السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
إن الحمد لله .... ثُــمَ أمــا بعد :
الحمد لله على نعمه العظيمة علينا التي لا نستطيع حصرها و لو حرصنا على ذلك ، فكم من النعم التي أنعم الله بها علينا و نحن غافلون عنها و لم نؤدي شُـكر نِعم الله علينا !
و مِـن أجـلّ و أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هـي نعمة : (( الإسلام و التوحيد )) فما أعظمها من نعمة ! فكم من أُناس كثيرون ضلّ سعيهم ببحثهم عن السعادة و الراحة في غير الإسلام و غير مرضاة الله ؟!
و مِـن أجـلّ و أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هـي نعمة : (( الإسلام و التوحيد )) فما أعظمها من نعمة ! فكم من أُناس كثيرون ضلّ سعيهم ببحثهم عن السعادة و الراحة في غير الإسلام و غير مرضاة الله ؟!
فالمؤمن يعلم يقيناً أن كل ما هو فيه هو الخير له ؛ مهما حدث له من إبتلاءات و مـحن ؛ فإنه يعلم أنه لا يوجد سعادة و لا راحة في هذه الدُنيا و أن السعادة الدائمة لن تكون إلا في الجنة ؛ لذا فهو يصبر و يتجلد لكل المصائب لإنه يعلم أن المرء غير مُـخلد !
فـلمَ الحزن و الهمّ و الغم و نحن نعلم أن كل ما نحن فيه مُقدر و مكتوب ؟! مهما قالوا الناس و انهم سيفعلون كذا و كذا فكله مُقدر عند الله عز وجل و لن نرى إلا ما قدره الله لنا ، فمهما اجتمع الناس على شئ لم يكتبه الله لنا فلن يحدث فقد قال صلى الله عليه و سلم : (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف )) [ صحيح الترمذي ] ، فانظروا لو اجتمعت الأمة كلها نعم كلها و ليس واحد أو اثنين فلن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك .
هذه الدُنيا دار ابتلاء و محن و لو كانت الدنيا تسير على وتيرة واحدة بدون همّ أو حزن أو ابتلاءات ما اشتاقت النفس للجنة ! سمعت منذ قليل هذه الآيات و كأني اسمعها لأول مرة ؛ فهلا تدبرنا هذه الآيات العظيمة (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) ))
سبحانك ربي كله مُقدر و مكتوب ، و هذه الحياة الدنيا فانية ، متاع الغرور فهي دُنيا من الدنو فلمَ الحزن ؟!
كل ما علينا هو تفويض الأمر لله يفعل بنا ما يشاء و مهما حدث فسيكون خيراً لنا ، و مهما تعرضنا لإبتلاءات و مواقف شديدة و صدمات فلعلها تكون تكفير للذنوب أو رفع في الدرجات ، و لنجعل هذا الحديث دوماً أمام أعيننا : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .
فالله الله بالدعاء و الاستعانة بالله
فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ
::
::
تعليق