حينما يصفع القلم!!
مارثون عجيب قد ملأ الأفق دون أدنى مواراة أو خجل؛ انطلق ليتجاوز جميع الخطوط الحمراء في مجتمعاتنا الإسلامية، فلا اعتبار لعقيدة أو توقير لشريعة أو احترام لقيم أو اعتزاز بعادات أو تقاليد!!
وكأن الشيطان قد أيقن تمام اليقين أن حثالة جنده من البشر (علمانيين ومرتزقة) قد وصلوا إلى حالة متردية من الثمالة بسكر العهر والكفر والفجور، لم يعودوا ليعبأوا معها بمعارضة معارض، أو استنكار مستنكر!!
لكن في المقابل، يبدو أن رياح الغفلة، وسموم المعاصي، قد أصابت بشرورها أيضاً قلوب الخاصة قبل العامة من الناس في مقتل!! مما جعلها تعيش في حالة من الاستكانة والوهن؛ أغرت أهل الباطل على تلك المجاهرة الوقحة بباطلهم، دون خشية رقيب أو حسيب!!
وهنا يفرض السؤال نفسه:
إذا كان الواقع قد وصل بالفعل إلى هذا الحد المخيف والمروع من التدني العقائدي والأخلاقي؛ حتى صار أهل الباطل يتفاخرون فيه بباطلهم، بل ويتباهون باستعراض آخر صيحات فجرهم ومآثمهم، في حين أضحى أهل الحق يتوارون عن الأنظار في مواطن نصرة الحق؛ خوفاً من وصمهم بالإرهاب أو التطرف!! *فممن نرجو الإصلاح إذا فسد أهل الصلاح؟!
إن من استدرجوا من الدعاة والمصلحين في دهاليز المهاترات السياسية (إخواناً وبرهانيين) حتى أحرقت وجوههم في مستنقعاتها من كثرة التنازلات العقائدية، والترخص في مبادئ الدين، مع جهل بواقع وأهداف مخططات أهل الباطل والكفر المبين، فأكثروا الفرية على الله وعلى دينه؛ بعدما أغفلوا الجانب التربوي في نفوسهم، والإصلاحي في أمتهم، لهم اليوم أوفر الحظ والنصيب في هذا التردي الحاصل في أحوال أمتهم!!
وإن القسم الآخر من أدعياء الدين (مداخلة كانوا أو جاميين) الذين يمثلون النمط الشاذ من المنافقين والمخبرين، والذين استثمروا تلك الحالة العامة من التردي، في تأصيل الولاء للطغاة والمجرمين باسم الدين، فنشروا بين العامة شرعية الخنوع والخضوع لكل ما يصدر عن العملاء المؤجورين من الطغاة والحكام المفسدين من التفريط في العقيدة وبيع الأرض والعرض لأعداء الدين؛ بحجة طاعة ولي أمر المسلمين!! لينتظرهم في قادم الأيام رياح سوء وذلٍ، تضرب وجوههم الكالحة بأقدام وأحذية الملايين!!
فيا أيتها القلوب المتجردة لنصرة هذا الدين - على قلتها - كونوا على الحق ثابتين، وفي دروب الدعوة ومواطن نصرة الحق صامدين ومحتسبين، فلقد آنت غضبة الله على حرماته التي انتهكت، وحدوده التي ضيعت، أن تقلب لصالحكم جميع الموازين، إذ ستتحول بشدتها؛ لتصبح نذير شؤم للمجرمين، ونسمات فرح وسرور على قلوبكم أيها الغرباء من المستضعفين والأوابين!!
فكونوا من نصرة ربكم واثقين، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين!!
فلقد آن لقول الحق أن يعلوا، ولصليل القلم أن يصفع وجوه المخذولين!!
تعليق