الدعوات المستجابة في القرآن الكريم

مِن أعظم الدَّعوات تلك الدعوات التي ذُكرتْ في القرآن الكريم، وقد ذَكرتُ نماذج من ذلك مع بيانٍ مختصر لمعانيها، راجيًا الانتفاعَ بها، وهي: 1 - ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. وهي مِن الأدعية القرآنيَّة الجامعة؛ فقد جمَعتْ كلَّ خيرٍ في الدنيا، وصرَفتْ كلَّ شر؛ فإنَّ الحسَنة في الدنيا تشمل كلَّ مَطلوب دنيوي؛ من عافيةٍ، ودارٍ رحبة، وزوجةٍ حسنة، ورزقٍ واسع، وعِلم نافع، وعملٍ صالح، ومركب هيِّن، وثناء جميل. وأمَّا الحسنة في الآخرة، فأعلى ذلك دخولُ الجنَّة، والأمن مِن الفزعِ الأكبر في العرصات، وتيسيرُ الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة. وأمَّا النَّجاة مِن النار، فهو يَقتضي تيسير أسبابه في الدنيا؛ مِن اجتناب المحارِم والآثام، وترك الشبهاتِ والحرام[1]. 2 - ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]. مِن كلمات مَقام الصَّبر والرِّضا، وهي كلمة عَظيمة، تعني: العبوديَّةَ المطلقة لله، والتفويض الكامِل له سبحانه. وتعني: التسلية عَن المصائب لا التحسُّر، وإذا قالها المُصاب، كانت له حِصنًا مِن الوقوع في عدَم الرِّضا، ومنجاة من الاعتراض على القدَر. والنتيجة: قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157]. 3 - ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]. وهي مِن كلمات مَقام التوكُّل، وتعني: الله يَكفينا، وهي تحقِّق مَعنى التوكُّل على الله في القَلب، وهي نافعة في دَفْع الخوف، والأذى، والهموم. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]. والنتيجة: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 174]. قال ابن عباس: "(حَسْبنا اللهُ ونِعم الوكيل)؛ قالها إبراهيمُ حين أُلقي في النار، وقالها محمد حين قال له الناس: (إن الناس قد جمعوا لكم)". وقال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 36]. فهو سبحانه مَنيع الجَناب، لا يُضام، مَن استند إلى جَنابه، ولجأ إلى بابه، فإنَّه العزيز الذي لا أعز منه؛ كما قال ابن كثير. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]. قال الرَّبيع بن خُثيم: "إنَّ الله تعالى قَضى على نفسه أنَّ مَن توكَّل عليه كفاه، وتصديقُ ذلك في كتاب الله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]". ومن ذلك قولُ الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59]. قال ابن كثير: "تضمَّنتْ هذه الآية الكريمة أدَبًا عظيمًا، وسرًّا شريفًا؛ حيث جعل الرِّضا بما آتاه الله ورسوله، والتوكُّل على الله وحده وهو قوله: ﴿ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ﴾ [التوبة: 59]، وكذلك الرَّغبة إلى الله وحده في التوفيق لطاعَة الرسول صلى الله عليه وسلم، وامتثالِ أوامره، وترْكِ زواجره، وتصديق أخباره، والاقتفاء بآثاره". وقد علَّمَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نقول في الصَّباح والمساء: ((مَن قال في كلِّ يوم حين يُصْبح وحين يُمسي: حَسْبي الله، لا إله إلَّا هو، عليه توكلتُ، وهو ربُّ العرش العظيم، سبعَ مرات - كفاه الله عزَّ وجل همَّه من أمر الدنيا والآخرة))[2]. 4 - ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10]. هذه الدَّعوة تَنفع المسلمَ وترشده للهداية إلى أفضل الأمور، وتفتح له أبوابَ الرحمة والتيسير، وقد دعا بها فِتيةُ الكهف فاستجاب الله لهم. 5 - ﴿ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي [طه: 25، 26]. وهي تَنفع لدَفع الضِّيق، وانشراحِ الصَّدر، وتيسيرِ الأمور والمهام الصعبة. فهي مِن دعوات موسى عليه السلام عند حَمْل الرسالة الإلهية. والنتيجة: قال تعالى: ﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]. 