بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المبعوث المصطفى صلى الله عليه وسلم
وبعد ..
وبعد ..
أظن أن العنوان جذاب ... فالكثير يريد عزل هؤلاء الحكام الظلمة الذين طغوا وبغوا
ولكن لنقرأ هذه القصة التي أقتطفها من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي رحمه الله
ولنناقش بعدها قضية الخروج على الحكام التي ذل فيها الكثير ... وظن أنه بهذا يصلح الأمة ولكنه أراد هلاك الأمة من حيث لا يدري
ولنناقش بعدها قضية الخروج على الحكام التي ذل فيها الكثير ... وظن أنه بهذا يصلح الأمة ولكنه أراد هلاك الأمة من حيث لا يدري
فمــــــــع القصـــــــة
الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل
الحكم بن هشام ابن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي المرواني أبو العاص أمير الأندلس وابن أميرها وحفيد أميرها ويلقب بالمرتضى .
بويع بالملك عند موت أبيه في صفر سنة ثمانين ومئة وكان من جبابرة الملوك وفساقهم ومتمرديهم وكان فارسا شجاعا فاتكا ذا دهاء وحزم وعتو وظلم تملك سبعا وعشرين سنة
وكان في اول أمره على سيرة حميدة تلا فيها أباه ثم تغير وتجاهر بالمعاصي.
وقال أبو محمد بن حزم كان من المجاهرين بالمعاصي سفاكا للدماء كان يأخذ أولاد الناس الملاح فيخصهم ويمسكهم لنفسه ( هذا سبب تفسيق العلماء له) وله شعر جيد .
قلت وكثرت العلماء بالأندلس في دولته حتى قيل إنه كان بقرطبة أربعة آلاف متقلس متزيين بزي العلماء فلما أراد الله فناءهم عز عليهم أنتهاك الحكم للحرمات وائتمروا ليخلعوه ثم جيشوا لقتاله وجرت بالأندلس فتنة عظيمة على الإسلام وأهله فلا قوة إلا بالله
قلت وكثرت العلماء بالأندلس في دولته حتى قيل إنه كان بقرطبة أربعة آلاف متقلس متزيين بزي العلماء فلما أراد الله فناءهم عز عليهم أنتهاك الحكم للحرمات وائتمروا ليخلعوه ثم جيشوا لقتاله وجرت بالأندلس فتنة عظيمة على الإسلام وأهله فلا قوة إلا بالله
فذكر ابن مزين في تاريخه طالوت بن عبد الجبار المعافري وأنه أحد العلماء العاملين الشهداء الذين هموا بخلع الحكم وقالوا إنه غير عدل ونكثوه في نفوس العوام وزعموا أنه لا يحل المكث ولا الصبر على هذه السيرة الذميمة وعولوا على تقديم أحد أهل الشورى بقرطبة وهو أبو الشماس أحمد بن المنذر بن الداخل الأموي ابن عم الحكم لما عرفوا من صلاحه وعقله ودينه فقصدوه وعرفوه بالأمر فابدى الميل إليهم والبشرى بهم وقال لهم أنتم أضيافي الليلة فإن الليل استر وناموا
وقام هو إلى ابن عمه بجهل فأخبره بشأنهم فاغتاظ لذلك وقال جئت لسفك دمي أو دمائهم وهم أعلام فمن اين نتوصل إلى ما ذكرت فقال أرسل معي من تثق به ليتحقق فوجه من أحب فأدخلهم أحمد في بيته تحت ستر ودخل الليل وجاء القوم فقال خبروني من معكم فقالوا فلان الفقيه وفلان الوزير وعدوا كبارا والكاتب يكتب حتى امتلأ الرق فمد أحدهم يده وراء الستر فراى القوم فقام وقاموا وقالوا فعلتها يا عدو الله فمن فر لحينه نجا ومن لا قبض عليه
