إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا يدخل الجنة قاطع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا يدخل الجنة قاطع

    الحمد لله ربّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

    لقد أمر الله بصلة الأرحام والبرِّ والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، وعدَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قطيعة الأرحام مانعًا من دخول الجنَّة مع أول الدَّاخلين، وعلى الرَّغم من وصية الله ورسوله بالأقارب، وعدَّ الإسلام صلة الرَّحم من الحقوق العشرة الّتي أمر الله بها أن توصل في قوله -تعالى-: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا} [النِّساء: 36]، إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشدّ ممَّا جعل الحقد والبغضاء والشّحناء تحلّ محلّ الألفة والمحبة والرّحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدِّين على حد سواء.

    - تعريف الصلة: الوصل وهو ضد القطع.
    - تعريف الرَّحم: هي كلّ من تربطك به صلة نسبية من جهة الأم أو الأب، ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النِّكاح أيضًا وهم الأصهار.

    - فضل صلة الرّحم

    1- صلة الرّحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه» [رواه البخاري 6138].

    2- صلة الرّحم سبب لزيادة العمر وبسط الرِّزق: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» [رواه البخاري 5986 ومسلم 2557]. والمراد بزيادة العمر هنا إمَّا: البركة في عمر الإنسان الواصل أو يراد أنَّ الزِّيادة على حقيقتها فالّذي يصل رحمه يزيد الله في عمره.

    - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الرِّزق نوعان: أحدهما ما علمه الله أن يرزقه فهذا لا يتغير. والثّاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب".

    3- صلة الرَّحم تجلب صلة الله للواصل: فعن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «إنَّ الله خلق الخلق، حتَّى إذا فرغ من خلقه، قالت الرّحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا ربّ، قال: فهو لك» [رواه البخاري 5987 ومسلم 2554].

    4- صلة الرّحم من أعظم أسباب دخول الجنَّة: عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله أخبرني بعملٍ يدخلني الجنَّة، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصَّلاة ، وتؤتي الزَّكاة، وتصل الرَّحم» [رواه البخاري 5983 ومسلم 13 واللفظ للبخاري].

    5- صلة الرّحم طاعة لله -عزّ وجلّ-: فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل، قال -تعالى- مثنيًا على الواصلين: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرَّعد: 21].

    6- شيوع المحبة بين الأقارب: فبسببها تشيع المحبة، وبهذا يصفو عيشهم وتكثر مسراتهم.

    7- رفعة الواصل: فإنَّ الإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عونًا له.

    - عقوبة تارك الرّحم

    1- قاطع الرّحم ملعون في كتاب الله: قال الله -تعالى-: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمّد: 22-23]، قال علي بن الحسين لولده: "يا بني لا تصحبنَّ قاطع رحم فإنِّي وجدته ملعونًا في كتاب الله في ثلاثة مواطن".

    2- قاطع الرّحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله -تعالى-: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 26-27].

    3- قاطع الرّحم تعجل له العقوبة في الدُّنيا ولعذاب الأخرة أشدّ وأبقى: عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «ما من ذنبٍ أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدُّنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي، وقطيعة الرحم» [رواه أبو داود 4902 والتِّرمذي 2511 وابن ماجه 3413 وصحَّحه الألباني].

    4- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «إن أعمال بني آدم تعرض كلّ خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم» [حسَّنه الألباني 2538 في صحيح التَّرغيب].

    5- قطعها قطع للوصل مع الله: عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «الرّحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» [رواه مسلم 2555].

    6- سبب في المنع من دخول الجنَّة؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «لا يدخل الجنَّة قاطع رحم» [رواه مسلم 2556].

    - بأي شيء تكون الصِّلة؟

    تكون بأمور عديدة فتكون بزيارتهم وتفقّد أحوالهم والسُّؤال عنهم والإهداء إليهم وإنزالهم منازلهم والتَّصدق على فقيرهم والتَّلطف مع غنيهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وضعفتهم وتعاهدهم بكثرة السُّؤال والزِّيارة: إمّا أن يأتي الإنسان إليهم بنفسه أو يصلهم عبر الرِّسالة أو المكالمة الهاتفيَّة.

    وتكون باستضافتهم وحسن استقبالهم وإعزازهم وإعلاء شأنهم وصلة القاطع منهم.
    وتكون أيضًا بمشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أتراحهم.

    وتكون بالدُّعاء لهم وسلامة الصَّدر نحوهم وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم والحرص على تأصير العلاقة وتثبيت دعائمها معهم.

    وتكون بعيادة مرضاهم وإجابة دعوتهم وأعظم ما تكون به الصِّلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.. وهذه الصِّلة تستمر إذا كانت الرَّحم صالحةً مستقيمةً أو مستورةً.

