و لو سقطوا لسقطنا !!
من يرث هذه التركة الضخمة ؟؟
كان هذا السؤال المقلق يؤرق أنظمة الحكم العلمانية خاصة في الدول العربية بل أنه أطار النوم من أعين الطغاة - و ما أكثرهم في بلادنا - و كلما أخلد أحدهم إلى النوم تراءى أمام عينه منظر الرئيس المصري السابق أنور السادات و هو مضرج في دمائه فينتفض من نومه مذعورا يتحسس جسده فلا يعود النوم إليه مرة أخرى . و على مدار 35 عام تقريبا منذ ظهور الفكر الجهادي بين أبناء الحركة الإسلامية و الأنظمة الحاكمة تحاول البحث بكل الطرق الممكنة عن تيار يخرج من بين صفوف الحركات الإسلامية يقبل فكرة التعايش و التعامل و لا يُشترط في هذا أن يكون عميلا فالمطلوب من هذا التيار إحداث توازن في الواقع ليس أكثر ، وكان المطلوب العثور غلى أشخاص من داخل تيار الصحوة الإسلامية من ذوي القبول العام لدى عموم التيار و عموم الجماهير يقبل العمل تحت مظلة الأنظمة الحاكمة يعطي لهذه الأنظمة شرعية طالما بحثت عنها هذه الأنظمة اللقيطة و يقوم هذا الوريث بتمرير السياسة الجاهلية للحكومات العلمانية بالإضافة أنه سيصبح اليد الباطشة التي تضرب بها الجاهلية على يد المعارضين أضف لهذا أن وجود تيار إسلامي يدور في منظومة الجاهلية ضرورة حتمية لما يسمى بالتوازن البيئي فليس من المصلحة تغليب تيار على تيار حتى لو كان التيار العلماني بل مصلحة الجاهلية و بقائها يعتمد على وجود تيارات متضاربة تشبع رغبات الشعوب التائهة و تتطاحن فيما بينها . و قد استمرت رحلة البحث عن هذا الوريث عشرات السنوات دون جدوى نظرا لقوة التيار الإسلامي و ثباته و اتخاذه مبدأ المفاصلة مع الجاهلية شعارا له إلا من بعض الأفراد المتناثرين الذين لا يمثلون عموم الصف حتى الإخوان المسلمين مع كل ما قدموه من تنازلات لم يجدوا قبول عند الأنظمة لأنهم أصحاب برنامج سياسي و الأنظمة العلمانية و من خلفها الصهيوصليبية العالمية كانت تبحث عن دعاة لا يملكون برنامجا محددا ، و بدأت رياح التغيير تهب على ساحة العمل السياسي في ظل الفوضى التي أصابت التيار بداية من حرب الخليج مرورا بأحداث 11 سبتمبر و التي أصابت جل التيار الإسلامي و خاصة السلفي بصاعقة ثم سقوط أفغانستان و العراق و خروج القاعدة لدائرة الضوء كرمز للتيار الجهادي و لقد كان لهذه الأحداث السريعة المتتالية أثره البالغ في ظهور جيل جديد من الدعاة خرجوا من عباءة الدعوة التقليدية بمصطلحات جديدة و مفاهيم جديدة ليست مقبولة في الأوساط السلفية كتجديد الخطاب الديني و الوسطية و التعايش و - كلها ألفاظ ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب – و استطاعت موجة الدعاة الجدد أن تغزو كل البيوت و كل طبقات المجتمع فقد ميعت و ضيعت فلاقت قبول عند الجهلاء و هم الغالب في كل زمان و مكان ، و كان ظهور هذه الطائفة في ظل الأحداث التي طفت على وجه الساحة أثرها البالغ على مستوى أبناء الصحوة الإسلامية و على مستوى الجاهلية .
