السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضرائب الدعوة ... الإيذاء فى سبيل الله .. مصلحتك أولاً .. لذلك فأنا فعلينا بالتحلى بالصبر
ثقافة الصبر.. من لم يصبر فليلزم بيته
من أنواع الصبر: الصبر في دعوة الناس، وهو على نوعين:
- صبر على أذاهم.. وصبر على استجابتهم.
وأحسن الصبر وأعظمه أجرا ما تعرض له الإنسان اختيارا ورضا، دون ما وقع عليه من غير اختيار، ومثله أن يسلك طريق الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى، فيناله حينذاك من الأذى ما يناله، بسبب إعراض الناس أو بطئهم في الاستجابة، وبسبب أذاهم وصدهم.
فهذان النوعان من الأذى لازمان لكل من تصدى لدعوة الناس إلى سبيل الله تعالى، فعليه أن يوطن نفسه على ذلك، حتى لا يضجر من طول الطريق، وصعوبة الإصلاح، فإن عدم فهم هذا يتولد عنه الاستعجال للنتائج، وإذا لم تتحقق ربما وقع في أشياء تضره وتضر الدعوة، بل ربما خرج عن الاتباع إلى الابتداع، وصار وبالا على الإسلام وأهله، وارتكب أخطاء ونسبها إلى الإسلام، والإسلام منها بريء، كقتل من لا يستحق القتل، من المسلمين، ومن النساء والأطفال والشيوخ ومن ليس بمحارب من الكفار.
يقول الله تعالى: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين * وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}.
هذه الآيات تضمنت أصولا دعوية عدة، هي:
أولا: أن الداعية إلى الله تعالى يحزن إذا لم يلق استجابة..
{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون}، قال: يحزن. ولم يقل: يحنق، ويحقد.
وهذا أصل كبير من أصول الدعوة، فإن المبتغي صلاح الناس وهدايتهم، يفرح إذا استجابوا، ويحزن إذا أعرضوا، لأن دعوته قائمة على النصح لهم، والتجرد من حظوظ النفس، ومن كان هذا حاله فإنه يحزن إذا أعرضوا خوفا عليهم، وألماً أن يعصى الله تعالى، بخلاف الطالب حظ نفسه، فإنه إذا لم يجد استجابة حنق وحقد. وهذا أمر ينبغي على كل من تحمل هم هذا الدين أن يتنزه عنه، وأن يبحث في خاصة نفسه، فينظر هل عمله ودعوته لله تعالى، أم لحظ نفسه؟.
قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}، وقال: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}..
فحال الأنبياء أنهم كانوا يأسفون ويحزنون إذا لم يلقوا استجابة، وهذه حلية الداعية، فهو رحمة للعالمين، قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}..
وهذا الحال يوجب ويفرض على المتصدي للإصلاح ألا ينتصر لنفسه إذا ما أوذي في شيء، بل يصبر ويحتسب، ولا ينتقم، ولو كان مظلوما، فالشفقة والرحمة مقدمة على المعاقبة بالمثل، ولما دخل إلى مكة فاتحا: عفا عن جميع الذين آذوه وطردوه وأصحابه من مكة، وقال لهم:
(اذهبوا فأنتم الطلقاء)..
وكان بيده أن يقتص منهم، ويؤذيهم كما آذوه، ولم يفعل؛ لأن هدايتهم كانت أحب إليه من القصاص منهم، ولو كان يقصد حظ نفسه لانتقم منهم، لكن هذا يتنافى مع مهام المبتغي صلاح الناس..
فإن كثيرا من الناس لا يعرفون صدق الداعية إلا من خلال تضحيته، وصبره، وتجرده من حظ النفس، فإذا رأوه كذلك عدّوا ذلك من علامات صدقه، فكان سببا في اتباعه..