    - الأمور المعينة على الوصل

    1- التَّفكر في الآثار المترتبة على الصِّلة: فإن معرفة ثمرات الأشياء وحسن عواقبها من أكبر الدَّواعي إلى فعلها والسَّعي إليها.

    2- النَّظر في عواقب القطيعة: وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من همٍّ وغمٍّ وحسرةٍ وندامةٍ ونحو ذلك، فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها.

    3- الاستعانة بالله: وذلك بسؤال التَّوفيق والإعانة على صلة الأقارب.

    4- مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان: فهذا مما يبقي على الود ويهون على الإنسان ما يلقاه من إساءة أقاربه.

    5- قبول أعذارهم إذا أخطئوا واعتذروا، والصَّفح عنهم ونسيان معايبهم حتى ولو لم يعتذروا: فهذا مما يدل على كرم النَّفس وعلو الهمَّة.

    6- ترك المنَّة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.

    7- تجنب الشِّدّة في العتاب وتحمل عتاب الأقارب وحمله على أحسن المحامل.

    8- الاعتدال في المزاح مع الأقارب مع مراعاة أحوالهم وتجنب المزاح مع من لا يتحمله.

    9- المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب: فالهدية تجلب المودة، وتكذب سوء الظَّنِّ، وتستل سخائم القلوب.

    10- الحرص التَّام على تذكر الأقارب في المناسبات والولائم والاجتماعات الدَّوريَّة سواء كانت شهريَّة أو سنويَّة أو غير ذلك.

    11- صندوق القرابة الّذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم، ويشرف عليه بعض الأفراد، فإذا ما احتاج أحد من الأسرة مالًا لزواج أو نازلة أو غير ذلك بادروا إلى دراسة حاله وساعدوه ورفدوه، فهذا مما يولد المحبة وينمي المودة.

    12- التَّغاضي والتَّغافل: فهو من أخلاق الأكابر وهو مما يعين على استبقاء الموده وعلى وأد العداوة. وقال علي -رضي الله عنه-: "أُغمض عيني عن أمورٍ كثيرةٍ.. وإنِّي على ترك الغموض قديرٌ وأسكت عن أشياءٍ لو شئت قلتها.. وليس علينا في المقال أمير".

    - أسباب قطيعة الرَّحم

    1- الجهل: فالجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة يحمل عليها ويقود إليها كما أن الجهل بفضائل الصِّلة العاجلة والآجلة يقصر عنها ولا يبعث إليها.

    2- ضعف التَّقوى: فإذا ضعفت التَّقوى ورقّ الدِّين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ولم يطمع بأجر الصِّلة ولم يخش عاقبة القطيعة.

    3- الكبر: فبعض النَّاس إذا نال منصبًا رفيعًا أو حاز مكانةً عاليةً أو كان تاجرًا كبيرًا تكبر على أقاربه وأنف من زيارتهم والتَّودد إليهم بحيث يرى أنَّه صاحب الحقّ وأنّه أولى بأن يزار ويؤتى إليه.

    4- العتاب الشديد: فبعض النَّاس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع أمطر عليه وابلا من اللوم والعتاب والتَّقريع على تقصيره في حقِّه، وإبطائه في المجيء إليه ومن هنا تحصل النّفرة من المجيء خوفًا من لومه وتقريعه وشدّة عتابه.

    5- قلة الاهتمام بالزَّائرين: فمن النّاس من إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام ولا يفرح بمقدمهم ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل مما يقلل رغبتهم في زيارته.

    6- الشُّح والبخل: فمن النَّاس من إذا رزقه الله مالًا أو جاهًا تجده يتهرب من أقاربه خوفًا من الاستدانة منه أو يكثرون الطَّلبات عليه أو غير ذلك.

    7- الاشتغال بالدُّنيا واللهث وراء حطامها فلا يجد هذا اللاهث وقتًا يصل به قرابته ويتودد إليهم.

    8- نسيان الأقارب في الولائم والمناسبات: فربما نسي واحدًا من أقاربه، وربما كان هذا المنسي ضعيف النَّفس أو ممن يغلب سوء الظَّنِّ فيفسر هذا النِّسيان بأنَّه تجاهلٌ له واحتقارٌ لشخصه فيقوده ذلك الظَّنّ إلى الصّرم والهجر.

    9- كثرة المزاح: فإن لكثرة المزاح آثارٌ سيّئةٌ فلربما خرجت كلمةٌ جارحةٌ من شخصٍ لا يراعي مشاعر الآخرين فأصابت مقتلًا من شخصٍ شديد التَّأثر فأورثت لديه بغضًا لهذا القائل ويحصل هذا كثيرًا بين الأقارب لكثرة اجتماعاتهم.

