إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من لم يكفِّر اليهود والنصارى أوشك في كفرهم أوصحَّح مذهبهم فقد كفر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من لم يكفِّر اليهود والنصارى أوشك في كفرهم أوصحَّح مذهبهم فقد كفر

    من لم يكفِّر اليهود والنصارى أوشك في كفرهم أوصحَّح مذهبهم فقد كفر

    دفع ما جاء به القبطي رمسيس اللوز من رفع الكفر عن النصارى، ورد شبهه
    تنبيهات
    الأدلة على كفر اليهود والنصارى
    شبه ودحضها
    1. وطء الرسول صلى الله عليه وسلم لجاريته مارية القبطية رضي الله عنها
    2. إباحة الإسلام للمسلم عند الضرورة أن يتزوج الكتابية
    3. عزل آية: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى عما بعدها"
    4. قوله تعالى: "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ.."
    5. قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"

    6. حصره للكفر في المعنى اللغوي كما قال الترابي وأسلافه من أهل الأهواء، بمعنى ستر وغطى
    نقض قبطي للنصرانية
    النصارى اليوم أكثر ضلالاً وأشد عداوة للمسلمين
    أقوال بعض أئمة الدين في فساد عقيدة النصارى وضلالهم

    من الكوارث العظام، والفتن الجسام، أن ينكر البعض ما كانوا يعرفون من دين الله، ويعرفون ما كانوا ينكرون منه، من ذلك رفع البعض الكفر عن اليهود والنصارى، وهو من المسلمات في هذا الدين، بحيث ما كنا نتوقع أن يأتي يوم نحتاج فيه إلى التدليل عليه، وذلك للتسيب الفكري والفوضى العقدية التي تولى كبرها الترابي وغيره في هذا العصر، في السودان خاصة، فقد شرع في نقض عرى الإسلام عروة عروة، بدءاً بالحكم، حيث سن دستوراً مضاهياً لشرع الله، وانتهاء بإنكار كثير من المسلمات والمعلومات من الدين ضرورة، مما جرأ الكفار من الشيوعيين والنصارى ومن شاكلهم أن يستغلوا كفرياته هذه أبشع استغلال، مما حدى بهذا الكاتب النصراني أن يزعم أن النصارى الحاليين ليسوا كفاراً.
    ã
    وبادئ ذي بدء لابد من التنبيه على الآتي:
    أولاً: أن الإكفار ملك لله عز وجل ولرسوله، فمن أكفره الله ورسوله فقد كفر، وما العلماء إلا موقعين عنهما ومبينين لحكمهما.
    ثانياً: من نواقض الإسلام المعلومة أن من لم يكفر الكفار، نحو الشيوعيين، واليهود، والنصارى، والهندوس، والبوذيين، والوثنيين، وأشباههم، أوشك في كفرهم، أوصحح معتقدهم فقد كفر.
    ثالثاً: من المصائب العظام التشكيك في الثوابت والمسلمات.
    رابعاً: هذا الجرم العظيم مسؤول عنه في السودان خاصة الترابي، وبعض الوراقين والصحفيين، فعليهم من الله ما يستحقون.
    خامساً: من أوجب واجبات ولاة الأمر من العلماء والحكام الذب والدفع عن هذا الدين، والنصح للمسلمين، ولا يحل لهم تأخير البيان عن وقت الحاجة.
    ã
    الأدلة على كفر اليهود والنصارى
    كفر اليهود والنصارى ثابت بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة، وهو معلوم من الدين ضرورة.
    ã
    فمن الكتاب
    1. قوله تعالى: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ".

    2. وقوله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".
    3. قوله تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ باللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ".
    4. وقوله: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
    5. وقوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
    6. وقوله: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ".
    7. وقوله: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
    8. وقوله: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ".
    ã
    من السنة
    1. خرج مسلم في صحيحه بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار".
    قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: (قوله: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة"، أي ممن هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم يجب عليه الدخول في طاعته، وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهاً على من سواهما، وذلك أن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاباً فغيرهم ممن لا كتاب له أولى، والله أعلم).
    2. وخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، يفيض المال حتى لا يقبله أحد".
