومة لكل حي
وما يكون في آخر المرحلة من نزع الروح والاحتضار ومعاناة سكرات الموت ويا لها من سكرات!
تذكروا جمود العينين ويَبْس اللسان ووقوف الجنان عن النبضات
وما يكون في آخر المرحلة من نزع الروح والاحتضار ومعاناة سكرات الموت ويا لها من سكرات!
تذكروا جمود العينين ويَبْس اللسان ووقوف الجنان عن النبضات
تذكروا وأنتم جثث هامدة قد انقطعت منكم الآمال، تذكروا صورة البعث والنشور وقيام الناس من قبورهم لرب العالمين، وقبل ذلك تذكروا القبر
واعلموا أن عذاب القبر ونعيمه حق لا مرية فيه
إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار
إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار
تذكروا قيام الناس من قبورهم لرب العالمين حُفاةً عُراةً غُرْلاً في موقف القيامة وأهواله
تذكروا دُنُوَّ الشمس من الخلائق
تذكروا تطاير صحف الأعمال، إما إلى اليمين وإما إلى الشمال
تذكروا صورة المرور على الصراط منصوبًا على متن جهنم، أنتم فوقه تسيرون وجهنم تحتكم تزفر
تذكروا الصراط ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف عنده يقول: ((اللهم سَلِّم سَلِّم))
تذكروا كلاليب جهنم وهي تخطف الناس إلى الهاوية
تذكروا ذلك الصراط الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف، يجتازه الناس على قدر أعمالهم حتى يكون منهم من يُجْتَذَب إلى النار
وتذكروا صور العذاب في النار؛ من حر وسَموم وزمهرير وزقوم
وتذكروا الزبانية الغلاظ الشداد
تذكروا أهلها ينادُون ويستغيثون، لهم فيها بالويل ضجيج، أمانيُّهم فيها الهلاك، وما لهم من أسر جهنم فكاك، قد شُدِّت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ذل المعاصي، ينادُون من فجاجها وشعابها بُكِيًَّا من تَعاظُم العذاب: يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفلذت منا الكُبُود، يا مالك العدم خير من هذا الوجود، يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود، فيجيبهم بعد زمان: قَالَ اخْسَؤوا فِيْهَا ولا بد من الخلود.
أين هذا البكاء وأنتم تكفرون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تزنون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تغشون وتخدعون وتمكرون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تمترون؟!
تذكروا دُنُوَّ الشمس من الخلائق
تذكروا تطاير صحف الأعمال، إما إلى اليمين وإما إلى الشمال
تذكروا صورة المرور على الصراط منصوبًا على متن جهنم، أنتم فوقه تسيرون وجهنم تحتكم تزفر
تذكروا الصراط ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف عنده يقول: ((اللهم سَلِّم سَلِّم))
تذكروا كلاليب جهنم وهي تخطف الناس إلى الهاوية
تذكروا ذلك الصراط الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف، يجتازه الناس على قدر أعمالهم حتى يكون منهم من يُجْتَذَب إلى النار
وتذكروا صور العذاب في النار؛ من حر وسَموم وزمهرير وزقوم
وتذكروا الزبانية الغلاظ الشداد
تذكروا أهلها ينادُون ويستغيثون، لهم فيها بالويل ضجيج، أمانيُّهم فيها الهلاك، وما لهم من أسر جهنم فكاك، قد شُدِّت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ذل المعاصي، ينادُون من فجاجها وشعابها بُكِيًَّا من تَعاظُم العذاب: يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفلذت منا الكُبُود، يا مالك العدم خير من هذا الوجود، يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود، فيجيبهم بعد زمان: قَالَ اخْسَؤوا فِيْهَا ولا بد من الخلود.
أين هذا البكاء وأنتم تكفرون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تزنون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تغشون وتخدعون وتمكرون؟!
أين هذا البكاء وأنتم تمترون؟!
ثم يجيبهم الله جلَّ وعَلا قائلاً مصداقًا لقولهم: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ.
وتذكرواااااااااااا
ذلك لمن كان له قلب
تابعونا بإذن الله................
تعليق