إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنذرتكم النار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنذرتكم النار

    الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    لقد خلق الله تعالى النّار وجعلها مقرًا لأعدائه المخالفين لأمره وملأها من غضبه وسخطه وأودعها أنواعًا من العذاب الّذي لا يطاق، وحذر عبداه وبين لهم السّبل المنجية منها لئلا يكون لهم حجة بعد ذلك، وعلى الرّغم من كل هذا التّحذير من النّار إلا أن البعض من النّاس ممن قل علمهم وقصر نظرهم عن هذه أَبَوْ إلا المخالفة والعناد والتّمرد على مولاهم ومعصيته جهلًا منهم بحق ربّهم عليهم وجهلًا منهم بحقيقة النّار الّتي توعدهم بها، فما هي هذه النّار؟ وما صفتها؟!

    - أول من تسعر النّار بهم جهنّم

    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أول النّاس يقضى يوم القيامة عليه، رجلٌ استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت. ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأتي به. فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنّك تعلّمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه. فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت. ولكنك فعلت ليقال هو جواد. فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه. ثم ألقي في النّار» [رواه مسلم 1905].

    - بعث النّار

    عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه قال-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النّار، قال: وما بعث النّار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصّغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى النّاس سكرى وما هم بسكرى، ولكن عذاب الله شديد. فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرّجل؟ قال: أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجلًا، ثم قال: والّذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنّة. قال: فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: والّذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنّة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشّعرة البيضاء في جلد الثّور الأسود، أو كالرّقمة في ذراع الحمار» [متفق عليه].

    - النّار تتكلم وتبصر

    قال -تعالى-: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12].

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «تخرج عنق من النّار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، يقول: إنّي وكلت بثلاثة: بكل جبارٍ عنيدٍ، وبكل من دعا مع الله إلهًا آخر، وبالمصورين» [رواه التّرمذي 2574 وصححه الألباني 3061].

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: «اشتكت النّار إلى ربّها، فقالت: ربّ أكل بعضي بعضًا، فأذن لي بنفسين: نفس في الشّتاء ونفس في الصّيف، فأشد ما تجدون من الحرّ، وأشدّ ما تجدون من الزّمهرير» [رواه البخاري 3260].

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «أبردوا بالصّلاة، فإن شدّة الحرّ من فيح جهنّم» [رواه البخاري 3259].

    - سعة النّار وبعد قعرها

    1- الّذين يدخلون النّار أعداد لا تحصى قال -تعالى-: {يَيَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30].

    وعن أنس عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها ربّ العزّة -تبارك وتعالى- قدمه. فتقول: قط قط، وعزتك. ويزوي بعضها إلى بعض» [متفق عليه].

    2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع وجبة. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "تدرون ما هذا؟" قال: قلنا: الله ورسوله أعلم قال: هذا حجر رمي به في النّار منذ سبعين خريفًا. فهو يهوي في النّار الآن، حتى انتهى إلى قعرها» [رواه مسلم 2844].

    3- كثرة العدد الّذي يأتي بالنّار من الملائكة في يوم القيامة فقد وصف الرّسول -صلى الله عليه وسلم- مجيئ النّار يوم القيامة الّذي يقول الله فيه {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23] فقال: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام. مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» [رواه مسلم 2842].

    ولك أن تتخيل عظم هذا المخلوق الرّهيب الّذي احتاج إلى هذا العدد الهائل من الملائكة الأشداء الأقوياء الّذين لا يعلم مدى قوتهم إلا الله -تبارك وتعالى-.

    4- ما ورد في (مشكل الآثار) للطّحاوي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «الشّمس والقمر ثوران مكوران في النّار يوم القيامة» [صححه الألباني 5620] فتأمل -رعاك الله- حال مخلوقين عظيمين كالشّمس والقمر كيف يكونان كثورين مكورين في النّار.

    - النّساء أكثر أهل النّار

    أكثر من يدخل النّار من عصاة الموحدين النّساء كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «ورأيت النّار فلم أر كاليوم منظرًا قط، ورأيت أكثر أهلها النّساء» [رواه البخاري ومسلم].

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: «يا معشر النّساء تصدقنّ، فإنّي رأيتكنّ أكثر أهل النّار. فقلنّ: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال تكثرنّ اللعن، وتكفرن العشير» [رواه البخاري 1462].

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن أقل ساكني الجنّة النّساء» [رواه مسلم 2738].

    - دركات جهنّم

    جهنّم ولظى من بعدها حطمة***ثم السّعير وكل الهول في سقر
    وبعد ذلك جحيم ثم هاوية***تهوي بهم أبدًا في حرٍّ مستعر


    1- جهنّم: هي للكافرين: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا} [الكهف: 102].