فالإسلاميون وجدوا أن بساط الدعوة قد سُحب من تحت أقدامهم و أن الدعاة الجدد على ضحالة فكرهم و علمهم قد اخترقوا الجموع الغفيرة بل وصلوا لطبقات من المجتمع كان يستحيل التعامل معها في وقت من الأوقات و على مستوى أعداء الإسلام ( الجاهلية ) فقد ظنوا في البداية أنهم عثروا على الوريث الشرعي ( الدعاة أو بمعنى أصح الأدعياء الجدد ) لساحة العمل الإسلامي الذي طالما بحثوا عنه و أنه يصلح لتمثيل الإسلام الوسطي و نشر معاني الأخوة و المساواة و التسامح على الطريقة الأمريكية فظلوا ينفخون في الأدعياء الجدد و يلمعونهم و يغدقون عليهم بالأموال بل قدموا لهم منابر إعلامية ( قنوات مشبوهة مختلطة جمعت بين الأدعياء الجدد و الصوفية و الممثلين التائبين و كل من هب و دب ) في محاولة حثيثة لجعل الدعاة الجدد رموز للواقع لكن الجاهليين اصطدموا بعدة أشياء
1- الضحالة العلمية و الفكرية لدى الأدعياء الجدد مما يجعلهم غير مؤهلين لأدوار قيادية في الأمة
2- التجديد في مستوى الخطاب الدعوي لدى قطاع عريض من السلفيين فظهر الأدعياء الجدد كأقزام مقارنة بهؤلاء
3- سياسة الجاهلية بتلميع الرموز الظلامية ( التي وُصفت زورا و بهتانا في زمنها بأنها تنويرية ) مثل محمد عبده و سعد زغلول و غيره لا تصلح الآن في ظل العولمة و نمو الوعي لدى الجماهير و فشل الإعلام في تشويه صورة الإسلاميين مما جعل القاعدة الأكبر من الجماهير تتقبل الدعاة السلفيين في ثوبهم الجديد أكثر من الأدعياء الجدد
لذا قررت الجاهلية أن تخوض تجربة جديدة و هي صناعة رموز ذات سمت سلفي تقدم عبر الإعلام المرئي ( القنوات الإسلامية الحالية إلا ما رحم الله ) و قد كان الإعلام المرئي هو القائم على حرب الإسلام و أهله لكن وقت التصالح قد حان بشروط و قيود خاصة ، و حتى نبتعد عن التنظير و الكلمات الإنشائية فسوف أعرض في نقاط معدودة فكرة التعاون بين الرموز الموجودة الآن و الجاهلية و هذا ليس قراءة للغيب أو إطلاع على ما لم يطلع عليه أحد من العالمين لكنه تحليل لواقع الخطاب السلفي لدى العديد من العلماء و الدعاة الموجودين الآن ( و نحن في هذا نحسن الظن بهم و نحسبهم مخلصين مجتهدين لكن جانبهم الصواب ) و أهم النقاط التي قامت عليها العلاقة بين الجاهلية و غالب الرموز الحالية :
1- تغليب لغة الخطاب الدعوي العام و الابتعاد عن القضايا الشائكة
2- الكلام عن قضايا الجهاد بشكل حذر للغاية و مراعاة الظروف التي تثار فيها مثل هذه القضية ( أحداث غزة الأخيرة خير دليل أضق لهذا السكوت عن أحداث كبرى في الأمة مثل دارفور و العراق و الصومال و غيرها الكثير )
3- الكلام عن المخالفين لا يكون إلا بأمر مباشر من الجاهلية ( أكبر دليل على هذا الحديث المتواصل الآن في كل المحطات الإسلامية عن جرائم الشيعة رغم أن جرائمهم ليست جديدة و لاظاهرة عجيبة فخبث الرافضة و جرائمهم ضد الإسلام لا تنقطع قطع الله دابرهم لكن الاحتكاك الذي حدث بين طهران و القاهرة جعل الدعاة يتكلمون فيما كان مسكوت عنه من قبل بينما نرى نفس القنوات تغض الطرف عن الجرائم الكنيسة حفاظا على ما يسمى بالوحدة الوطنية )
4- الضرب على أوتار فكرة التعايش ( و هي فكرة خبيثة تهدف لتغييب معنى الولاء و البراء علما بأننا لا ننكر أن تعاليم الإسلام جاءت بالإحسان للمعاهد و التزام المواثيق و العهود لكن تحت مظلة إسلامية و ليست جاهلية و بأحكام ربانية و ليست بشرية )
أخيرا هناك قضايا لا يجب ذكرها تمام أو حتى التعرض لها كالحاكمية و التكفير و ما شابه هذا و إذا تطلب الأمر الحديث عن مثل هذه القضايا تقوم القنوات الإسلامية باستقدام شخصيات أما مريضة أو مشبوهة أو جاهلة للحديث عنها .