أما إذا رأوا فيه طلب حظ النفس، ولو كان شيئا حقا له، فإنهم لا يعذرونه، ويعدون ذلك من علامات النفاق والكذب وطلب العاجلة، فمن كان حريصا على هداية الناس، لم يجد طريقا لحصول ما يتمنى إلا بالصبر على ما يلقى، حتى يتبين لهم صدقه، وقاعدة ذلك والمعين عليه أن يكون منطلقه في دعوتهم هو الحرص والشفقة، فهو الذي يتولد عنه الحزن إذا أعرضوا، وإذا صار الحزن يملك قلب الداعي، فلن يجد الحقد وحب الانتقام والمعاملة بالمثل إليه سبيلا.
قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
ثانيا: أن التكذيب والأذى هو ما يلقاه كل من يدعو إلى سبيل الله تعالى، {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا}..
فهو محتاج إلى الصبر، فيصبر على التكذيب، ويصبر على الأذى، والصبر معناه هنا:
عدم الاستعجال في هداية المكذبين، والنصر على الظالمين..
فإن لله تعالى سننا في الكون، وهو عليم بكل شيء، ولو شاء سبحانه لهدى الناس جميعا، ولو شاء لانتصر من الظالمين في لحظة، ولو فعل ذلك لما كانت الدنيا محل اختبار وتمحيص. إن التحلي بالصبر المطلق من أخص خصائص المبتغين الإصلاح:
* فيصبرون على إخوانهم الصالحين، إذا عارضوهم أو خالفوهم في رأي أو اجتهاد في مسائل شرعية تتعلق بواقع الأمة، مثل مسائل الجهاد والتعامل مع العدو المعتدي الكافر، ومسائل الدعوة وطرائقها، فيسمعون منهم، وينظرون في أدلتهم، ويطلبون من الله العون أن يهديهم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، ولا يستعجلون الحكم، ولا ينساقون وراء العاطفة والكلام الخطابي، بل يتجردون للدليل بفهم سلف الأمة، ويراعون أحوال العصر، فكثير من الأحكام الدعوية والجهادية تتغير وتختلف باختلاف حال المسلمين ضعفا وقوة، فحال تكون فيه الغلبة للمسلمين، ليست كحال الغلبة فيها للكافر، كالفرق الذي كان بين العهد المكي والمدني.
* ويصبرون على إخوانهم المسلمين، إذا ركبوا المعاصي، ويرجون لهم الهداية، ويعلمون أن الأمر بيد الله تعالى، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وأن الهداية من العاصي قريب، كما أن الطائع غير آمن على نفسه الغواية، فإذا علم هذا المصلح أنه معرض للفتنة والوقوع فيما وقع فيه هذا العاصي، حمله ذلك على الصبر على دعوته، ورحمته، رجاء أن يعافيه من المعصية، ورجاء أن لا ينقلب به الحال فيضل مثله.
* ويصبرون على الأمراء إذا أخطؤوا، ولم يعدلوا، ويدعون لهم بالصلاح والهداية، فإن صلاحهم فيه صلاح الناس وعز الحق، وفسادهم وضياع الأمة هلاكها، فمن الحكمة تخصيصهم بالدعاء والنصح، وإغراؤهم بعمل الخير، وحثهم على ذلك، والثناء عليهم إذا أحسنوا، ونصحهم إذا أخطؤوا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس:
(من كره من أميره شيئا فليصبر، فإن من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية) [البخاري 6646].
وعن عبادة قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في منشطنا مكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهل، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان) [6647]
فالصبر عليهم خير كله، يجلب المنفعة، ويدفع المفسدة أو يقللها.
* ويصبرون على دعوة الكفار إلى الإسلام، ويقدمون الدعوة على الجهاد، هذا في حال قوة المسلمين، وقدرتهم على الجهاد، أما إذا ضعفوا عن الجهاد بنوعيه: الطلب والدفع. أو ضعفوا عن جهاد الطلب دون الدفع: فما لهم إلا الصبر بدعوتهم إلى الإسلام. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في مكة، حيث كان مستضعفا هو ومن معه، فلم يؤمروا بجهاد لا طلبا ولا دفعا، بل أمروا بالصبر، مع ما كانوا عليه من التعذيب والحصار، يروى خباب بن الأرت، قال:
(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله! ألا تدعو لنا؟.