6 - ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. كلمة التهليل والتسبيح والاعتراف. وهي دعوة يونس عليه السلام: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. فنجَّاه اللهُ سبحانه من الغَمِّ، وهي دعوةُ مباركة لكلِّ المؤمنين. قال سعد: يا رسول الله، هي ليونس خاصَّة، أم لجماعة المسلمين؟ قال: ((هي ليونسَ بنِ متَّى خاصَّة، وللمؤمنين عامَّة إذا دعَوا بها، ألم تسمَعْ قول الله: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88]؟)). 7 - ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [القصص: 24]. دعوة عَظيمة مُستجابة؛ فقد دعا بها الكليمُ عليه السَّلام بعد أن فقَد الأهلَ والمالَ والوطن، فعوَّضه الله خيرَ العوض، ثمَّ ردَّه إلى بلده سالمًا. قال ابن عاشور: "هي جملة جامِعة للشكر والثناء والدعاء، وقد رزَق الله بها موسى الزَّوجةَ والسَّكَن والعمل". 8 - ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]. وهي مِن كلمات التفويض، وهي تَنفع لدَفْع مكايد الأشرار والفجَّار والمتجبِّرين والمتنفذين الظَّالمين ومكرهم. وهي دعوة مؤمِن آل فرعون؛ قال تعالى: ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]. والنتيجة: قال تعالى: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45]. 9 - يا أرحم الراحمين: جاء عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ لله ملَكًا موكَّلًا بمَن يقول: يا أرحمَ الراحمين؛ فمَن قالها ثلاثًا قال الملَك: إنَّ أرحمَ الراحمين قد أقبَل عليك، فاسأل))[3]. وقد ذكر أربعةٌ من الأنبياء هذه الكلمات في القرآن الكريم، وهم: يَعقوب عليه السلام، قال تعالى: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]. ويوسف عليه السلام، قال تعالى: ﴿ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92]. وأيوب عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]. وموسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151]. 10 - "لاحول ولا قوة إلا بالله": مِن كلمات الاستسلام لله تعالى والتفويض له، والاعتراف بالعَجْز عن القيام بأي أمرٍ إلا بتوفيق الله وتيسيره. وهي كنزٌ مِن كنوز الجنَّة، وهي تنفع لتفريج الكَرْب، وتيسير الرزق. ومن معانيها: "لا حولَ عن العدم، ولا قوةَ على الوجود إلَّا بالله. لا حولَ عن الزوال، ولا قوةَ على البقاء إلَّا بالله. لا حولَ عن المضار، ولا قوةَ على المنافع الَّا بالله. لا حولَ عن المصائب، ولا قوةَ على المطالب إلَّا بالله. لا حولَ عن المعاصي، ولا قوةَ على الطاعات إلَّا بالله. لا حولَ عن النِّقَم، ولا قوةَ على النِّعم إلَّا بالله. لا حولَ عن المساوئ، ولا قوةَ على المحاسن إلَّا بالله. لا حولَ عن الآلام، ولا قوةَ على الآمال إلَّا بالله. لا حولَ عن الظُّلمات الهائلة، ولا قوَّةَ على الأنوار المتلألئة إلَّا بالله العلي العظيم"[4]. ويدلُّ على جزءٍ منها قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]. وتُقال إذا دهَم الإنسانَ أمرٌ عظيم يصعب عليه القيامُ به. ويستفاد ذلك مِن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألَا أدلُّك على كلمة من تحت العرش مِن كنز الجنَّة، تقول: لا حولَ ولا قوة إلَّا بالله، فيقول الله: أسلَم عبدي واستسلم)). ومن المواضع التي تقال فيها هذه الكلمة: إذا تقلَّب في الليل، وعند قول المؤذِّن: حيَّ على الصلاة، وحيَّ على الفلاح، وعند الخروج من البيت، وبعد كل صلاة. 11 - قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]. وقد صحَّ عن الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يقرؤها في الركعة الثالثة من صلاة المغرب[5]. قال الشيخ محمد عوامة: كنَّا نوصي العامَّةَ بقراءة هذه الآية؛ حِفظًا لعقائدهم من الزيغ بجهلهم، واليوم أُوصي بقراءتها طلبةَ العلم؛ حِفظًا لعقائدهم من الزيغ بعلمهم! 