ثلاثون فائدة رمضانية
1- شهرُ رمضانَ شهرٌ مباركٌ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضانُ فُتحت أبوابُ الجنة، وغُلِّقت أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشياطينُ))؛ رواه مسلم.
2- تعريفُ الصيام: التعبدُ لله بالإمساك عن جميع المفطِّرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
3- فُرِضَ صيامُ شهر رمضانَ في السنة الثانية من الهجرة، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام.
4- فضل الصوم: قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم:((قال الله عز وجل: كلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنه لِي وأنا أَجزِي بِهِ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ))؛ رواه البخاري. وعن أبي هريرةَ رضي اللَّهُ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))، وفي رواية: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفقٌ عليه. ومعنى إيمانًا واحتسابًا: مؤمنًا بأن الله فرض صيامَه، ومحتسبًا الأجرَ من الله، لا رياءً ولا سمعة.
5- الحكمةُ من فرض الصيام هي تحقيقُ التقوى؛ قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
6- يثبُتُ دخولُ شهرِ رمضانَ برؤية هلالِه، فإن لم يُرَ، فتُكمل العِدَّة ثلاثين، ويُشترط في الشاهد على رؤية الهلال أن يكونَ مسلمًا، بالغًا، عاقلًا، عدلًا.
7- الاجتماعُ في الصوم والفطر داخلَ البلد أمرٌ مقصودٌ شرعًا؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصومُ يوم تصومون، والفطرُ يوم تُفطرون، والأضحى يوم تُضحُّون))؛ أخرجه الترمذي.
8- شروطُ وجوبِ الصوم: الإسلامُ، والبلوغ، والعقل، والقدرةُ على الصوم.
9- من عجَزَ عن الصوم لكبرِه أو لمرض لا يُرجى برؤُه، فإنه لا يجب عليه الصومُ؛ ولكن يُطعم عن كل يوم مسكينًا، وإن كان عجزُه لمرض يُرجى بُرؤه، فإنه يجبُ عليه القضاءُ.
10- من مات وعليه قضاءٌ، فإنه يُستحبُّ لوليِّه الصيامُ عنه، فإن لم يتيسرْ من يصومُ عنه، فيُطعَم عنه من تركَتِه عن كل يوم مسكينًا؛ لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وعليه صيامٌ، صام عنه وليُّه))؛ متفق عليه.
11- يُباح للحامل والمرضع الفطرُ إذا شقَّ عليهما الصومُ، ويجبُ عليهما القضاءُ فقط، اختار هذا القولَ الشيخُ عبدُالعزيز بنُ باز والشيخُ محمد بن عثيمين رحمهما الله.
12- من الأيام التي يحرُمُ الصيامُ فيها: صومُ يومٍ أو يومين قبل رمضان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقَدَّموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصومُ صومًا فليصمْه))؛ رواه مسلم. ويحرُم صومُ يومَي العيدين وأيامِ التشريق لغير الحاجِّ، ويُستثنى من صوم أيامِ التشريق: الصيامُ في حقِّ المتمتع أو القارنِ إذا لم يجدَا الهَدْيَ.
13- تبييتُ النيةِ من الليل واجبٌ في صوم الفرضِ؛ لكي يكونَ جميعُ النهار مشمولًا بنية الصوم؛ لأن الصومَ هو إمساكٌ بنيةٍ، ولا يُشترطُ هذا الشرطُ في صوم النافلةِ؛ لكنه شرطٌ لحصول الثوابِ في صوم النافلة المعَيَّن؛ كصوم يومِ عرفة، وعاشوراء، وصيام الست من شوال.
14- يُشرعُ الإكثارُ من قراءة القرآنِ في شهر رمضانَ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريلُ فيُدارسُه القرآنَ، وكان جبريلُ يلقاه كلَّ ليلة من رمضانَ فيدارسه القرآنَ، فلَرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير من الريح المرسَلةِ))؛ متفق عليه، ولقد كان السلف إذا دخل رمضانُ أكثَروا من قراءة القرآنِ وإطعامِ الطعام.
15- فضلُ العمرةِ في شهر رمضانَ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حجةً، أو قال: حجة معي))؛ متفق عليه.
16- فضلُ تفطيرِ الصائمين: عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه، غيرَ أنه لا ينقُصُ من أجرِ الصائمِ شيئًا))؛ رواه الترمذي.
17- يحرمُ الإسرافُ في المأكل والمشرب كما قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، والإسراف والتبذير سبب لزوال النعمِ، وهو من كُفْر النعمة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد ﴾ [إبراهيم: 7].
18- كلُّ معصيةٍ تقعُ من الصائم فإنها تنقصُ من أجره؛ لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ، فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه))؛ أخرجه البخاري. والجهل: يشمل جميعَ المعاصي.
19- النومُ جميعَ النهار يترتبُ عليه تفويتُ أداء بعضِ الصلوات في وقتِها، وتعمُّدُ تأخيرِ الصلاةِ عن وقتِها من غير عذر من كبائرِ الذنوبِ، وشهرُ رمضانَ ليس شهرَ كسَلٍ وخمولٍ؛ بل هو شهرُ الفتوحاتِ والانتصاراتِ؛ ففتحُ مكةَ وغزوةُ بدرٍ الكبرى كانتا في رمضان.
20- من سنن الصيامِ: تعجيلُ الفطرِ، وتأخيرُ السُّحور، والاجتهادُ في الدعاء خاصةً عند الإفطار، وأن يقولَ إذا سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه: إني امرؤٌ صائم.
21- من مفطِّرات الصيام: الأكلُ والشرب، والجماعُ، والقيءُ عمدًا، وخروجُ دم الحيض والنفاس، وخروجُ المنيِّ باختياره، أما الاحتلامُ، فإنه لا يُفطِرُ به الصائمُ. ويُعتبرُ الجماعُ في نهار رمضانَ من أعظم المفطِّراتِ، ويترتب عليه: القضاءُ، والكفارةُ المغلَّظة، والإمساك بقيةَ يومِه، والتوبةُ. والكفارة المغلظة هي: عِتْقُ رقبةٍ مؤمنة، فإن لم يجد فصيامُ شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعامُ ستين مسكينًا.
22- قطرةُ الأنفِ إذا وجَد الصائمُ طعمَها في حَلقِه وبلعَها، فإنها تُفسدُ الصومَ؛ لأن الأنفَ يُعتبرُ منفذًا للجوف.
23- لا يفسُدُ الصومُ بالكحلِ، وقطرةِ العين، وقطرةِ الأذن، وبخاخِ الربو، والتحاميل، وإبر الأنسولين.
24- الإبر المغذية يُفطرُ بها الصائمُ؛ لأنها تقومُ مقامَ الأكل والشرب، وأما الإبرُ غيرُ المغذيةِ، فإنها لا تُفسدُ الصومَ.
25- لا يُفطرُ من فعل شيئًا من المفطِّرات ناسيًا أو مكرهًا؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نسِي فأكل وشرب، فليتمَّ صومَه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه))؛ متفق عليه.
26- كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعتكفُ العشرَ الأواخر من شهر رمضانَ حتى توفَّاه الله؛ ليدركَ ليلةَ القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، وكذلك اعتكف أزواجُه من بعده.
27- الاعتكاف: لزومُ المسجد لطاعة الله تعالى، وينبغي للمعتكِف أن يجتهدَ في الإكثار من الطاعات والخَلوةِ بربِّه، وتركِ إضاعة الوقتِ في المحادثات ووسائل التواصل الحديثة.
28- ليلةُ القدر ليلةٌ عظيمةٌ نزل فيها القرآنُ العظيمُ، وهي خيرٌ من ألف شهر (أكثر من 83 سنة)، وهي في العشر الأواخر من شهر رمضانَ، فيحرصُ المسلمُ على قيامها، ولا يضيعُ لياليَ العشرِ في الأسواق والملهيات.
29- زكاة الفطرِ هي طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطعمةٌ للمساكين، وهي واجبةٌ؛ كما أخبر ابنُ عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحرِّ، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمَر بها أن تُؤَدَّى قبل خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ"؛ رواه البخاري ومسلم. ويجوزُ إخراجُ زكاةِ الفطرِ قبل العيدِ بيوم أو يومين.
30- يشرعُ مع غروب شمسِ آخرِ يومٍ من شهر رمضانَ الإكثارُ من التكبير والتهليلِ والتحميد؛ لقولِه تعالى بعد آيات الصيام: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1- شهرُ رمضانَ شهرٌ مباركٌ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضانُ فُتحت أبوابُ الجنة، وغُلِّقت أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشياطينُ))؛ رواه مسلم.
2- تعريفُ الصيام: التعبدُ لله بالإمساك عن جميع المفطِّرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
3- فُرِضَ صيامُ شهر رمضانَ في السنة الثانية من الهجرة، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام.
4- فضل الصوم: قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم:((قال الله عز وجل: كلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ له إِلَّا الصَّوْمَ؛ فإنه لِي وأنا أَجزِي بِهِ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ))؛ رواه البخاري. وعن أبي هريرةَ رضي اللَّهُ عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))، وفي رواية: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفقٌ عليه. ومعنى إيمانًا واحتسابًا: مؤمنًا بأن الله فرض صيامَه، ومحتسبًا الأجرَ من الله، لا رياءً ولا سمعة.
5- الحكمةُ من فرض الصيام هي تحقيقُ التقوى؛ قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
6- يثبُتُ دخولُ شهرِ رمضانَ برؤية هلالِه، فإن لم يُرَ، فتُكمل العِدَّة ثلاثين، ويُشترط في الشاهد على رؤية الهلال أن يكونَ مسلمًا، بالغًا، عاقلًا، عدلًا.
7- الاجتماعُ في الصوم والفطر داخلَ البلد أمرٌ مقصودٌ شرعًا؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصومُ يوم تصومون، والفطرُ يوم تُفطرون، والأضحى يوم تُضحُّون))؛ أخرجه الترمذي.
8- شروطُ وجوبِ الصوم: الإسلامُ، والبلوغ، والعقل، والقدرةُ على الصوم.
9- من عجَزَ عن الصوم لكبرِه أو لمرض لا يُرجى برؤُه، فإنه لا يجب عليه الصومُ؛ ولكن يُطعم عن كل يوم مسكينًا، وإن كان عجزُه لمرض يُرجى بُرؤه، فإنه يجبُ عليه القضاءُ.
10- من مات وعليه قضاءٌ، فإنه يُستحبُّ لوليِّه الصيامُ عنه، فإن لم يتيسرْ من يصومُ عنه، فيُطعَم عنه من تركَتِه عن كل يوم مسكينًا؛ لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وعليه صيامٌ، صام عنه وليُّه))؛ متفق عليه.
11- يُباح للحامل والمرضع الفطرُ إذا شقَّ عليهما الصومُ، ويجبُ عليهما القضاءُ فقط، اختار هذا القولَ الشيخُ عبدُالعزيز بنُ باز والشيخُ محمد بن عثيمين رحمهما الله.
12- من الأيام التي يحرُمُ الصيامُ فيها: صومُ يومٍ أو يومين قبل رمضان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَقَدَّموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصومُ صومًا فليصمْه))؛ رواه مسلم. ويحرُم صومُ يومَي العيدين وأيامِ التشريق لغير الحاجِّ، ويُستثنى من صوم أيامِ التشريق: الصيامُ في حقِّ المتمتع أو القارنِ إذا لم يجدَا الهَدْيَ.
13- تبييتُ النيةِ من الليل واجبٌ في صوم الفرضِ؛ لكي يكونَ جميعُ النهار مشمولًا بنية الصوم؛ لأن الصومَ هو إمساكٌ بنيةٍ، ولا يُشترطُ هذا الشرطُ في صوم النافلةِ؛ لكنه شرطٌ لحصول الثوابِ في صوم النافلة المعَيَّن؛ كصوم يومِ عرفة، وعاشوراء، وصيام الست من شوال.
14- يُشرعُ الإكثارُ من قراءة القرآنِ في شهر رمضانَ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريلُ فيُدارسُه القرآنَ، وكان جبريلُ يلقاه كلَّ ليلة من رمضانَ فيدارسه القرآنَ، فلَرسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخير من الريح المرسَلةِ))؛ متفق عليه، ولقد كان السلف إذا دخل رمضانُ أكثَروا من قراءة القرآنِ وإطعامِ الطعام.
15- فضلُ العمرةِ في شهر رمضانَ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرةٌ في رمضانَ تَعْدِلُ حجةً، أو قال: حجة معي))؛ متفق عليه.
16- فضلُ تفطيرِ الصائمين: عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه، غيرَ أنه لا ينقُصُ من أجرِ الصائمِ شيئًا))؛ رواه الترمذي.