فقعد، وهو محمر وجهه، فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله) [فتح الباري 7/164، 6/619].
هذه تربية من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بعدم استعجال النتائج، حتى بالدعاء، بل توطين النفس على الصبر الطويل، فهذا الصحابي ما جاءه يسأله الإذن بقتال أو جهاد أو انتقام، بل الدعاء، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن هذا استعجال للسنن، وهذا الطريق لا يصلح له إلا الصبر..
ومن هنا نعلم أن في بعض الأحوال، وفي بعض الأماكن، وفي بعض الأزمان، ليس للمسلمين إلا الصبر، وكف الأيدي مطلقا، والاكتفاء بالدعوة باللسان والقلم، وتأخير خيار الجهاد، لأن الجهاد ولو كان من أفضل أعمال الإيمان، إلا أن له شروطا، من دونها يكون خيار الجهاد خطأ وجناية على الأمة، يفضي إلى كسرها، وإذلالها، ولا يجوز لأحد أن يتسبب في ذلك..
لكن كيف يمكن معرفة الأحوال التي يجب فيها الصبر، والأحوال التي يجب فيها الجهاد؟.
الجواب: ذلك يكون بالرجوع إلى أهل العلم المتبعين للكتاب والسنة على نهج السلف، هم أعلم الناس بذلك، فإن اختلفوا فالحق مع جمهورهم، فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة.
ثالثا: أن الأصل في البشرية هو الخلاف، وأكثرهم على الضلال، ومع ذلك فهناك من يستجيب، {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}، فالله تعالى خلق الناس على هذا الحال، ومعرفة ذلك يوطن النفس على التروي والصبر في الدعوة، والأمل الكبير في استنقاذ الهالكين:
فإن معرفة أنه لا يمكن جمع الناس على الهدى، وأن الله خلقهم مختلفين، وأن كثيرا منهم لن يؤمن، وأن هذا واقع لا يمكن نفيه، يهدئ النفس ويمنحها فرصة التفكير الصحيح والتعامل مع الأمور بقدرة وإيجابية أكبر، فالتعامل عن معرفة ليس كالتعامل عن جهل، والذي يوطن نفسه على أمر ليس كالذي يفاجأ به حينا.
ومعرفة أن هناك من يستجيب ضمن الجموع المختلفة والمخالفة يعطي الأمل في استنقاذ الناس من مصير مظلم، وهذا يدفع للصبر والمصابرة: الصبر في دعوة الناس، والمصابرة في دفع الظالمين بالطرق الشرعية، باتخاذ الحكمة والسياسة، لكسب المواقف وتحصيل النتائج الطيبة.
إن الأمل عنوان كل من يدعو إلى الله تعالى، فأحلى شيء على نفسه أن يهتدي إنسان، وأمرّ شيء على نفسه أن يضل إنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حُمْر النعم) [البخاري 2847]
ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد أن خرج إليها يطلب النصير، لما فقده في مكة، فما لقي إلا التكذيب والإعراض والأذى، سألته عائشة رضي الله عنها:
(هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟.
فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال:
إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.
قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليّ، ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشيبن؟.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)[البخاري3059]
فهذا يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق من هم كفار، فكيف بالمسلمين؟.
هذا وإن من الناس من لو جاءه ملك الجبال لدعاه أن يطبق جبال العالم على من فيه مسلمين وغيرهم، ممن لم يكن على نهجه ورأيه??!!..
وهؤلاء هم طلاب حظوظ النفس، والمبتغي للإصلاح لا يمكن أن يكون طالب حظ الدنيا، بل يطلب حظ الآخرة.
نعم قد تأخذ المبتغي الإصلاح الغيرة والغضب لمحارم الله تعالى، حتى يعلن البراء من الكافر، كما قال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}..
وحينئذ يفرح بهلاكهم، كما قال تعالى:{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبكم}..