    هذا الحديث أثبت نزول عيسى عليه السلام رغم أنف المنكرين لنزوله، وأثبت كفر النصارى وقتال عيسى لهم، وكسره للصليب، وقتله للخنزير، وعدم قبوله للجزية.
    3. عمل عيسى عليه السلام بشرع محمد صلى الله عليه وسلم دليل على نسخ شريعته بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
    عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: صلِّ لنا؛ فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء".
    4. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده، لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً".
    5. وفي رواية: "لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا أن يتبعاني".
    ã
    الإجماع
    لهذه الأدلة وغيرها كثير أجمعت الأمة على كفر اليهود والنصارى، وعلى كفر من لم يكفرهم أوشك في كفرهم أوصحح مذهبهم، وقد نقل الإجماع في ذلك عدد من أهل العلم.
    ولم يرفع الكفر عن اليهود والنصارى إلا المنسلخون من الإسلام.
    ã
    شبه ودحضها
    أثار هذا الكاتب شبهاً في محاولة رفع الكفر عن النصارى، كما فعل إخوانه من المنسلخين عن الإسلام، لابد من دحضها حتى لا يتأثر بها السذج والمفتونون، وإلا فهي مدفوعة بغير دفع، وباطلة من غير رد.
    1. وطء الرسول صلى الله عليه وسلم لجاريته مارية القبطية رضي الله عنها
    حيث قال: (لو كانت مارية القبطية كافرة أومشركة فما كان للنبي –صلى الله عليه وسلم –أن يتزوجها، تطبيقاً لما جاء في سورة البقرة آية [221] والتي تقول: "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ").
    لم تكن مارية رضي الله عنها عندما وطئها رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرة أومشركة، ولكنها كانت حنيفية مسلمة صحابية.
    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (قال الواقدي: حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب بمارية القبطية، وكانت بيضاء جعدة جميلة، فانزلها وأختها على أم سليم بنت ملحان، فدخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمتا هناك، فوطئ مارية بالملك، وحولها إلى مال له بالعالية، كان من أموال بني النضير.. فكان يأتيها هناك، وكانت حسنة الدين، ووهب أختها شيرين لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن، وولدت مارية لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً سماه إبراهيم.
    إلى أن قال الواقدي: ماتت مارية في المحرم 15هـ، فصلى عليها عمر، ودفنها بالبقيع).
    ولهذا ترجم لها ابن عبد البر في الصحابيات، وقال: (توفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب، وذلك في المحرم سنة ستة عشرة، وكان عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع).
    ã
    2. إباحة الإسلام للمسلم عند الضرورة أن يتزوج الكتابية
    حيث زعم: (إن الإسلام حرم على المسلمين أن يتزوجوا بالمشركات.. في حين أنه ساوى بين المرأة المسيحية والمرأة المسلمة في هذا).
    نقول في دحض هذه الشبهة ما يأتي:
    أن حل زواج المسلم بالكتابية هو شبيه بحل أكل المضطر للميتة، بل هذا أخس منه.
    ومع ذلك لا يحل إلا بشروط، هي:
    *أ. أن تكون ذمية تعيش بين ظهراني المسلمين، أما في دار الكفر فلا يحل نكاحها قط، للمفاسد العديدة المترتبة على ذلك.
    *ب. أن يخشى الوقوع في الزنا.
    *ج. أن يرجو إسلامها.
    *د. أن لا تكون زانية.
    لم يتزوج من الصحابة كتابية ذمية إلا حذيفة –يهودية –وكان عمر يأمره بطلاقها إلى أن طلقها، وعثمان رضي الله عنه –نصرانية –ولكنها أسلمت قبل أن يدخل عليها.
    وكان عمر يكره نكاح الذميات، وكان ابنه عبد الله يحرم ذلك، ويقول: "لا أعلم شركاً أكبر من أن تقول إن ربها عيسى!".