و في ظل هذه الأحداث المريرة فإن العشرات من أبناء الصحوة المخلصين ( الذي تتمزق قلوبهم حسرة على الواقع ) قد هالهم ما ذهبت إليه رموز الأمة من سكوت عن الأحداث الجسام التي تعصف بأمتنا مما دفع عشرات الشباب للهجوم على هؤلاء الدعاة بغية إسقاطهم و النيل منهم و لقد كتبت كلماتي هذه في محاولة لوقف طوفان الهجوم أو على الأقل تخفيف حدته حيث أني أرى أنه غير مجدي بل أرى أن إسقاط هذه الرموز إسقاط للتيار و ضربة قاصمة للدعوة لعدة أسباب منها :
1- الرموز المطلوب إسقاطها تحظى بشعبية لدى الجمهور العام ( أقصد هنا محبي الالتزام المتقبلين للدعوة و إن لم يدخلوا في صفوفها أما غير الملتزمين و أعدائهم فلا قيمة لهم في معادلتنا هذه لأننا نتكلم عن رموز إسلامية دعوية و ليست رموز عامة ) و جمهور الإسلاميين من التيار السلفي و غيره يكنون احترام بالغ لتلك الرموز
2- وجود هذه الرموز يمثل غطاء للحركة الإسلامية للعمل على أرض الواقع بأقل خسائر ممكنة ( أقصد بالطبع العمل الدعوي السلمي )
3- عدم وجود شخصيات جاهزة للترميز في الواقع إذا ما فرضنا جدلا إسقاط هذه الرموز ( و الأمة مليئة بالعلماء و الدعاة لكن قد لا يصلحوا للعب أدوار الزعامة )
4- الهجوم المتواصل على رموز العمل حتى و إن لم نرضى عنهم يُعد عند الجماهير العريضة ( و هم المستهدفون من الدعوة أصلا ) طعنا في الدعوة قبل أن يكون طعنا في الرموز و طعنا فينا قبل أن يكون طعنا في الرموز، إننا نخسر لأن العادة قد جرت عند الناس بتعميم الآثام و نسبها لجماعات و ليس للأفراد
أرى أنني قد أطلت النفس لكنها دعوة - أسأل الله أن تكون خالصة - لمحاسبة النفس و التفكير في عواقب الأمور و لكنها ليست أبدا دعوة للمداهنة أو الكذب أو السكوت عن الحق أو تمرير باطل و الدين النصيحة حتى لأئمة المسلمين لكنني أدعو للتروي و التدبر و الحذر من ضرب قواعد البيت حتى لا يخر السقف فوق رؤوسنا و لو سقطوا لسقطنا.
كان هذا السؤال المقلق يؤرق أنظمة الحكم العلمانية خاصة في الدول العربية بل أنه أطار النوم من أعين الطغاة - و ما أكثرهم في بلادنا - و كلما أخلد أحدهم إلى النوم تراءى أمام عينه منظر الرئيس المصري السابق أنور السادات و هو مضرج في دمائه فينتفض من نومه مذعورا يتحسس جسده فلا يعود النوم إليه مرة أخرى . و على مدار 35 عام تقريبا منذ ظهور الفكر الجهادي بين أبناء الحركة الإسلامية و الأنظمة الحاكمة تحاول البحث بكل الطرق الممكنة عن تيار يخرج من بين صفوف الحركات الإسلامية يقبل فكرة التعايش و التعامل و لا يُشترط في هذا أن يكون عميلا فالمطلوب من هذا التيار إحداث توازن في الواقع ليس أكثر ، وكان المطلوب العثور غلى أشخاص من داخل تيار الصحوة الإسلامية من ذوي القبول العام لدى عموم التيار و عموم الجماهير يقبل العمل تحت مظلة الأنظمة الحاكمة يعطي لهذه الأنظمة شرعية طالما بحثت عنها هذه الأنظمة اللقيطة و يقوم هذا الوريث بتمرير السياسة الجاهلية للحكومات العلمانية بالإضافة أنه سيصبح اليد الباطشة التي تضرب بها الجاهلية على يد المعارضين أضف لهذا أن وجود تيار إسلامي يدور في منظومة الجاهلية ضرورة حتمية لما يسمى بالتوازن البيئي فليس من المصلحة تغليب تيار على تيار حتى لو كان التيار العلماني بل مصلحة الجاهلية و بقائها يعتمد على وجود تيارات متضاربة تشبع رغبات الشعوب التائهة و تتطاحن فيما بينها . و قد استمرت رحلة البحث عن هذا الوريث عشرات السنوات دون جدوى نظرا لقوة التيار الإسلامي