لكي لا نهدر قطرة ماء
اللون الأصفر في صور الأقمار الصناعيَّة، بطبيعة الحال هو لون الصحاري، ووجوده دليلٌ على الجفاف وندرة الأمطار، والمصادر الطبيعية الأخرى؛ كالبحيرات العذبة والأنهار. يلاحظ المطالع لصورة الكرة الأرضية من الفضاء أعظم مساحة منه على الخريطة (كما في خريطة جوجل إيرث)، وطغيانه على الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا، امتدادًا من الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقًا، حتى المحيط الأطلسي غربًا، وبعمق كبير جدًّا يوازي عمق جزيرة العرب من حدودها الشمالية حتى أبعد نقطة في الجنوب على الساحل اليمني، باستثناء بعض البقع الخضراء هنا وهناك؛ كما في دلتا النيل والسواحل الشمالية لدول المغرب العربي، وتبدأ الصورة بالاخضرار كلّما اتجهت جنوبًا في القارَّة الإفريقية؛ ابتداء من مناطق جنوب السودان التي سلخت من الوطن العربي قبل بضع سنين، أمّا باقي اليابس من بقاع الأرض فيَكسوه الخضار بنسب متفاوتة ما عدا الصحاري في أستراليا، وأواسط القارة الأسيوية، والمنطقة الجنوبية من القارة الإفريقية، وأخرى محدودة في القارتين الأميركيتين، ولكن حال هذه الصَّحاري من الجفاف أقل سوءًا مما في منطقتنا العربية في الصحراء الكبرى شمال إفريقيا؛ أكبر صحراء على وجه الأرض، وصحاري الجزيرة العربية، أمَّا المناطق البيضاء في الصورة فتلك التي يكسوها الجليد كما في القطبين وسيبيريا وجزيرة جرينلاند؛ أكبر جزر العالم، إضافة إلى اللون الأزرق للبحار والمحيطات والبحيرات. إذًا، فهذا هو حال معظم منطقتنا العربية التي يهيمن المشهد الصحراوي على معظم أجزائها؛ حيث تشحُّ مصادر المياه الطبيعية وعلى رأسها الأمطار التي تقلُّ نسب تساقطاتها السنوية بشكلٍ كبير مقارنة بمثيلاتها في معظم ما تبقى من مناطق العالم، إضافة لانحسارها ضمن موسم واحد قصير نسبيًّا وعدم انتظامها؛ ولذلك تعدُّ البلاد العربية من الدول الفقيرة مائيًّا، وبعضها على قائمة أفقر دول العالم على الإطلاق؛ ولهذا فإنَّ توفير ما يكفي من المياه العذبة للسكان هو أحد أهم هواجس البلدان العربية، خصوصًا مع تفاقم هذه المشكلة عامًا بعد آخر، مع ارتفاع عدد السكَّان والطلب المتنامي على ماء الشرب ومياه ري المزروعات. لهذا السبب، فإنَّ المطر ضيف عزيز ومرحب به دائمًا في كلِّ منطقتنا العربية مهما طال بقاؤه، وحتى إن تسبَّبتْ غزارته أحيانًا ببعض المشاكل، ولقد تعوَّدنا على ذلك منذ الصغر، وأصبح حُب المطر وارتباطه بالخير والبركة جزءًا أصيلًا من ثقافتنا، والواجب على كلِّ فرد منا أن يقدِّر دائمًا نعمة وجود الماء في بيته ويحفظها بعدم الإسراف في استهلاكها، ويعمل على إصلاح أي تسرُّب فور حدوثه، ويعوِّد أبناءه منذ الصِّغر على الترشيد في استهلاك المياه. فما أروع أن تستفيق فجرًا على وَميض يشتعل من خلف الزجاج، فتفتح نافذتك لترى البرق يخط تعرُّجات من نور ساطِع يرسمها على صفحة سماء داكنة بسحب تنوء بما تحمله من عطاء، ثم لا يلبث أن يطرب أسماعك هدير مدَوٍّ يشقُّ أجناب الفضاء ويزلزل الأرجاء معلنًا قرب هطول غيث تشتاق إليه الأرض؛ لتهتزَّ وتربو، وتنبت ممَّا في داخلها من كل صنف ولون يبث في النفس بهجة وانشراحًا. يا لها من أجواء رائعة وطقس جميل ونسائم عليلة، تأسر القلبَ بعد كلِّ عطاء تجود علينا به السماء، نسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن تطول أيامنا المطيرة كلَّ عام، بدأ من عامنا هذا وفي قادم الأعوام.
اللون الأصفر في صور الأقمار الصناعيَّة، بطبيعة الحال هو لون الصحاري، ووجوده دليلٌ على الجفاف وندرة الأمطار، والمصادر الطبيعية الأخرى؛ كالبحيرات العذبة والأنهار. يلاحظ المطالع لصورة الكرة الأرضية من الفضاء أعظم مساحة منه على الخريطة (كما في خريطة جوجل إيرث)، وطغيانه على الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا، امتدادًا من الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقًا، حتى المحيط الأطلسي غربًا، وبعمق كبير جدًّا يوازي عمق جزيرة العرب من حدودها الشمالية حتى أبعد نقطة في الجنوب على الساحل اليمني، باستثناء بعض البقع الخضراء هنا وهناك؛ كما في دلتا النيل والسواحل الشمالية لدول المغرب العربي، وتبدأ الصورة بالاخضرار كلّما اتجهت جنوبًا في القارَّة الإفريقية؛ ابتداء من مناطق جنوب السودان التي سلخت من الوطن العربي قبل بضع سنين، أمّا باقي اليابس من بقاع الأرض فيَكسوه الخضار بنسب متفاوتة ما عدا الصحاري في أستراليا، وأواسط القارة الأسيوية، والمنطقة الجنوبية من القارة الإفريقية، وأخرى محدودة في القارتين الأميركيتين، ولكن حال هذه الصَّحاري من الجفاف أقل سوءًا مما في منطقتنا العربية في الصحراء الكبرى شمال إفريقيا؛ أكبر صحراء على وجه الأرض، وصحاري الجزيرة العربية، أمَّا المناطق البيضاء في الصورة فتلك التي يكسوها الجليد كما في القطبين وسيبيريا وجزيرة جرينلاند؛ أكبر جزر العالم، إضافة إلى اللون الأزرق للبحار والمحيطات والبحيرات. إذًا، فهذا هو حال معظم منطقتنا العربية التي يهيمن المشهد الصحراوي على معظم أجزائها؛ حيث تشحُّ مصادر المياه الطبيعية وعلى رأسها الأمطار التي تقلُّ نسب تساقطاتها السنوية بشكلٍ كبير مقارنة بمثيلاتها في معظم ما تبقى من مناطق العالم، إضافة لانحسارها ضمن موسم واحد قصير نسبيًّا وعدم انتظامها؛ ولذلك تعدُّ البلاد العربية من الدول الفقيرة مائيًّا، وبعضها على قائمة أفقر دول العالم على الإطلاق؛ ولهذا فإنَّ توفير ما يكفي من المياه العذبة للسكان هو أحد أهم هواجس البلدان العربية، خصوصًا مع تفاقم هذه المشكلة عامًا بعد آخر، مع ارتفاع عدد السكَّان والطلب المتنامي على ماء الشرب ومياه ري المزروعات. لهذا السبب، فإنَّ المطر ضيف عزيز ومرحب به دائمًا في كلِّ منطقتنا العربية مهما طال بقاؤه، وحتى إن تسبَّبتْ غزارته أحيانًا ببعض المشاكل، ولقد تعوَّدنا على ذلك منذ الصغر، وأصبح حُب المطر وارتباطه بالخير والبركة جزءًا أصيلًا من ثقافتنا، والواجب على كلِّ فرد منا أن يقدِّر دائمًا نعمة وجود الماء في بيته ويحفظها بعدم الإسراف في استهلاكها، ويعمل على إصلاح أي تسرُّب فور حدوثه، ويعوِّد أبناءه منذ الصِّغر على الترشيد في استهلاك المياه. فما أروع أن تستفيق فجرًا على وَميض يشتعل من خلف الزجاج، فتفتح نافذتك لترى البرق يخط تعرُّجات من نور ساطِع يرسمها على صفحة سماء داكنة بسحب تنوء بما تحمله من عطاء، ثم لا يلبث أن يطرب أسماعك هدير مدَوٍّ يشقُّ أجناب الفضاء ويزلزل الأرجاء معلنًا قرب هطول غيث تشتاق إليه الأرض؛ لتهتزَّ وتربو، وتنبت ممَّا في داخلها من كل صنف ولون يبث في النفس بهجة وانشراحًا. يا لها من أجواء رائعة وطقس جميل ونسائم عليلة، تأسر القلبَ بعد كلِّ عطاء تجود علينا به السماء، نسأل الله الكريم ربَّ العرش العظيم أن تطول أيامنا المطيرة كلَّ عام، بدأ من عامنا هذا وفي قادم الأعوام.
تعليق