12 - ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. ‏لم يَرِد في القرآن الكريم الأمرُ بالزيادة إلَّا في موضع واحد هو: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. ولهذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهمَّ انفَعْني بما علَّمتني، وعلِّمْني ما ينفعني، وزِدني علمًا، والحمد لله على كلِّ حال))[6]. وقال ابن عُيينة: "ولم يزَل صلى الله عليه وسلم في زيادةٍ من العلم حتى توفَّاه الله عز وجل". 13 - يا رب، يا رب، يا رب. روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال العبدُ: يا رب، يا رب، يا رب، قال اللهُ: لبَّيْك عبدي، سَلْ تُعط))[7]. وقال يزيد الرَّقاشي عن أنس: "ما مِنْ عبدٍ يقول: يا ربِّ يا ربِّ يا ربِّ، إلَّا قال له ربُّه: لبَّيك لبَّيك". ومصداقه في القرآن: ما جاء عن عطاء أنَّه قال: "ما مِن عبد يقول: يا رب، يا رب، يا رب، ثلاث مرات، إلَّا نظَر الله إليه". فذكرتُ ذلك للحسَن، فقال: "أمَا تقرؤون القرآن: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ﴾ [آل عمران: 193]، إلى قوله: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ﴾ [آل عمران: 195]"[8]. 14 - إذا سيطر عليك الحزنُ، فقل: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86].

[1] وسأل قتادة أنسًا: أي دعوة كان أكثر ما يدعوها النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: يقول: ((اللهم ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار))؛ رواه أحمد. وقال ثابت لأنس: إن إخوانك يحبُّون أن تدعو لهم، فقال: اللهمَّ آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وتحدَّثوا ساعة حتى إذا أرادوا القيام، قال: أبا حمزة، إنَّ إخوانك يريدون القيام، فادعُ اللهَ لهم، فقال: "أتريدون أن أشقق لكم الأمور، إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، ووقاكم عذاب النار، فقد آتاكم الخير كله". وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا مِن المسلمين قد صار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تدعو اللهَ بشيء أو تسأله إياه؟))، قال: نعم، كنت أقول: اللهمَّ ما كنتَ معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله! لا تطيقه أو لا تستطيعه، فهلَّا قلتَ: ربَّنا آتِنا في الدنيا حسَنة، وفي الآخرة حسَنة، وقِنا عذاب النار))، قال: فدعا اللهَ فشفاه؛ رواه مسلم.
[2] أخرجه أبو داود (5081) من رواية أبي بكر بن داسة، وابن السني في عمل اليوم والليلة (71) عن أبي الدرداء.
[3] أخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 728).
[4] المثنوي العربي؛ للأستاذ سعيد النورسي.
[5] أخرج مالك في الموطأ، في كتاب الصلاة، باب القراءة في المغرب والعشاء، عن أبي عبدالله الصنابحي قال: قدمتُ المدينةَ في خلافة أبي بكر الصديق، فصلَّيت وراءه المغربَ فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن، وسورةٍ من قصار المفصَّل، ثم قام في الثالثة، فدنوتُ منه حتى إن ثيابي لتكاد أن تمسَّ ثيابه، فسمعتُه قرأ بأم القرآن وبهذه الآية: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]، وإسناده صحيح. ومن طريقه أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، في كتاب الصلاة: جماع أبواب الصلاة، باب مَن استحب قراءة السورة بعد الفاتحة في الأخريين، وقال بعد أن رواه: زاد أبو سعيد في روايته: قال الشافعي: وقال سفيان بن عيينة: لما سمع عمر بن عبدالعزيز بهذا عن أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه قال: "إنْ كنتُ لعلى غير هذا حتى سمعتُ بهذا، فأخذت به".
[6] رواه ابن ماجه عن أبي هريرة.

[7] قال المنذري في الترغيب (2451): "رواه ابن أبي الدنيا مرفوعًا هكذا، وموقوفًا على أنس".

[8] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره.