![]() ![]() ![]() |
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . وبعد فهذه سلسلة رسائل كنت أرسلها - برسائل الواتس - قبل أسبوع من رمضان جمعتها هنا لتبقى ان شاء الله صدقة جارية لي ولمن نشرها . ومع أنها كانت موجهة لما قبل رمضان فأحسب أنها نافعة فيه ومع بدايته . أسأل الله لها النفع والقبول . وقد أسميتها سلسلة " هيء نفسك له " : ![]() ![]() ![]() خفّفّ منها فإنها مُثْقِلة أي وربي انها مُثْقِلة عن الخير ، مُثَبِطة من نيل المعالي والسؤدد ، مُبْعِدة عن مواطن الرحمات . أتدري ماهي ؟ " إنها الذنوبُ والمعاصي " نعم الذنوب والمعاصي التي تحرم العبد اغتنام موسم رمضان وتحول بينه وبين الفوز بهباته وخيرات . لعلك رأيت حالك العام الماضي ولم تختم ربما ختمت واحدة للقرآن ! ولعلك تتذكر كيف كنت تتكاسل عن صلاة التراويح ، وربما الفرائض ! ولعلك لم تنس أيضا تفريطك في العشر اﻷواخر وساعات السحر فيه ! هل تعلم أن كل ذلك حرمان . قال تعالى : " فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ " فكم كم من قاعد عن طاعة ربه بسبب ذنبه ، وكم التصق في اﻷرض من مخذول بسبب معاصيه . إنه الحرمان يا أخي إنه اﻹبعاد يا أخيتي . فهل سنستمر على هذا الحال !؟ وهل سنبقى في مؤخرة الركب وقد سبقنا أهل الصلوات والتلاوت وربما بلغ منهم من مات الفردوس اﻷعلى . فها نحن على بعد ساعات من رمضان فلنخفف من الذنوب ولنعزم على أن لا يأتي لا ونحن قد هيأنا أنفسنا للفوز بخير الشهر وعطايا الرحمن ، فاللهم خذ بيد كل من أقبل عليك . ![]() ![]() ![]() عندما تنتظر مناسبة عزيزة على قلبك ، أو حدثاً مهماً في حياتك فأنت تهيء نفسك له ، وتعمل العدة للقائه . فكن على يقين أنه لا أعظم من موسم رمضان ، ولا أبرك من لحظاته ، ولا أجل من ساعاته . فهو الموسم المعظم والزمان النفيس واﻷيام الجليلة والليالي الفاضلة والساعات الشريفة.. وليحمل القلب كل الشوق له ، ولتطمع النفس ببلوغه ، وليلهج اللسان بصادق الدعاء ﻹدراكه . فاللهم بلغنا رمضان نحن وأهلينا ومن يعز علينا . ![]() ![]() ![]() من اﻷمور التي تتهيء بها النفوس لرمضان " الدعاء " فهو كونه عبادة بحد ذاته فإنه سبب أيضاً لبلوغ المطالب العلية ومن هذه " المطالب " إدراك " شهر رمضان " فاجتهد أن تدعو الله بقلب صادق وحسن ظن به أن يبلغك هذا الموسم - مع التوفيق للعبادة فيه - فليس الشأن ببلوغه وإنما الشأن كل الشأن أن توفق فيه للطاعات ، وضم إليه سؤاله أن يدفع عنك كل الشر . موعظة : قبل أيام صُلي على 40 جنازة في فرض واحد في مسجد الراجحي بالرياض . فاللهم بلغنا وأهلينا رمضان ووفقنا فيه لرضاك . ![]() ![]() ![]() * التدريب المثمر * من الأمور التي نعترف بها جميعاً وجود خلل في جوارحنا . لسانٌ يكذب ويغتاب ويسب. عينٌ لا تغض عن حرام . أذنٌ لا تكُف عن سماع ما لا يجوز . فلعلنا هذه اﻷيام ونحن في استقبال رمضان أن نُهيء أنفسنا وندربها للكف عن هذه المُحرمات ﻷننا مأمورون بذلك - أولا - قال تعالى : "... إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " - ثانياً - وﻷننا بحفظها نُؤجر وتسهل علينا الطاعات ، وﻷن المعاصي جراحات - ورُبْ جرحٍ أصاب مقتل - * جاهد نفسك على حفظها فالحفظ لها سبب لدخول الجنة , لا أعظَمَ ولا أجَلَ منها مسكنا ومأوى . * إن فشلت في الحِفظ مرة فأعد المحاولة مرات ومرات حتى تحفظها . * تيقن أن في حفظ الجوارح من اللذة أضعاف أضعاف مانتوهم أن اللذة في النظرة أو اللفظة المحرمتين . * استعن بالدعاء وألِح على ربك أن يعينك فاللهم أعنا ياربنا ![]() ![]() ![]() * التصفية قبل بلوغه * جدير بنا ونحن على بعد أيام من خير أيام العام أن نسعى في تطهير قلوبنا من كل قطيعة وهجران . حري بنا ونحن نستقبل هذه اﻷيام أن نبلغها وقد امتﻷت قلوبنا محبة للغير فهؤلاء هم إخوانك - فهم بين قريب لك أو جار أو صديق وأن بعدوا فهم مسلمون " والمسلم ليس ببعيد " - كن أسعد الناس بأن تبلغ رمضان وليس في قلبك غلا لمسلم أو حقدا على أحد . استقبله وأنت لا تحمل فيه لا المحبة للمؤمنين . ووالله إنها الفضيلة التي تبلغ معها الذروة في الجمال واﻹنسانية . فاستعن بالله وأغظ شيطانك وأفرح أحبابك بإزالة كل عداوة ، ووصل كل من تقاطعت معه . ![]() ![]() ![]() حتى تغتنمه على التمام لا أعظم موسما من موسم رمضان ولا أشرف زمانا منه . وحتى تغتنمه على أكمل حال فلا بد لك من عزيمة صادقة وهمة عالية ونفس تواقه ترنو لمنازل العابدين وذينك الدرجات . ولن تصلها لا بعزيمة حر شريف لا يقبل بالدون من المنازل ولا القليل من العمل . فلننو الخير - يارعاكم الله - ونحن مقبولون على هذا الموسم فإن الله يعلم ما تكنه الضمائر وتنطوي عليه اﻷفئدة . ولتكن هذه العزيمة بصدق دون ضعف ولنجاهد أنفسنا على غرسها في القلوب . ![]() ![]() ![]() كيف هو شوقك له ؟ يفصلنا عن رمضان أيام قليلة ، فكيف هو شوقك له ؟ سؤال ينبغي أن نسأله أنفسنا وقد لاحت بوادر بزوغ هلاله وشممنا روائح عطره الشذي . رمضان - يارعاك الله - هو شهر الرحمة والمغفرة ، يكفيك أن لله كل ليلة عتقاء من النار . فكيف شوقك له ؟ هل تحب بلوغه ، لا لمسألة طول البقاء في الدنيا ولكن ﻷنك ستتمكن من عبادتك ربك فيه لتتضاعف لك الحسنات وتفوز بالعطيا والهبات . فكيف شوقك له ؟ أحبه نبيك عليه الصلاة والسلام فأحبه . اشتاق للقائه الصالحون قبلك فاشتق له . سل ربك البلوغ وعاهد النفس باﻹغتنام . . كتبها / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي - أملج - رمضان عام 1437 هجري ![]() |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
سلسلة " هيء نفسك له "رمضان قادم
تقليص
X
-
التعديل الأخير تم بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم; الساعة 08-05-2017, 02:22 PM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
تعليق