الفضائيات وخطرها على الناشئة والمجتمع
المسؤولية في الإسلام فردية وتضامنية، ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" الحديث عم ثم خص: "والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده"، ثم عم: "وكلكم مسؤول عن رعيته".
لهذا فقد وصى الله الآباء بالأبناء قائلاً: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".
وأوجب على الأمة الأمر، والنهي، والمناصحة، وجعلها صمام الأمان لها، وجعل خيريتها مرتبطة بذلك: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللهِ"، وأمر بالذكرى، ونهى عن الغفلة.
لهذا كان السلف الصالح يعنون أول ما يعنون بتنشئة أبنائهم وتقويم سلوكهم، فإذا أدرك الطفل ألحق بالكتاتيب ليلقن القرآن الكريم، ثم الحديث، ويقدم له من المتون في فنون الشريعة واللغة، ثم بعد ذلك يلتحق بحلقات العلماء في المساجد.
كان هذا هو الحال إلى أن تسلط الكفار على ديار الإسلام، وعملوا على استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير،حيث أنشئت المدارس والجامعات على غرار ما عند الكفار، حيث العناية بالعلوم المدنية، وأغفلت العلوم الشرعية والعربية.
وعندما انتبه البعض لخطورة ذلك، وأنشأوا مدارس ومعاهد أهلية وخاصة، ليعوضوا بها هذا النقص، ويسدوا بها هذا الخلل، ما فتئ أعداء الإسلام يضغطون على الحكام حتى أغلقت جميع مما بقي من هذه المدارس والمعاهد في كل من باكستان والسعودية، بحجة أنها كانت محاضن لتفريغ الإرهابيين كما يزعمون.
وليت الكفار وقفوا عند هذا الحد، بل تعدوه إلى حذف وشطب كل الآيات والأحاديث والآثار التي لها تعلق من قريب أوبعيد بعقيدة الولاء والبراء، أوالتي تبين كفر اليهود والنصارى، أوالتي تنهى عن تقليدهم والتشبه بهم.
محاضن التغريب هذه والمسخ أتت أكلها، وقامت بدورها، حيث خرجت أجيالاً ممسوخين لا يعرفون من القرآن إلا رسمه، ولامن الإسلام إلا اسمه، هم الذين أسند الكفار الأمر إليهم عند خروجهم، ومنحهم تلك البلاد الاستقلال الاسمي، حيث عادوا وواصلوا استعمارها عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، التي توجت بالمرئية متمثلة في التلفاز والفضائيات "الاستعمار الإلكتروني".
لقد صدق الكاتب فهمي هويدي حين قال: (خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956م، ولكنه رجع إليها عام 1989م، لم يرجع إلى الأسواق ولكنه رجع ليشاركنا السكن في بيوتنا، والخلوة في غرفنا، والمبيت في أسرة نومنا، رجع ليقضي على الدين، واللغة، والأخلاق، كان يقيم بيننا بالكره، ولكنه رجع لنستقبله بالحب والترحاب، كنا ننظر إليه فنمقته، أما الآن فنتلذذ بمشاهدته والجلوس معه، إنه الاستعمار الجديد، لا كاستعمار الأرض، وإنما استعمار القلوب، إن الخطر يهدد الشباب، والشابات، والكهول، والعفيفات، والآباء، والأمهات.
إلى أن قال: إن الفرنسيين غادروا تونس عام 1956م وعادوا عام 1989م ليقتحموا كل بيت، وقرروا أن يقضوا داخله 20 ساعة كل يوم، يمارسون تأثيرهم على اللغة، والأخلاق، والفكر، والوعي عند الصغار، والكبار، والنساء، والرجال، والشباب، والفتيات، وإن كان الخطر الأكبر يهدد الجيل كله).
من العجيب الغريب أن يشعر الكفار في فرنسا، واليونان، وكندا، وغيرها من الدول الكافرة بخطورة الغزو الثقافي الأمريكي عليهم، المتمثل في البث المباشر على دولهم، ولا يشعر المسلمون بذلك على الرغم من أنهم هم المستهدفون؟!
إن خطر هذه الفضائيات على الإسلام عقيدة وسلوكاً وأخلاقاً، وعلى المسلمين ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم.
فالخطر عام ولكنه يشتد على الناشئة والصغار، ويظهر ذلك جلياً في الآتي:
1. الفساد العقدي، بالتشكيك في كثير من المسلمات والثوابت.
2. الفساد الأخلاقي، بتزيين الرذيلة وإشاعتها في الذين آمنوا، وإشانة الفضيلة، وقتل الحياء، والعفة، والغيرة.
3. كسر الحاجز النفسي بين المسلمين والكفار، وزعزعة عقيدة الولاء والبراء التي إذا فقدها المسلم فقد كل شيء.
4. ضياع أفضل فترات العمر –فترة الشباب –في أفلام الكرتون المدبلجة، وفي الألعاب، بدلاً من استغلال ذلك فيما ينفعه في دينه ودنياه.
