ترويض النفس
ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجورَهَا وتَقْواهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجورَهَا وتَقْواهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
اعلم -رعاك اللهُ- أن الله عز وجل حينما خلق الأنفس ألهم كل نفسٍ منها الفجور والتقوى ، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجورَهَا وتَقْواهَا سورة الشمس : 7.
فالفائز هو من يصلح نفسه ويزكيها ويطهرها بالطاعات والابتعاد عن المعاصي وسائر أمراض القلوب الدنيئة ، والخائب هو من يتركها مهملة خاملة يخفيها فلا يعرضها لنسمات الإيمان ونفحات الرحمن فتتخلف عن ركب الهدى وتلحق بقطار المعاصي والشهوات ، فتهلك مع من هلك.
واعلم أن النفس توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها ؛ فإذا سكنت لأمر الله ، ولم يعرضها صاحبها للشهوات فأيقنت بالإيمان واطمأنت بالتوحيد الخالص الذي لا يخالطه شك سميت : نفس مُطمئِنَّة، وهي النفس التي ناداها الله في سورة الفجر ، قال تعالى :يا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطمئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ رَاضِيةً مَرْضِيَّةً.
وإذا قبلت أمر الله ودافعت الشهوات فصارت تلوم صاحبها على الشرِ لِمَ عملتْهُ ، وعلى الخير لِمَ لَمْ تستكثر منه فأصبحت كالواعظ تعظ صاحبها وتذكره دوماً بمراقبة الله له سميت : نفس لَّوّامَة ، وهي النفس التي خصها الله في سورة القيامة ، قال تعالى :ولا أُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ.
وإذا أذعنت للشهوات وعصت خالقها وأطاعت عدوها -الشيطان- فصار الحلال ما أحله هو لها والحرام ما حرمه هو عليها ، انعكس ذلك على قلب صاحبها فأصبح كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه سميت : نفس أمارة بِالسُّوءِ ، قال تعالى : (ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبِّي ) (سورة يوسف : 53) .
فدرب نفسك على أن تكون مطمئنة لوامة تلومك وتحاسبك على كل صغيرة وكبيرة ، ولا يتأتى ذالك إلا بطول مجاهدة ومصابرة ومحاسبة ، قال تعالى :يآ ايها الذين ءامنوا اصبروا و صابروا و رابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
وإن كان اللهُ سبحانه وتعالى قد أمرنا بإعداد العدة لمواجهة الأعداء -وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ-، فمن باب أولى أن يواجه كل منا أعدائه الثلاثة ؛ النفس والشيطان والهوى.
فالفائز هو من يصلح نفسه ويزكيها ويطهرها بالطاعات والابتعاد عن المعاصي وسائر أمراض القلوب الدنيئة ، والخائب هو من يتركها مهملة خاملة يخفيها فلا يعرضها لنسمات الإيمان ونفحات الرحمن فتتخلف عن ركب الهدى وتلحق بقطار المعاصي والشهوات ، فتهلك مع من هلك.
واعلم أن النفس توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها ؛ فإذا سكنت لأمر الله ، ولم يعرضها صاحبها للشهوات فأيقنت بالإيمان واطمأنت بالتوحيد الخالص الذي لا يخالطه شك سميت : نفس مُطمئِنَّة، وهي النفس التي ناداها الله في سورة الفجر ، قال تعالى :يا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطمئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكَ رَاضِيةً مَرْضِيَّةً.
وإذا قبلت أمر الله ودافعت الشهوات فصارت تلوم صاحبها على الشرِ لِمَ عملتْهُ ، وعلى الخير لِمَ لَمْ تستكثر منه فأصبحت كالواعظ تعظ صاحبها وتذكره دوماً بمراقبة الله له سميت : نفس لَّوّامَة ، وهي النفس التي خصها الله في سورة القيامة ، قال تعالى :ولا أُقْسِمُ بالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ.
وإذا أذعنت للشهوات وعصت خالقها وأطاعت عدوها -الشيطان- فصار الحلال ما أحله هو لها والحرام ما حرمه هو عليها ، انعكس ذلك على قلب صاحبها فأصبح كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه سميت : نفس أمارة بِالسُّوءِ ، قال تعالى : (ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبِّي ) (سورة يوسف : 53) .
فدرب نفسك على أن تكون مطمئنة لوامة تلومك وتحاسبك على كل صغيرة وكبيرة ، ولا يتأتى ذالك إلا بطول مجاهدة ومصابرة ومحاسبة ، قال تعالى :يآ ايها الذين ءامنوا اصبروا و صابروا و رابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
وإن كان اللهُ سبحانه وتعالى قد أمرنا بإعداد العدة لمواجهة الأعداء -وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ-، فمن باب أولى أن يواجه كل منا أعدائه الثلاثة ؛ النفس والشيطان والهوى.
نفسي والشيطان والهوى**كيف النجاة و كلهم أعدائي
تعليق