    يقول الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله معلقاً على قول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ": "والظاهر من الآية أن المراد بالمحصنات العفيفات عن الزنا":
    (وأكثر النساء من تيك الأمم التي تنتسب إلى اليهودية والمسيحية ليس فيهن عفيفات، بل لقد صرن لا يعرفن البكارة، ولا يحرصن عليها، يعاشرن الأخدان دون حياء ولا حرص على عرض، أبحن من أنفسهن لأخدانهن وأحبابهن كل شيء، لا تتزوج امرأة منهن رجلاً إلا بعد أن تعرفه معرفة تامة، ومعرفة داخلية في كل شيء، وبعد أن تكون تقلبت بين أيدي الرجال، إلا النادر الذي لا يؤبه له، ولا حكم له).
    ã
    8
    وقد بين أهل التفسير أن هذه الآيات نزلت في نصارى نجران، وقيل في نصارى جاءوا من الحبشة وأسلموا على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قال السعدي رحمه الله: (وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم، وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام، ويتبين له بطلان ما كانوا عليه).
    وقال ابن جُزَيّ: (هي في النجاشي، وفي الوفد الذين بعثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبعون رجلاً، فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فبكوا.. وقال السهيلي: نزلت في وفد نجران، وكانوا نصارى عشرين رجلاً، فلما سمعوا القرآن بكوا).
    ولله در الجصاص حيث قال في "أحكام القرآن له": (ومن الجهال من يظن أن في هذه الآية مدحاً للنصارى، وإخبار أنهم خير من اليهود، وليس ذلك كذلك، لأن ما في الآية من ذلك إنما هي صفة قوم قد آمنوا بالله وبالرسول، يدل عليه ما ذكر في نسق التلاوة من إخبارهم عن أنفسهم بالإيمان بالله والرسول، ومعلوم عند كل ذي فطنة صحيحة أمعن النظر في مقالتي هاتين الطائفتين أن مقالة النصارى أقبح، وأشد استحالة، وأظهر فساداً من مقالة اليهود، لأن اليهود تقر بالتوحيد في الجملة، وإن كان فيها مشبهة تنقض ما اعتقدته في الجملة من التوحيد بالتشبيه).
    ã
    4. ومن الشبه كذلك التي رفعها هذا القبطي محاولاً رفع الكفر عن النصارى قوله تعالى: "لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ.."2
    سبب نزول هذه الآيات الكريمات إيمان بعض اليهود أمثال عبد الله بن سلام وغيره، كما قـال ابن عباس: (لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من اليهود معهم، قال الكفار من أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم، فأنزل الله سبحانه وتعالى في ذلك: "لَيْسُواْ سَوَاء..").
    ã
    5. ومن الشبه التي أثارها هذا النصراني كذلك قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"4، حيث زعم أن الله سوى بين هؤلاء في الأجر والمغفرة (!!!)، تعالى الله عن ذلك علواً عظيماً
    هذا كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فكل من آمن بنبيه قبل نسخ شرعته فله هذا الأجر والثواب والمغفرة، أما بعد أن نسخت الشرائع بشرع محمد صلى الله عليه وسلم فكل من لم يؤمن به ويتبعه فهو كافر.
    أما الصابئون فقد اختلف فيهم، فقيل: هم فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور، وقيل الصابئون أهل دين من الأديان.
    ã
    6. ومن الشبه كذلك حصره للكفر في المعنى اللغوي كما قال الترابي وأسلافه من أهل الأهواء، بمعنى ستر وغطى، وزعم أن النصارى يؤمنون بالله
    لا شك أن الإله والرب الذي تعبده النصارى ليس هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولو فرضنا جدلاً أنهم يؤمنون بالله الواحد الأحد، فهم كفار طالما أنهم لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
    هذه الشبه التي رفعها هذا القبطي لصحة دين النصارى سببها أولاً الجهل بشرع الله، ثم التقليد الأعمى والتعصب المقيت للموروث عندهم، ثم الأخذ بظواهر النصوص وبالمتشابه، وهذا هو شأنهم وشأن غيرهم من الملل الكافرة والفرق المبتدعة، فما من ملة ولا فرقة منحرفة إلا وتجتهد أن تستدل لباطلها من ظواهر القرآن ومتشابهه.