نعم هذا يكون، لكن في حق من تبينت عداوته وجحوده، أما قبل ذلك فالصبر، كما قال تعالى عن إبراهيم: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}..
فالتبريء آخر المراتب، وبعد استنفاذ كافة الأعذار، أما قبل ذلك فالصبر والدعوة بالتي هي أحسن..
ثم لو أنهم رجعوا وتابوا بعد الكفر والإعراض فلهم ذلك، وعلى المؤمن أن يفرح لهم بذلك، ولو صنعوا ما صنعوا، لما بعث الله يونس عليه السلام، إلى أهل قريته، فردوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه، أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم، فأعلم قومه الذي وعده الله من عذابه إياهم، فقالوا: ارمقوه، فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم..
فلما كانت الليلة التي وعدوا بالعذاب في صبحها أدلج ورآه القوم، فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم، وفرقوا بين كل دابة وولدها، ثم عجوا إلى الله، فاستقالوه، فأقالهم، وتنظّر يونس الخبر عن القرية وأهلها..
فلم علم بنجاتهم غضب وقال: والله لا أرجع إليهم كذابا أبدا، وعدتهم بالعذاب في يوم، ثم رُد عنهم، ومضى على وجهه مغاضبا ربه، فأخذه فحبسه في بطن الحوت أربعين ليلة، حتى نادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فتداركته رحمة الله، لذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله له: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت} [ابن جرير10/76]
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أناس بأسمائهم، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}، فتاب عليهم كلهم، وهداهم إلى الإسلام [ابن كثير2/66]..
ولما أصيب النبي صلى الله عليه سلم في معركة أحد، قال: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء } [مسلم 3/1417]..
قال عبد الله بن مسعود: كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون}.
إذن الصبر، الصبر، أيها المسلمون، ويا دعاة الإسلام، وإلا فالنتيجة:
ضرائب الدعوة ... الإيذاء فى سبيل الله .. مصلحتك أولاً .. لذلك فأنا فعلينا بالتحلى بالصبر
ثقافة الصبر.. من لم يصبر فليلزم بيته
من أنواع الصبر: الصبر في دعوة الناس، وهو على نوعين:
- صبر على أذاهم.. وصبر على استجابتهم.
وأحسن الصبر وأعظمه أجرا ما تعرض له الإنسان اختيارا ورضا، دون ما وقع عليه من غير اختيار، ومثله أن يسلك طريق الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى، فيناله حينذاك من الأذى ما يناله، بسبب إعراض الناس أو بطئهم في الاستجابة، وبسبب أذاهم وصدهم.
فهذان النوعان من الأذى لازمان لكل من تصدى لدعوة الناس إلى سبيل الله تعالى، فعليه أن يوطن نفسه على ذلك، حتى لا يضجر من طول الطريق، وصعوبة الإصلاح، فإن عدم فهم هذا يتولد عنه الاستعجال للنتائج، وإذا لم تتحقق ربما وقع في أشياء تضره وتضر الدعوة، بل ربما خرج عن الاتباع إلى الابتداع، وصار وبالا على الإسلام وأهله، وارتكب أخطاء ونسبها إلى الإسلام، والإسلام منها بريء، كقتل من لا يستحق القتل، من المسلمين، ومن النساء والأطفال والشيوخ ومن ليس بمحارب من الكفار.
يقول الله تعالى: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين * وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}.
هذه الآيات تضمنت أصولا دعوية عدة، هي:
أولا: أن الداعية إلى الله تعالى يحزن إذا لم يلق استجابة..
{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون}، قال: يحزن. ولم يقل: يحنق، ويحقد.
وهذا أصل كبير من أصول الدعوة، فإن المبتغي صلاح الناس وهدايتهم، يفرح إذا استجابوا، ويحزن إذا أعرضوا، لأن دعوته قائمة على النصح لهم، والتجرد من حظوظ النفس، ومن كان هذا حاله فإنه يحزن إذا أعرضوا خوفا عليهم، وألماً أن يعصى الله تعالى، بخلاف الطالب حظ نفسه، فإنه إذا لم يجد استجابة حنق وحقد. وهذا أمر ينبغي على كل من تحمل هم هذا الدين أن يتنزه عنه، وأن يبحث في خاصة نفسه، فينظر هل عمله ودعوته لله تعالى، أم لحظ نفسه؟.
قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}، وقال: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}..
فحال الأنبياء أنهم كانوا يأسفون ويحزنون إذا لم يلقوا استجابة، وهذه حلية الداعية، فهو رحمة للعالمين، قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}..
وهذا الحال يوجب ويفرض على المتصدي للإصلاح ألا ينتصر لنفسه إذا ما أوذي في شيء، بل يصبر ويحتسب، ولا ينتقم، ولو كان مظلوما، فالشفقة والرحمة مقدمة على المعاقبة بالمثل، ولما دخل إلى مكة فاتحا: عفا عن جميع الذين آذوه وطردوه وأصحابه من مكة، وقال لهم:
(اذهبوا فأنتم الطلقاء)..
وكان بيده أن يقتص منهم، ويؤذيهم كما آذوه، ولم يفعل؛ لأن هدايتهم كانت أحب إليه من القصاص منهم، ولو كان يقصد حظ نفسه لانتقم منهم، لكن هذا يتنافى مع مهام المبتغي صلاح الناس..
فإن كثيرا من الناس لا يعرفون صدق الداعية إلا من خلال تضحيته، وصبره، وتجرده من حظ النفس، فإذا رأوه كذلك عدّوا ذلك من علامات صدقه، فكان سببا في اتباعه..
أما إذا رأوا فيه طلب حظ النفس، ولو كان شيئا حقا له، فإنهم لا يعذرونه، ويعدون ذلك من علامات النفاق والكذب وطلب العاجلة، فمن كان حريصا على هداية الناس، لم يجد طريقا لحصول ما يتمنى إلا بالصبر على ما يلقى، حتى يتبين لهم صدقه، وقاعدة ذلك والمعين عليه أن يكون منطلقه في دعوتهم هو الحرص والشفقة، فهو الذي يتولد عنه الحزن إذا أعرضوا، وإذا صار الحزن يملك قلب الداعي، فلن يجد الحقد وحب الانتقام والمعاملة بالمثل إليه سبيلا.
قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
ثانيا: أن التكذيب والأذى هو ما يلقاه كل من يدعو إلى سبيل الله تعالى، {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا}..
فهو محتاج إلى الصبر، فيصبر على التكذيب، ويصبر على الأذى، والصبر معناه هنا:
عدم الاستعجال في هداية المكذبين، والنصر على الظالمين..
فإن لله تعالى سننا في الكون، وهو عليم بكل شيء، ولو شاء سبحانه لهدى الناس جميعا، ولو شاء لانتصر من الظالمين في لحظة، ولو فعل ذلك لما كانت الدنيا محل اختبار وتمحيص. إن التحلي بالصبر المطلق من أخص خصائص المبتغين الإصلاح:
* فيصبرون على إخوانهم الصالحين، إذا عارضوهم أو خالفوهم في رأي أو اجتهاد في مسائل شرعية تتعلق بواقع الأمة، مثل مسائل الجهاد والتعامل مع العدو المعتدي الكافر، ومسائل الدعوة وطرائقها، فيسمعون منهم، وينظرون في أدلتهم، ويطلبون من الله العون أن يهديهم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، ولا يستعجلون الحكم، ولا ينساقون وراء العاطفة والكلام الخطابي، بل يتجردون للدليل بفهم سلف الأمة، ويراعون أحوال العصر، فكثير من الأحكام الدعوية والجهادية تتغير وتختلف باختلاف حال المسلمين ضعفا وقوة، فحال تكون فيه الغلبة للمسلمين، ليست كحال الغلبة فيها للكافر، كالفرق الذي كان بين العهد المكي والمدني.