    10- الطَّلاق بين الأقارب.

    11- التَّقارب في المساكن: يسبب غالبًا خصومات بسبب الزَّوجات أو بسبب الأولاد فتنتقل إلى الوالدين فتحلل القطيعة قال عمر: "مروا ذوي القربات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا".

    12- قلة تحمل الأقارب والصّبر عليهم إذا حصلت هفوة أو زلّة.

    13- الحسد.

    14- تأخير قسمة الميراث.

    - موعظة للقاطعين

    كان أبوبكر -رضي الله عنه- ينفق على إبن خالته؛ لأنّه كان فقيرًا، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقِّها، فلما بلغ ذلك أبابكر قطع عليه النَّفقة وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله -سبحانه وتعالى- أنزل في ذلك قرآنًا كريمًا ليسطر لنا مثلًا عظيمًا في التَّعامل الاجتماعيّ بين النّاس فنزل قوله -تعالى-: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النُّور: 22]، قال أبوبكر -رضي الله عنه-: "بلى!!" أي بلى أحبّ أن يغفر الله لي وأن يعفو عني، فرد أبوبكر رضي الله عنه النَّفقة الّتي كان ينفقها على ابن خالته رغم ماكان منه في حقِّ أم المؤمنين -رضي الله عنه-.

    فانظر أخي الكريم إذا كنت قاطعًا لرحمك ما السَّبب في ذلك، مهما كان السَّبب فعادة لا يرقى إلى مثل السَّبب الّذي قطع بسببه أبوبكر النَّفقة على ابن خالته ورغم ذلك انظر كيف كان الرَّد القرآنيّ على ذلك.

    - أصِلَهُم ويقطعوني

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رجلٌ جاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: «لئن كنت كما قلت، فكأنَّما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك» [رواه مسلم 2558] والمل هو الرّماد الحار، فكأنه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم -والحالة هذه- بما يلحق آكل الرّماد الحار. كما قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الّذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري 5991].
    - معنى الحديث: إنَّ صلة الرّحم ليست في أن يكتفي الإنسان بصلة من وصله فهذه تسمى مكافأة... بل أعظم ما يكون من الصِّلة هي في وصل من حصلت منه القطيعة.

    - فائدة من حديث

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» [رواه البخاري 5986 ومسلم 2557].
    صلة الرّحم لا تزيد كمية الرِّزق ولا في مدة العمر من حيث هو؛ لأن الأرزاق مقسومة والآجال مضروبة كما ورد ذلك عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولكنَّها تزيد في بركة هذا وذاك فيكثر خير الرِّزق ويعظم نفعه كما يكثر العمل الصَّالح ويوفق الإنسان إليه بما يتسبب فيه أثناء زيارته لذوي رحمه ولا سيما إذا كان من الصَّالحين الّذين يقتدى بهم فإنَّه يؤثر فيهم بصلاحه فيكون له مثل أجورهم؛ لأنّه تسبب فيها وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم 1893] فيكون عمره بذلك مباركًا لكثرة ثوابه عند الله -تعالى-.

    فيا عباد الله يا من آمنوا بالله ورسوله انظروا حالكم في أقاربكم:
    هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلةٍ؟

    هل ألنتم لهم الجانب؟ هل أطلقتم الوجوه لهم؟

    هل شرحتم الصُّدور عند لقائهم؟

    هل قمتم بما يجب لهم من محبّةٍ وتكريمٍ واحترامٍ؟

    هل زرتموهم في صحتهم توددا؟ هل عدتموهم في مرضهم احتفاءً وسؤالًا؟
    هل بذلتم ما يجب بذله لهم من نفقةٍ وسداد حاجة؟

    أخي الكريم... أختي الكريمة: هيا استعذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم ومن وساوس النَّفس وصل رحمك وأبق على الود، واحفظ العهد، وأنثر المحبة والسَّعادة والسَّلام، فَصلْ من قطعك وأَعْط من حرمك وأعفُ عمن ظلمك.

    كن كالنَّخيل عن الأحقاد مرتفعًا***بالطُّوب يرمى فيعطي أطيب الثّمر

    نسأل الله -تعالى- أن يصلح ذات بيننا، وأن يملأ قلوبنا تجاه أرحامنا محبّةً لهم، رحمةً بهم، وشفقةً بهم، إنَّ ربّنا قريبٌ سميعٌ، وصلّى الله على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.


    سلسلة العلامتين
    سياتى يوما لن اكون بينكم بل اكون فى التراب بالله عليكم لاتنسوا العبد الفقير من الدعاء

  • #2
    رد: لا يدخل الجنة قاطع

    بارك الله فيك ونفع بك
    أخي الحبيب

    تعليق

    يعمل...
    X