في دراسة أجريت تحت إشراف مكتب التربية العربي لدول الخليج 1402هـ جاء فيها أن عدد الفاقد التربوي ما بين سن 6 –14 خارج البيت يصل إلى 33% من أطفال البلاد العربية، ويصل إلى 75% في الشباب ما بين 15 –17، و20% في الشباب ما بين 18 -24.
وأن قطاعاً من الطلاب قد أمضى أمام التلفزيون في مرحلة الثانوية العامة (15000) ساعة، بينما أمضى في حجرات الدراسة (10800) ساعة.
5. الاهتمام بسفاسف الأمور وتوافهها، نحو الاهتمام بالأغاني، ومشاهدة المسلسلات، والمباريات سيما المشاركة في كأس العالم.
6. الأضرار الصحية الناتجة من الجلوس أمام هذه الأجهزة بالساعات الطوال على البصر والظهر، هل تعلم (أن الضوء الذي يوجهه التلفاز إلى عيوننا إنما توجهه من وراء الشاشة مدافع توليد "أشعة كاثود" بقوة 25000 فولت في الجهاز الملون، وبقوة 15000 فولت في الجهاز الأبيض والأسود... إن مصدر الأشعة السينية المنبعثة من شاشة التلفاز تعتبر مصدر خطر على صحة الإنسان).
7. الآثار السالبة على التحصيل العلمي.
8. التعود على السهر، الذي يؤثر على أداء صلاة الصبح في وقتها، وإلى قلب الليل نهاراً والنهار ليلاً عكس ما شرعه لنا ربنا: "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا".
9. العمل على انتشار الجريمة وسط الشباب والمراهقين، ففي دراسة لسلبيات التلفزيون العربي ذكر أحد الباحثين: (أن 41 % ممن أجري عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة، و47 % يرون أنه يؤدي إلى النصب والاحتيال).
10. العمل على تفكيك الأسرة المسلمة كما تفككت الأسرة عند الكفار.
11. الدعوة إلى النصرانية، حيث توجد شبكات لبرامج نصرانية يشرف عليها مجلس الكنائس العالمي.
هذا قليل من كثير، وغيض من فيض من أضرار الفضائيات الموجهة لإخراج المسلمين من دينهم، ولإشاعة الفاحشة بينهم، فعلى ولاة الأمر من الحكام، والعلماء، وأولياء البيوت أن ينتبهوا لهذا الخطر، ويعملوا على صده، ويحصنوا الناشئة من سلبياته الكثيرة.
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا، وأن يكف عنا شر أعدائنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المسؤولية في الإسلام فردية وتضامنية، ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" الحديث عم ثم خص: "والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده"، ثم عم: "وكلكم مسؤول عن رعيته".
لهذا فقد وصى الله الآباء بالأبناء قائلاً: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".
وأوجب على الأمة الأمر، والنهي، والمناصحة، وجعلها صمام الأمان لها، وجعل خيريتها مرتبطة بذلك: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللهِ"، وأمر بالذكرى، ونهى عن الغفلة.
لهذا كان السلف الصالح يعنون أول ما يعنون بتنشئة أبنائهم وتقويم سلوكهم، فإذا أدرك الطفل ألحق بالكتاتيب ليلقن القرآن الكريم، ثم الحديث، ويقدم له من المتون في فنون الشريعة واللغة، ثم بعد ذلك يلتحق بحلقات العلماء في المساجد.
كان هذا هو الحال إلى أن تسلط الكفار على ديار الإسلام، وعملوا على استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير،حيث أنشئت المدارس والجامعات على غرار ما عند الكفار، حيث العناية بالعلوم المدنية، وأغفلت العلوم الشرعية والعربية.
وعندما انتبه البعض لخطورة ذلك، وأنشأوا مدارس ومعاهد أهلية وخاصة، ليعوضوا بها هذا النقص، ويسدوا بها هذا الخلل، ما فتئ أعداء الإسلام يضغطون على الحكام حتى أغلقت جميع مما بقي من هذه المدارس والمعاهد في كل من باكستان والسعودية، بحجة أنها كانت محاضن لتفريغ الإرهابيين كما يزعمون.
وليت الكفار وقفوا عند هذا الحد، بل تعدوه إلى حذف وشطب كل الآيات والأحاديث والآثار التي لها تعلق من قريب أوبعيد بعقيدة الولاء والبراء، أوالتي تبين كفر اليهود والنصارى، أوالتي تنهى عن تقليدهم والتشبه بهم.
محاضن التغريب هذه والمسخ أتت أكلها، وقامت بدورها، حيث خرجت أجيالاً ممسوخين لا يعرفون من القرآن إلا رسمه، ولامن الإسلام إلا اسمه، هم الذين أسند الكفار الأمر إليهم عند خروجهم، ومنحهم تلك البلاد الاستقلال الاسمي، حيث عادوا وواصلوا استعمارها عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، التي توجت بالمرئية متمثلة في التلفاز والفضائيات "الاستعمار الإلكتروني".
لقد صدق الكاتب فهمي هويدي حين قال: (خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956م، ولكنه رجع إليها عام 1989م، لم يرجع إلى الأسواق ولكنه رجع ليشاركنا السكن في بيوتنا، والخلوة في غرفنا، والمبيت في أسرة نومنا، رجع ليقضي على الدين، واللغة، والأخلاق، كان يقيم بيننا بالكره، ولكنه رجع لنستقبله بالحب والترحاب، كنا ننظر إليه فنمقته، أما الآن فنتلذذ بمشاهدته والجلوس معه، إنه الاستعمار الجديد، لا كاستعمار الأرض، وإنما استعمار القلوب، إن الخطر يهدد الشباب، والشابات، والكهول، والعفيفات، والآباء، والأمهات.
إلى أن قال: إن الفرنسيين غادروا تونس عام 1956م وعادوا عام 1989م ليقتحموا كل بيت، وقرروا أن يقضوا داخله 20 ساعة كل يوم، يمارسون تأثيرهم على اللغة، والأخلاق، والفكر، والوعي عند الصغار، والكبار، والنساء، والرجال، والشباب، والفتيات، وإن كان الخطر الأكبر يهدد الجيل كله).
من العجيب الغريب أن يشعر الكفار في فرنسا، واليونان، وكندا، وغيرها من الدول الكافرة بخطورة الغزو الثقافي الأمريكي عليهم، المتمثل في البث المباشر على دولهم، ولا يشعر المسلمون بذلك على الرغم من أنهم هم المستهدفون؟!
إن خطر هذه الفضائيات على الإسلام عقيدة وسلوكاً وأخلاقاً، وعلى المسلمين ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم.
فالخطر عام ولكنه يشتد على الناشئة والصغار، ويظهر ذلك جلياً في الآتي:
1. الفساد العقدي، بالتشكيك في كثير من المسلمات والثوابت.
2. الفساد الأخلاقي، بتزيين الرذيلة وإشاعتها في الذين آمنوا، وإشانة الفضيلة، وقتل الحياء، والعفة، والغيرة.
3. كسر الحاجز النفسي بين المسلمين والكفار، وزعزعة عقيدة الولاء والبراء التي إذا فقدها المسلم فقد كل شيء.
4. ضياع أفضل فترات العمر –فترة الشباب –في أفلام الكرتون المدبلجة، وفي الألعاب، بدلاً من استغلال ذلك فيما ينفعه في دينه ودنياه.
في دراسة أجريت تحت إشراف مكتب التربية العربي لدول الخليج 1402هـ جاء فيها أن عدد الفاقد التربوي ما بين سن 6 –14 خارج البيت يصل إلى 33% من أطفال البلاد العربية، ويصل إلى 75% في الشباب ما بين 15 –17، و20% في الشباب ما بين 18 -24.
وأن قطاعاً من الطلاب قد أمضى أمام التلفزيون في مرحلة الثانوية العامة (15000) ساعة، بينما أمضى في حجرات الدراسة (10800) ساعة.
5. الاهتمام بسفاسف الأمور وتوافهها، نحو الاهتمام بالأغاني، ومشاهدة المسلسلات، والمباريات سيما المشاركة في كأس العالم.
6. الأضرار الصحية الناتجة من الجلوس أمام هذه الأجهزة بالساعات الطوال على البصر والظهر، هل تعلم (أن الضوء الذي يوجهه التلفاز إلى عيوننا إنما توجهه من وراء الشاشة مدافع توليد "أشعة كاثود" بقوة 25000 فولت في الجهاز الملون، وبقوة 15000 فولت في الجهاز الأبيض والأسود... إن مصدر الأشعة السينية المنبعثة من شاشة التلفاز تعتبر مصدر خطر على صحة الإنسان).
7. الآثار السالبة على التحصيل العلمي.
8. التعود على السهر، الذي يؤثر على أداء صلاة الصبح في وقتها، وإلى قلب الليل نهاراً والنهار ليلاً عكس ما شرعه لنا ربنا: "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا".
9. العمل على انتشار الجريمة وسط الشباب والمراهقين، ففي دراسة لسلبيات التلفزيون العربي ذكر أحد الباحثين: (أن 41 % ممن أجري عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة، و47 % يرون أنه يؤدي إلى النصب والاحتيال).
10. العمل على تفكيك الأسرة المسلمة كما تفككت الأسرة عند الكفار.
11. الدعوة إلى النصرانية، حيث توجد شبكات لبرامج نصرانية يشرف عليها مجلس الكنائس العالمي.
هذا قليل من كثير، وغيض من فيض من أضرار الفضائيات الموجهة لإخراج المسلمين من دينهم، ولإشاعة الفاحشة بينهم، فعلى ولاة الأمر من الحكام، والعلماء، وأولياء البيوت أن ينتبهوا لهذا الخطر، ويعملوا على صده، ويحصنوا الناشئة من سلبياته الكثيرة.
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا، وأن يكف عنا شر أعدائنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تعليق