* ويصبرون على إخوانهم المسلمين، إذا ركبوا المعاصي، ويرجون لهم الهداية، ويعلمون أن الأمر بيد الله تعالى، يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وأن الهداية من العاصي قريب، كما أن الطائع غير آمن على نفسه الغواية، فإذا علم هذا المصلح أنه معرض للفتنة والوقوع فيما وقع فيه هذا العاصي، حمله ذلك على الصبر على دعوته، ورحمته، رجاء أن يعافيه من المعصية، ورجاء أن لا ينقلب به الحال فيضل مثله.
* ويصبرون على الأمراء إذا أخطؤوا، ولم يعدلوا، ويدعون لهم بالصلاح والهداية، فإن صلاحهم فيه صلاح الناس وعز الحق، وفسادهم وضياع الأمة هلاكها، فمن الحكمة تخصيصهم بالدعاء والنصح، وإغراؤهم بعمل الخير، وحثهم على ذلك، والثناء عليهم إذا أحسنوا، ونصحهم إذا أخطؤوا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس:
(من كره من أميره شيئا فليصبر، فإن من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية) [البخاري 6646].
وعن عبادة قال: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في منشطنا مكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهل، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان) [6647]
فالصبر عليهم خير كله، يجلب المنفعة، ويدفع المفسدة أو يقللها.
* ويصبرون على دعوة الكفار إلى الإسلام، ويقدمون الدعوة على الجهاد، هذا في حال قوة المسلمين، وقدرتهم على الجهاد، أما إذا ضعفوا عن الجهاد بنوعيه: الطلب والدفع. أو ضعفوا عن جهاد الطلب دون الدفع: فما لهم إلا الصبر بدعوتهم إلى الإسلام. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل في مكة، حيث كان مستضعفا هو ومن معه، فلم يؤمروا بجهاد لا طلبا ولا دفعا، بل أمروا بالصبر، مع ما كانوا عليه من التعذيب والحصار، يروى خباب بن الأرت، قال:
(أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: يا رسول الله! ألا تدعو لنا؟.
فقعد، وهو محمر وجهه، فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله) [فتح الباري 7/164، 6/619].
هذه تربية من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بعدم استعجال النتائج، حتى بالدعاء، بل توطين النفس على الصبر الطويل، فهذا الصحابي ما جاءه يسأله الإذن بقتال أو جهاد أو انتقام، بل الدعاء، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن هذا استعجال للسنن، وهذا الطريق لا يصلح له إلا الصبر..
ومن هنا نعلم أن في بعض الأحوال، وفي بعض الأماكن، وفي بعض الأزمان، ليس للمسلمين إلا الصبر، وكف الأيدي مطلقا، والاكتفاء بالدعوة باللسان والقلم، وتأخير خيار الجهاد، لأن الجهاد ولو كان من أفضل أعمال الإيمان، إلا أن له شروطا، من دونها يكون خيار الجهاد خطأ وجناية على الأمة، يفضي إلى كسرها، وإذلالها، ولا يجوز لأحد أن يتسبب في ذلك..
لكن كيف يمكن معرفة الأحوال التي يجب فيها الصبر، والأحوال التي يجب فيها الجهاد؟.
الجواب: ذلك يكون بالرجوع إلى أهل العلم المتبعين للكتاب والسنة على نهج السلف، هم أعلم الناس بذلك، فإن اختلفوا فالحق مع جمهورهم، فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة.
ثالثا: أن الأصل في البشرية هو الخلاف، وأكثرهم على الضلال، ومع ذلك فهناك من يستجيب، {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}، فالله تعالى خلق الناس على هذا الحال، ومعرفة ذلك يوطن النفس على التروي والصبر في الدعوة، والأمل الكبير في استنقاذ الهالكين:
فإن معرفة أنه لا يمكن جمع الناس على الهدى، وأن الله خلقهم مختلفين، وأن كثيرا منهم لن يؤمن، وأن هذا واقع لا يمكن نفيه، يهدئ النفس ويمنحها فرصة التفكير الصحيح والتعامل مع الأمور بقدرة وإيجابية أكبر، فالتعامل عن معرفة ليس كالتعامل عن جهل، والذي يوطن نفسه على أمر ليس كالذي يفاجأ به حينا.