و ثباته و اتخاذه مبدأ المفاصلة مع الجاهلية شعارا له إلا من بعض الأفراد المتناثرين الذين لا يمثلون عموم الصف حتى الإخوان المسلمين مع كل ما قدموه من تنازلات لم يجدوا قبول عند الأنظمة لأنهم أصحاب برنامج سياسي و الأنظمة العلمانية و من خلفها الصهيوصليبية العالمية كانت تبحث عن دعاة لا يملكون برنامجا محددا ، و بدأت رياح التغيير تهب على ساحة العمل السياسي في ظل الفوضى التي أصابت التيار بداية من حرب الخليج مرورا بأحداث 11 سبتمبر و التي أصابت جل التيار الإسلامي و خاصة السلفي بصاعقة ثم سقوط أفغانستان و العراق و خروج القاعدة لدائرة الضوء كرمز للتيار الجهادي و لقد كان لهذه الأحداث السريعة المتتالية أثره البالغ في ظهور جيل جديد من الدعاة خرجوا من عباءة الدعوة التقليدية بمصطلحات جديدة و مفاهيم جديدة ليست مقبولة في الأوساط السلفية كتجديد الخطاب الديني و الوسطية و التعايش و - كلها ألفاظ ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب – و استطاعت موجة الدعاة الجدد أن تغزو كل البيوت و كل طبقات المجتمع فقد ميعت و ضيعت فلاقت قبول عند الجهلاء و هم الغالب في كل زمان و مكان ، و كان ظهور هذه الطائفة في ظل الأحداث التي طفت على وجه الساحة أثرها البالغ على مستوى أبناء الصحوة الإسلامية و على مستوى الجاهلية .
فالإسلاميون وجدوا أن بساط الدعوة قد سُحب من تحت أقدامهم و أن الدعاة الجدد على ضحالة فكرهم و علمهم قد اخترقوا الجموع الغفيرة بل وصلوا لطبقات من المجتمع كان يستحيل التعامل معها في وقت من الأوقات و على مستوى أعداء الإسلام ( الجاهلية ) فقد ظنوا في البداية أنهم عثروا على الوريث الشرعي ( الدعاة أو بمعنى أصح الأدعياء الجدد ) لساحة العمل الإسلامي الذي طالما بحثوا عنه و أنه يصلح لتمثيل الإسلام الوسطي و نشر معاني الأخوة و المساواة و التسامح على الطريقة الأمريكية فظلوا ينفخون في الأدعياء الجدد و يلمعونهم و يغدقون عليهم بالأموال بل قدموا لهم منابر إعلامية ( قنوات مشبوهة مختلطة جمعت بين الأدعياء الجدد و الصوفية و الممثلين التائبين و كل من هب و دب ) في محاولة حثيثة لجعل الدعاة الجدد رموز للواقع لكن الجاهليين اصطدموا بعدة أشياء
1- الضحالة العلمية و الفكرية لدى الأدعياء الجدد مما يجعلهم غير مؤهلين لأدوار قيادية في الأمة
2- التجديد في مستوى الخطاب الدعوي لدى قطاع عريض من السلفيين فظهر الأدعياء الجدد كأقزام مقارنة بهؤلاء
3- سياسة الجاهلية بتلميع الرموز الظلامية ( التي وُصفت زورا و بهتانا في زمنها بأنها تنويرية ) مثل محمد عبده و سعد زغلول و غيره لا تصلح الآن في ظل العولمة و نمو الوعي لدى الجماهير و فشل الإعلام في تشويه صورة الإسلاميين مما جعل القاعدة الأكبر من الجماهير تتقبل الدعاة السلفيين في ثوبهم الجديد أكثر من الأدعياء الجدد
لذا قررت الجاهلية أن تخوض تجربة جديدة و هي صناعة رموز ذات سمت سلفي تقدم عبر الإعلام المرئي ( القنوات الإسلامية الحالية إلا ما رحم الله ) و قد كان الإعلام المرئي هو القائم على حرب الإسلام و أهله لكن وقت التصالح قد حان بشروط و قيود خاصة ، و حتى نبتعد عن التنظير و الكلمات الإنشائية فسوف أعرض في نقاط معدودة فكرة التعاون بين الرموز الموجودة الآن و الجاهلية و هذا ليس قراءة للغيب أو إطلاع على ما لم يطلع عليه أحد من العالمين لكنه تحليل لواقع الخطاب السلفي لدى العديد من العلماء و الدعاة الموجودين الآن ( و نحن في هذا نحسن الظن بهم و نحسبهم مخلصين مجتهدين لكن جانبهم الصواب ) و أهم النقاط التي قامت عليها العلاقة بين الجاهلية و غالب الرموز الحالية :
