إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البكاء من خشية الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البكاء من خشية الله

    :LLL:

    السؤال:








    أنا رجل لي عين لا تدمعفكيف أجعلها تدمع من خشيه الله تحقيقا للحديث " عينان لا تمسهما النار - وذكر " عينبكت من خشية الله " ؟.


    الجواب:

    الحمد لله

    لا شك أخيالسائل أن هذا الشعور منك بالتأسف على فوات هذا الخير علامة ومؤشر على خير كبير ،وأعلم ـ أخي ـ أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك منخلال هذه المحطات :
    1. استشعار الخوف من الله تعالى .
    إن هذا البكاءُ ثمرةُالعلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَيَخِرُّونَلِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) الإسراء/109 :

    " هذه مبالغةٌ في صفتهم ومدحٌ لهم؛ وحُقَّ لكلّ من توسّم بالعلم وحصّل منه شيئاً أن يجري إلى هذه المرتبة ؛ فيخشععند استماع القرآن ويتواضع ويذلّ ، وفي مسند الدّارميّ عن أبي محمد عن التَّيْميّقال : من أُوتيَ من العلم ما لم يبُْكِهِ لخليقٌ ألا يكون أُوتي علماً ؛ لأن اللهتعالى نعت العلماء ، ثم تلا هذه الآية ،..." . " الجامع لأحكام القرآن " 10/341-342. [/





    قراءة القرآن وتدبر معانيه .
    قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لاتُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىعَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَاإِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَوَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَأَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْحَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْهَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّواسُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58 عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال ليالنبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يارسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِنيأُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتىجِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيدوِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) قال : " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّإِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري (5050) ومسلم (800) .
    3. معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة .
    عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنهقال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " لا َيَلِجُ النَّارَرَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلايَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ " . رواه الترمذي (1633) والنسائي (3108) . وصححه الألباني .

    وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) "تحفةالأحوذي "

    وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌعادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقبالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَاعَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ فَقَالَ : إِنّيأَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَشِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري (660) ومسلم (1031) .

    ويمتاز البكاء في الخلوة على غيره ،لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، وبعيدة عن احتمال الرياء، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكونتحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
    4. التفكر في حالك وتجرؤك على المعصيةوالخوف من لقاء الله على هذه الحال .
    كان بعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ،فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن الله تعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنىفإني غضبان عليك ، ولهذا كان سفيان يبكي ويقول أخاف أن أسلب الأيمان عند الموت .

    وهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جاراً له – يقول : كنتإذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت : ما شأنه ؟ يبكيإذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبحوإذا أصبح أن لا يمسي .

    لقد كان السلف كثيري البكاء والحزن ، فحين عوتبيزيد الرقاشى على كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا؟! قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟ وحين سئل عطاءالسليمي: ما هذا الحزن ؟ قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامةموقفي ، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي .

    وكان فضالة بن صيفيكثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته : ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريدسفراً بعيداً وماله زاد .

    وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت .

    وعن تميم الداري رضى اللهعنه أنه قرأ هذه الآية : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْنَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجعل يرددها إلىالصباح ويبكي .

    وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : مابكاؤك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .

    وقال سعد بنالأخرم : كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر بالحدَّادين وقد أخرجوا حديداً من النار فقامينظر إلى الحديد المذاب ويبكي . 5.


    استشعار الندم والشعور بالتفريط فيجنب الله .
    فدموعُ التائبين في جُنْحِ الليلِ تروي الغليل ، وتشفي العليل ، كماقال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري فـي تأويـل قوله تعالى أَفَمِنْ هَـذَاالْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ) النجم/59 – 61 :

    " لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه ، ( وأنْتُمْسامِدُونَ ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عنآياته ! " . " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " 27/82. 6.



    البكاءمن الشفقة من سوء الخاتمة .
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما مرّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أنيُصيبكم ما أصابهم ؛ إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه وسلمرأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) . رواه البخاري (3380) ومسلم (2980) .

    وقد ترجم النووي لهذا الحديث بقوله : ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبورالظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك ) . "رياض الصالحين" ص373.
    7. سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .
    عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنارسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) . رواه الترمذي (2676) وأبو داود (4607) وابن ماجه (42) .وصححها الألباني







    • إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله

    • ادع لى


  • #2
    جزاك الله خيرا أخي الحبيب

    وما تغيبش علينا

    اللهم اجعلنا من البكائين لك وحدك اجعله بكاءا لا رياء فيه
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق

    يعمل...
    X