فكان ممن فر عيسى بن ديار الفقيه ويحيى بن يحيى الفقيه صاحب مالك وقرعوس بن العباس الثقفي وقبض على ناس كأبي كعب وأخيه ومالك بن يزيد القاضي وموسى بن سالم الخولاني ويحيى بن مضر الفقيه وأمثالهم من أهل العلم والدين في سبعة وسبعين رجلا فضربت أعناقهم وصلبوا وأضاف إليهم عميه كليبا وأمية فصلبا وأحرق القلوب عليهم وسار بأمرهم الرفاق
وعلم الحكم أنه محقود من الناس كلهم فأخذ في جمع الجنود والحشم وتهيأ وأخذت العامة في الهيج واستأسد الناس وتنمروا وتأهبوا فاتفق أن مملوكا خرج من القصر بسيف دفعه إلى الصيقل فماطله فسبه فجاوبه الصيقل فتضاربا ونال منه المملوك حتى كاد أن يتلفه فلما تركه أخذ الصيقل السيف فقتل به المملوك فتألب إلى المقتول جماعة وإلى القاتل جماعة أخرى واستفحل الشر وذلك في رمضان سنة اثنتين ومئتين وتداعى أهل قرطبة من أرباضهم وتألبوا بالسلاح وقصدوا القصر
فركب الجيش والإمام الحكم فهزموا العامة وجاءهم عسكر من خلفهم فوضعوا فيهم السيف وكانت وقعه هائلة شنيعة مضى فيها عدد كثير زهاء عن أربعين الفا من أهل الربض وعاينوا البلاء من قدامهم ومن خلفهم فتداعوا بالطاعة وأذعنوا ولاذوا بالعفو فعفا عنهم على أن يخرجوا من قرطبة ففعلوا وهدمت ديارهم ومساجدهم ونزل منهم ألوف بطليطلة وخلق في الثغور وجاز آخرون البحر ونزلوا بلاد البربر وثبت جمع بفاس وابتنوا على ساحلها مدينة غلب على اسمها مدينة الأندلس وسار جمع منهم زهاء خمسة عشر ألفا وفيهم عمر بن شعيب الغليظ فاحتلوا بالإسكندرية فاتفق بعد ذلك أن رجلا منهم اشترى لحما من جزار فتضاجر معه ورماه الجزار بكرش في وجهه فرجع بتلك الحالة إلى قومه فجاؤوا فقتلوا اللحام فقام عليهم أهل الإسكندرية فاقتتلوا وأخرج الأندلسيون أهلها هاربين وتملكوا الإسكندرية فأتصل الخبر بالمأمون فأرسل إليهم وابتاع الميدنة منهم على أن يخرجوا منها وينزلوا جزيرة إقريطش فخرجوا ونزلوها وافتتحوها فلم يزالوا فيها إلى أن غلب عليها أرمانوس بن قسطنطين سنة خمس وثلاث مئة
وأما الحكم فإنه إطمأن وكتب إلى القائد محمد بن رستم كتابا فيه وأنه تداعى فسقة من أهل قرطبة إلى الثورة وشهروا السلاح فأنهضنا لهم الرجال فقتلنا فيهم قتلا ذريعا وأعان الله عليهم فأمسكنا عن أموالهم وحرمهم ثم كتب الحكم كتاب أمان عام .
أنتهى
____________________
هذا كان الخير العميم الذي عاد على الأمة من وراء الخروج على الحكم بن هشام
مقتل ما يقارب الأربعين ألف من الناس ( المسلمين )
ومقتل 4 آلاف عالم ( ويالها من مأساة )
أنتهى
____________________
هذا كان الخير العميم الذي عاد على الأمة من وراء الخروج على الحكم بن هشام
مقتل ما يقارب الأربعين ألف من الناس ( المسلمين )
ومقتل 4 آلاف عالم ( ويالها من مأساة )
هذه أحدى امثلة الخروج على الحكام ومأل الحال بعد ذلك
للنقاش
تعليق