    ولهذا قال الشاطبي رحمه الله: (ولذلك لا تجد من الفرق الضالة ولا أحداً من المختلفين في الأحكام، لا الفروعية ولا الأصولية، يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر الأدلة، وقد مر من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفي كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمر في "درة الغواص" للحريري وأشباهها، بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن، ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
    فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به، فهو أحرى بالصواب، وأقوم في العلم والعمل).
    ã
    7. زعمه أن قوله تعالى: "وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا"، ساوى بين الصوامع والبيع الخاصة بعبادة النصارى والمساجد الخاصة بعبادة المسلمين
    لقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الشبهة من قبل قائلاً:
    (وأما قوله: "يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا"، فإنما ذكره عقب ذكر المساجد، والمساجد للمسلمين، وليس المراد بها كنائس النصارى، فإنما هي البيع، ثم قوله: "يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا" إما أن يكون مختصاً بالمساجد، فلا يكون في ذلك إخبار بأن اسم الله يذكر كثيراً في الصوامع، وإما أن يكون ذكر اسم الله في الجميع، فلا ريب أن الصوامع والبيع قبل بعثة محمد كان فيها من يتبع دين المسيح الذي لم يبدل، ويذكر فيها اسم الله كثيراً).
    ã
    نقض قبطي للنصرانية
    أفحم رد وأشد دفع للشبه التي أثارها القبطي رمسيس، ما قاله أحد إخوانه الأقباط في الماضي، مبيناً تناقض العقيدة النصرانية وفسادها، وأنه لا يوجد سبب لتعلق أتباعها بها إلا التعصب والتقليد الأعمى، وليعلم الجميع أن تناقض وفساد عقيدة النصارى مما لا يختلف فيه بعض أتباعها المحقين المنصفين.
    قال الإمام الشاطبي رحمه الله: (وحكى المسعودي أنه كان في أعلى صعيد مصر رجل من القبط، ممن يظهر دين النصرانية، وكان يشار إليه بالعلم والفهم، فبلغ خبرُه أحمد بن طولون، فاستحضره وسأله عن أشياء كثيرة، من جملتها أنه أمر في بعض الأيام وقد أحضر مجلسه بعض أهل النظر ليسأله عن دليل صحة دين النصرانية، فسألوه عن ذلك، فقال:
    دليلي على صحتها وجودي إياها متناقضة، متنافية، تدفعها العقول، وتنفر منها النفوس، لتباينها وتضادها، لا نظر يقويها، ولا جدل يصححها، ولا برهان يعضدها من العقل والحس عند أهل التأمل فيها، والفحص عنها، ورأيت مع ذلك أمماً كثيرة، وملوكاً عظيمة ذوي معرفة، وحسن سياسة، وعقول راجحة، قد انقادوا إليها، وتدينوا بها، مع ما ذكرت من تناقضها في العقل، فعلمت أنهم لم يقبلوها ولا تدينوا بها إلا بدلائل شاهدوها، وآيات ومعجزات عرفوها، أوجبت انقيادهم إليها.
    فقال له السائل: وما التضاد الذي فيها؟
    فقال: وهل يُدرك ذلك أوتعلم غايته؟ منها قولهم:
    1. بأن الثلاثة واحد، وأن الواحد ثلاثة.
    2. ووصفهم للأقانيم والجوهر وهو الثالوثي، وهل الأقانيم في نفسها قادرة عالمة أم لا؟
    3. وفي اتحاد ربهم القديم بالإنسان المحدث، وما جرى في ولادته، وصلبه، وقتله، وهل في التشنيع أكبر وأفحش وأخس من إله صلب وبصق في وجهه؟ ووضع على رأسه إكليل الشوك؟ وضرب رأسه بالقضيب؟ وسمرت قدماه، ونخس بالأسنة والخشب جانباه؟ وطلب الماء فسقي الخل من بطيخ الحنظل؟
    فأمسكوا عن مناظرته، لما قد أعطاهم من تناقض مذهبه وفساده).
    ã
    النصارى اليوم أكثر ضلالاً وأشد عداوة للمسلمين
    لا شك أن ضلال النصارى وفساد عقائدهم يفوق ما عليه اليهود، وكذلك عداوتهم اليوم للإسلام والمسلمين لا تدانيها عداوة، ولا أدل على ذلك من الحلف الشيطاني اليهودي الكنسي، ومن الحرب الصليبية الشاملة التي تقودها أمريكا وأذنابها.