ومعرفة أن هناك من يستجيب ضمن الجموع المختلفة والمخالفة يعطي الأمل في استنقاذ الناس من مصير مظلم، وهذا يدفع للصبر والمصابرة: الصبر في دعوة الناس، والمصابرة في دفع الظالمين بالطرق الشرعية، باتخاذ الحكمة والسياسة، لكسب المواقف وتحصيل النتائج الطيبة.
إن الأمل عنوان كل من يدعو إلى الله تعالى، فأحلى شيء على نفسه أن يهتدي إنسان، وأمرّ شيء على نفسه أن يضل إنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حُمْر النعم) [البخاري 2847]
ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد أن خرج إليها يطلب النصير، لما فقده في مكة، فما لقي إلا التكذيب والإعراض والأذى، سألته عائشة رضي الله عنها:
(هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟.
فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال:
إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.
قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليّ، ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشيبن؟.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)[البخاري3059]
فهذا يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق من هم كفار، فكيف بالمسلمين؟.
هذا وإن من الناس من لو جاءه ملك الجبال لدعاه أن يطبق جبال العالم على من فيه مسلمين وغيرهم، ممن لم يكن على نهجه ورأيه??!!..
وهؤلاء هم طلاب حظوظ النفس، والمبتغي للإصلاح لا يمكن أن يكون طالب حظ الدنيا، بل يطلب حظ الآخرة.
نعم قد تأخذ المبتغي الإصلاح الغيرة والغضب لمحارم الله تعالى، حتى يعلن البراء من الكافر، كما قال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}..
وحينئذ يفرح بهلاكهم، كما قال تعالى:{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبكم}..
نعم هذا يكون، لكن في حق من تبينت عداوته وجحوده، أما قبل ذلك فالصبر، كما قال تعالى عن إبراهيم: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}..
فالتبريء آخر المراتب، وبعد استنفاذ كافة الأعذار، أما قبل ذلك فالصبر والدعوة بالتي هي أحسن..
ثم لو أنهم رجعوا وتابوا بعد الكفر والإعراض فلهم ذلك، وعلى المؤمن أن يفرح لهم بذلك، ولو صنعوا ما صنعوا، لما بعث الله يونس عليه السلام، إلى أهل قريته، فردوا عليه ما جاءهم به، وامتنعوا منه، أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم، فأعلم قومه الذي وعده الله من عذابه إياهم، فقالوا: ارمقوه، فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم..
فلما كانت الليلة التي وعدوا بالعذاب في صبحها أدلج ورآه القوم، فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم، وفرقوا بين كل دابة وولدها، ثم عجوا إلى الله، فاستقالوه، فأقالهم، وتنظّر يونس الخبر عن القرية وأهلها..
فلم علم بنجاتهم غضب وقال: والله لا أرجع إليهم كذابا أبدا، وعدتهم بالعذاب في يوم، ثم رُد عنهم، ومضى على وجهه مغاضبا ربه، فأخذه فحبسه في بطن الحوت أربعين ليلة، حتى نادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فتداركته رحمة الله، لذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله له: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت} [ابن جرير10/76]
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على أناس بأسمائهم، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء}، فتاب عليهم كلهم، وهداهم إلى الإسلام [ابن كثير2/66]..
ولما أصيب النبي صلى الله عليه سلم في معركة أحد، قال: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء } [مسلم 3/1417]..
قال عبد الله بن مسعود: كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون}.
إذن الصبر، الصبر، أيها المسلمون، ويا دعاة الإسلام، وإلا فالنتيجة:
مفسدة لا مصلحة، وهدم لا بناء، وإهلاك لا إحياء!!..
فمن لم يجد من نفسه الصبر، فليلزم خاصة نفسه، ولا يتصدى لأمر لا يصبر فيه.
تعليق