1- تغليب لغة الخطاب الدعوي العام و الابتعاد عن القضايا الشائكة
2- الكلام عن قضايا الجهاد بشكل حذر للغاية و مراعاة الظروف التي تثار فيها مثل هذه القضية ( أحداث غزة الأخيرة خير دليل أضق لهذا السكوت عن أحداث كبرى في الأمة مثل دارفور و العراق و الصومال و غيرها الكثير )
3- الكلام عن المخالفين لا يكون إلا بأمر مباشر من الجاهلية ( أكبر دليل على هذا الحديث المتواصل الآن في كل المحطات الإسلامية عن جرائم الشيعة رغم أن جرائمهم ليست جديدة و لاظاهرة عجيبة فخبث الرافضة و جرائمهم ضد الإسلام لا تنقطع قطع الله دابرهم لكن الاحتكاك الذي حدث بين طهران و القاهرة جعل الدعاة يتكلمون فيما كان مسكوت عنه من قبل بينما نرى نفس القنوات تغض الطرف عن الجرائم الكنيسة حفاظا على ما يسمى بالوحدة الوطنية )
4- الضرب على أوتار فكرة التعايش ( و هي فكرة خبيثة تهدف لتغييب معنى الولاء و البراء علما بأننا لا ننكر أن تعاليم الإسلام جاءت بالإحسان للمعاهد و التزام المواثيق و العهود لكن تحت مظلة إسلامية و ليست جاهلية و بأحكام ربانية و ليست بشرية )
أخيرا هناك قضايا لا يجب ذكرها تمام أو حتى التعرض لها كالحاكمية و التكفير و ما شابه هذا و إذا تطلب الأمر الحديث عن مثل هذه القضايا تقوم القنوات الإسلامية باستقدام شخصيات أما مريضة أو مشبوهة أو جاهلة للحديث عنها .
و في ظل هذه الأحداث المريرة فإن العشرات من أبناء الصحوة المخلصين ( الذي تتمزق قلوبهم حسرة على الواقع ) قد هالهم ما ذهبت إليه رموز الأمة من سكوت عن الأحداث الجسام التي تعصف بأمتنا مما دفع عشرات الشباب للهجوم على هؤلاء الدعاة بغية إسقاطهم و النيل منهم و لقد كتبت كلماتي هذه في محاولة لوقف طوفان الهجوم أو على الأقل تخفيف حدته حيث أني أرى أنه غير مجدي بل أرى أن إسقاط هذه الرموز إسقاط للتيار و ضربة قاصمة للدعوة لعدة أسباب منها :
1- الرموز المطلوب إسقاطها تحظى بشعبية لدى الجمهور العام ( أقصد هنا محبي الالتزام المتقبلين للدعوة و إن لم يدخلوا في صفوفها أما غير الملتزمين و أعدائهم فلا قيمة لهم في معادلتنا هذه لأننا نتكلم عن رموز إسلامية دعوية و ليست رموز عامة ) و جمهور الإسلاميين من التيار السلفي و غيره يكنون احترام بالغ لتلك الرموز
2- وجود هذه الرموز يمثل غطاء للحركة الإسلامية للعمل على أرض الواقع بأقل خسائر ممكنة ( أقصد بالطبع العمل الدعوي السلمي )
3- عدم وجود شخصيات جاهزة للترميز في الواقع إذا ما فرضنا جدلا إسقاط هذه الرموز ( و الأمة مليئة بالعلماء و الدعاة لكن قد لا يصلحوا للعب أدوار الزعامة )
4- الهجوم المتواصل على رموز العمل حتى و إن لم نرضى عنهم يُعد عند الجماهير العريضة ( و هم المستهدفون من الدعوة أصلا ) طعنا في الدعوة قبل أن يكون طعنا في الرموز و طعنا فينا قبل أن يكون طعنا في الرموز، إننا نخسر لأن العادة قد جرت عند الناس بتعميم الآثام و نسبها لجماعات و ليس للأفراد
أرى أنني قد أطلت النفس لكنها دعوة - أسأل الله أن تكون خالصة - لمحاسبة النفس و التفكير في عواقب الأمور و لكنها ليست أبدا دعوة للمداهنة أو الكذب أو السكوت عن الحق أو تمرير باطل و الدين النصيحة حتى لأئمة المسلمين لكنني أدعو للتروي و التدبر و الحذر من ضرب قواعد البيت حتى لا يخر السقف فوق رؤوسنا و لو سقطوا لسقطنا.
تعليق