    هذا بجانب أنهم أصبحوا أداة طيعة لكل ما يريده اليهود، بعد سيطرتهم التامة ونفوذهم الكامل على الكنائس، والمال، والإعلام، ووسائل التجسس، وكل المنظمات العالمية.
    ã
    أقوال بعض أئمة الدين في فساد عقيدة النصارى وضلالهم
    قال عمر رضي الله عنه: "لقد سبت النصارى اللهَ سباً لم يسبه أحد لا قبلهم ولا بعدهم، إذ نسبوا إليه الصاحبة والولد".
    وقال أبو الطيب بن الباقلاني لأحد الرهبان، وقد سافر إلى قبرص لمناظرتهم: كيف حال الزوجة والأولاد؟ فقال له الراهب: أما تعلم أن الراهب منزه عن الزوجة والأولاد؟ فقال له ابن الباقلاني: سبحان الله، تنزهون الراهب عن الصاحبة والولد، ولا تنزهون الخالق! فبهت الذي كفر.
    فأي نحلة أضل من نحلة تنزه الراهب أكثر من تنزيهها لربها وخالقها؟
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن الذي يدين به المسلمون من أن محمداً بعث رسولاً إلى الثقلين الإنس والجن، أهل الكتاب وغيرهم، وأن من لم يؤمن به فهو كافر مستحق لعذاب الله، مستحق للجهاد، وهو مما أجمع أهل الإيمان بالله ورسوله عليه.
    إلى أن قال:
    ولهذا كان كفر النصارى لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم مثل كفر اليهود لما بعث المسيح عليه السلام).
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: (ما بأيدي النصارى من الدين باطله أضعاف حقه.. وحقه منسوخ).
    وقال واصفاً النصارى بعد وصفه لليهود: (والصنف الثاني "المثلثة"، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شيء، بل قالوا فيه ما "تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، فقل ما شئتَ في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته، والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن.
    فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الله ارزقينا، واغفري لنا، وارحمينا!
    فدينهم شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله القس، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم، وينجيهم من عذاب السعير).
    وقال الشيخ محمد بن محمد الطيب المالكي المتوفى 1191هـ، في مناظرته وقد أسرته النصارى بجزيرة قبرص: (بالله عليك، أعيسى كان يعبد الصليب؟ قال: لا، وإنما ظهر الصليب بعد قتله –على زعمهم –ونحن نعبد شبه الإله؛ فقلت له: بالله عليك ألله شبيه؟ قال: لا؛ فقلت له: يجب عليكم حرق هذه الصلبان بالزفت والقطران؛ فاستشاط غيظاً، وقال لي: كنت أوقعك في المهالك، وأجعلك عبرة، لكن الله أمرنا بحب الأعداء؛ فقلت له: لكن الله أمرنا ببغض الأعداء؛ فقال لي: إذاً شريعتنا كاملة؛ فقلت له على طريقة الاستهزاء: شريعتكم كاملة تعبد الصلبان، وشريعتنا لأنها تعبد الله وحده لا شريك له؛ فاشتد غضبه حتى كان أن يبطش بي، ولكن الله سلم).
    وفي الختام أحب أن أبشر هذا القبطي الداعي إلى النصرانية، الزاعم أن النصارى غير كفار، بأن كفره وأمثاله ممن عرفوا الإسلام وسمعوا به أشد من كفر غيرهم، لمعاشرتهم للمسلمين.
    وأنه ليس بينهم وبين النار إلا خروج الروح، فعليهم أن يراجعوا أمرهم، وأن يسلموا قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، ويُحال بينهم وبين ما يشتهون، وإن دعاهم الحال إلى أن يكتموا إيمانهم لتعصب قومهم فعلوا.
    الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به عبَّاد الصليب وغيرهم، وشرفنا بالانتساب للإسلام، وجعلنا من ملة خير الأنام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم الرسل الأمين، وعلى آله، وصحبه، والتابعين.

    سياتى يوما لن اكون بينكم بل اكون فى التراب بالله عليكم لاتنسوا العبد الفقير من الدعاء
يعمل...
X