17- يحرمُ الإسرافُ في المأكل والمشرب كما قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، والإسراف والتبذير سبب لزوال النعمِ، وهو من كُفْر النعمة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد ﴾ [إبراهيم: 7].
18- كلُّ معصيةٍ تقعُ من الصائم فإنها تنقصُ من أجره؛ لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به والجهلَ، فليس لله حاجةٌ في أن يدَعَ طعامَه وشرابَه))؛ أخرجه البخاري. والجهل: يشمل جميعَ المعاصي.
19- النومُ جميعَ النهار يترتبُ عليه تفويتُ أداء بعضِ الصلوات في وقتِها، وتعمُّدُ تأخيرِ الصلاةِ عن وقتِها من غير عذر من كبائرِ الذنوبِ، وشهرُ رمضانَ ليس شهرَ كسَلٍ وخمولٍ؛ بل هو شهرُ الفتوحاتِ والانتصاراتِ؛ ففتحُ مكةَ وغزوةُ بدرٍ الكبرى كانتا في رمضان.
20- من سنن الصيامِ: تعجيلُ الفطرِ، وتأخيرُ السُّحور، والاجتهادُ في الدعاء خاصةً عند الإفطار، وأن يقولَ إذا سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه: إني امرؤٌ صائم.
21- من مفطِّرات الصيام: الأكلُ والشرب، والجماعُ، والقيءُ عمدًا، وخروجُ دم الحيض والنفاس، وخروجُ المنيِّ باختياره، أما الاحتلامُ، فإنه لا يُفطِرُ به الصائمُ. ويُعتبرُ الجماعُ في نهار رمضانَ من أعظم المفطِّراتِ، ويترتب عليه: القضاءُ، والكفارةُ المغلَّظة، والإمساك بقيةَ يومِه، والتوبةُ. والكفارة المغلظة هي: عِتْقُ رقبةٍ مؤمنة، فإن لم يجد فصيامُ شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعامُ ستين مسكينًا.
22- قطرةُ الأنفِ إذا وجَد الصائمُ طعمَها في حَلقِه وبلعَها، فإنها تُفسدُ الصومَ؛ لأن الأنفَ يُعتبرُ منفذًا للجوف.
23- لا يفسُدُ الصومُ بالكحلِ، وقطرةِ العين، وقطرةِ الأذن، وبخاخِ الربو، والتحاميل، وإبر الأنسولين.
24- الإبر المغذية يُفطرُ بها الصائمُ؛ لأنها تقومُ مقامَ الأكل والشرب، وأما الإبرُ غيرُ المغذيةِ، فإنها لا تُفسدُ الصومَ.
25- لا يُفطرُ من فعل شيئًا من المفطِّرات ناسيًا أو مكرهًا؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نسِي فأكل وشرب، فليتمَّ صومَه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه))؛ متفق عليه.
26- كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعتكفُ العشرَ الأواخر من شهر رمضانَ حتى توفَّاه الله؛ ليدركَ ليلةَ القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، وكذلك اعتكف أزواجُه من بعده.
27- الاعتكاف: لزومُ المسجد لطاعة الله تعالى، وينبغي للمعتكِف أن يجتهدَ في الإكثار من الطاعات والخَلوةِ بربِّه، وتركِ إضاعة الوقتِ في المحادثات ووسائل التواصل الحديثة.
28- ليلةُ القدر ليلةٌ عظيمةٌ نزل فيها القرآنُ العظيمُ، وهي خيرٌ من ألف شهر (أكثر من 83 سنة)، وهي في العشر الأواخر من شهر رمضانَ، فيحرصُ المسلمُ على قيامها، ولا يضيعُ لياليَ العشرِ في الأسواق والملهيات.
29- زكاة الفطرِ هي طُهرةٌ للصائم من اللغو والرفث، وطعمةٌ للمساكين، وهي واجبةٌ؛ كما أخبر ابنُ عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحرِّ، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمَر بها أن تُؤَدَّى قبل خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ"؛ رواه البخاري ومسلم. ويجوزُ إخراجُ زكاةِ الفطرِ قبل العيدِ بيوم أو يومين.
30- يشرعُ مع غروب شمسِ آخرِ يومٍ من شهر رمضانَ الإكثارُ من التكبير والتهليلِ والتحميد؛ لقولِه تعالى بعد آيات الصيام: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين