وبينما أنا أمشي في الحي مررت بمسجد مفتوح، فقلت: لم لا أدخل لأصلي فيه ركعتين؟.
قال: فدخلت، فإذا في المسجد رجل قد استقبل القبلة، ورفع يديه يدعو ربه ويلح عليه في الدعاء، فعرفت من طريقته أنه مكروب.
قال: فانتظرت حتى فرغ الرجل من دعائه، فقلت له: رأيتك تدعو وتلح في الدعاء كأنك مكروب، فما خبرك؟ .
قال: علي دين أرقني وأقلقني، فقلت: كم هو؟ قال: أربعة آلاف.
قال: فأخرجت أربعة آلاف، وأعطيتها إياها، ففرح بها، وشكرني، ودعا لي.
ثم أخذت بطاقة فيها رقم هاتفي وعنوان مكتبي وقلت له: خذ هذه البطاقة، وإذا كان لك حاجة فلا تتردد في زيارتي أو الاتصال بي.
وظننت أنه سيفرح بهذا العرض، لكني فوجئت بجوابه، أتدرون ما كان جواب الرجل؟.
قال: لا أحتاج إلى هذه البطاقة، فكلما احتجت حاجة سأصلي لله، وأرفع يدي إليه، وأطلب منه حاجتي وسييسر الله قضاءها كما يسرها لي هذه المرة.
المصدر: كتاب " علمتني الحياة " .