إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثمرات الفوائد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثمرات الفوائد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ثمرات الفوائد

    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا ألله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

    - الطلب لقاح الإيمان، فإذا اجتمع الإيمان والطلب أثمر العمل الصالح.

    - وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والاضطرار إليه فإذا اجتمعا أثمر إجابة الدعاء.

    - والخشية لقاح المحبة، فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الأوامر واجتناب المناهي.

    - والصبر لقاح اليقين، فإذا اجتمعا أورثا الإمامة في الدين، قال -تعالى-: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].

    - وصحة الاقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- لقاح الإخلاص فإذا اجتمعا أثمر قبول العمل والاعتداد به.

    - والعمل لقاح العلم، فإذا اجتمعا كان الفلاح والسعادة، وإن انفرد أحدهما عن الآخر لم يفد شيئا.

    - والحلم لقاح العلم، فإذا اجتمعا حصلت سيادة الدنيا والآخرة، وحصل الانتفاع بعلم العالم، وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع.

    - والعزيمة لقاح البصيرة، فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة وبلغت به همته من العلياء كل مكان، فتخلف الكمالات إما من عدم البصيرة وإما من عدم العزيمة.

    - وحسن القصد لقاح صحة الذهن، فإذا فقدا فقد الخير كله، وإذا اجتمعا أثمر أنواع الخيرات.

    - وصحة الرأي لقاح الشجاعة، فإذا اجتمعا كان النصر والظفر، وإن فقدا فالخذلان والخيبة، وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز، وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب (الهلاك).

    - والصب لقاح القبل، فكلما قويت النصيحة قوي العقل واستنار.

    - والتذكر والتفكر كل منهما لقاح الآخر، إذا اجتمعا أنتجا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة. والتقوى لقاح التوكل، فإذا اجتمعا استقام القلب.

    - ولقاح أخذ أهبة الاستعداد للقاء قصر الأمل، فإذا اجتمعا؛ فالخير كله في اجتماعهما، والشر في فرقتهما.

    - ولقاح الهمة العالية النية الصحيحة فإذا اجتمعا بلغ العبد غاية المراد.

    حكم بالغات

    - من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه.

    - للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.

    - للعبد ربه هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.

    - إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

    - الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم العمر؟!

    - محبوب اليوم يعقب المكروه غدا، ومكروه اليوم يعقب المحبوب غدا.

    - أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وانفع لها في معادها.

    - كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟

    - يخرج العابد من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين بكاؤه على نفسه وثناؤه على ربه.

    - المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهبت منه، الرب -تعالى- إذا خفته أنست به وقربت إليه.

    - لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله -سبحانه- أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.

    - دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

    التقوى ثلاث مراتب:

    - إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
    - الثانية: حميتها من المكروهات.
    - الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يغني.
    فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيده صحته وقوته والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

    - من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره، ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات، لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها، ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين.

    - فائدة مهمة:

    - إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد:

    - أحدها: مشهد التوحيد، وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
    - الثاني: مشهد العدل، وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه.
    - الثالث: مشهد الرحمة، وأن رحمته في هذا المقدور غالبا لغضبه وانتقاله ورحمته حشوه.
    - الرابع: مشهد الحكمة وأن حكمت سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدره سدى، ولا قضاه عبثا.
    - الخامس: مشهد الحمد، وأن له -سبحانه- الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.
    - السادس: مشهد العبودية، وأنه عبد محض من كل وجه تجرى عليه أحكام سيدة وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده، فيصرفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية، فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.


    من كتاب الفوائد للعلامة: ابن قيم الجوزية

    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 13-04-2016, 11:14 PM. سبب آخر: تنسيق الموضوع
    سياتى يوما لن اكون بينكم بل اكون فى التراب بالله عليكم لاتنسوا العبد الفقير من الدعاء

  • #2
    رد: ثمرات الفوائد

    بارك الله فيك أخي الكريم
    ونفع الله بك

    تعليق

    يعمل...
    X