    2- لظى: هم للذين لا يشكرون الله عند الرّخاء ولا يصبرون عند البلاء ويمنعون حق المال ويعرض بعضهم عن الحق فقال -عزّ وجلّ-: {كَلا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: 15-18].

    3- الحطمة: مسكن أهل الغيبة والنّميمة وأهل تجميع الأموال من غير حقها قال -عزّ وجلّ-: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } [الهمزة: 1-9].

    4- السّعير: مسكن المكذب بيوم القيامة.. قال -تعالى-: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان: 11].

    5- سقر: ذكر الله عدة أعمال توجب دخول سقر وهي أربعة: الّذي لا يصلّي، والّذي لا يتصدق، والّذي ليس له اتجاه معين، والّذي يكذب بيوم القيامة.. قال -تعالى-: {إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 39-46].

    6- الجحيم: وهذه للمتكبرين.. يقول -تعالى-: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدّخان: 47-49].

    7- الهاوية: هي أسفل طباق النّار وهي للمنافقين.. يقول -تعالى-: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النّساء: 145].
    واختار الله لهم هذه الطّبقة مع شدة عذابها؛ لأنهم كانوا يخدعون الله وأهل الإيمان.

    -أدنى أهل النّار عذابًا

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أهون أهل النّار عذابًا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه» [رواه البخاري 6561].

    - طعام أهل النّار

    طعام أهل النّار الضّريع والزّقوم.. قال -تعالى-: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6-7]، والضّريع شوك بأرض الحجاز يقال الشّبرق.

    وقال -تعالى-: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدّخان: 43-46].

    وإذا أكل أهل النّار من هذا الطعام الخبيث من الضّريع والزّقوم غصوا به لقبحه وخبثه {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12-13].

    ومن طعام أهل النّار الغسلين: قال -تعالى-: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ} [الحاقة: 35-36]، قال القرطبي: "هو عصارة أهل النّار".

    - شراب أهل النّار

    1- الحميم وهو الماء الحار الّذي تناهى حرّه قال -تعالى-: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمّد: 15].

    2- الغسّاق: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} [ص: 57].

    3- الصّديد وهو ما يسيل من لحم الكافر وجلده {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم: 16-17].

    4- المهل {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29].

    - لباس أهل النّار

    أخبر الحق -سبحانه وتعالى- أنه يفصل لأهل النّار حلل من النّار كما قال -تعالى-: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحجّ: 19-20]، كان إبراهيم التّميمي إذا تلا هذه الآية يقول: "سبحان من خلق من النّار ثيابًا".

    وقال -سبحانه-: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم: 49-50] والقطران: هم النّحاس المذاب.

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «النّائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربالٌ من قطرانٍ، ودرعٌ من جربٍ» [رواه مسلم 934].

    - شدة حرها

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «ناركم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنّم» قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية، قال: فضلت عليهن بتسعة وستين جزءًا، كلهنّ مثل حرها» [رواه البخاري 3265].

    وتسعر النّار يوم القيامة عندما تستقبل أهلها {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التّكوير: 12] أي: أوقدت وأحميت، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصّلاة. فإن شدّة الحرّ من فيح جهنّم» [رواه البخاري ومسلم].

    قال -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بأنعم أهل الدّنيا، من أهل النّار يوم القيامة. فيصبغ في النّار صبغة. ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا. والله! يا رب!» [رواه مسلم 2807].

    - صور من عذابهم

    هناك العديد والكثير من الهول والعذب في نار جهنّم.. فمن ذلك:

    1- إنضاج الجلود: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النّساء: 56].

    2- الصّهر: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحجّ: 19-20].

    3- اللفح: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} [الأنبياء: 39-40]، وقال: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]، وقال: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم: 50].

    4- السّحب: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [القمر: 47-48].

    5- تسويد الوجوه: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: 106].

    6- إحاطة النّار بالكفار: قال -تعالى-: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 55]، وقال في موضع آخر: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزّمر: 16]، وقد صرح بالإحاطة في موضع آخر: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [العنكبوت: 54].

    7- اطلاع النّار على الأفئدة: {كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 4-9].

    قال محمد بن كعب القرظي: "تأكله النّار على فؤاده فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه"، وعن ثابت البناني أنه قرأ هذه الاية ثم قال: "تحرقهم النّار إلى الأفئدة وهم أحياء لقد بلغ منهم العذاب" ثم يبكي.

    - عظم خلق أهل النّار

    يدخل أهل الجحيم النّار على صورةٍ هائلةٍ لا يقدر قدرها إلا الّذي خلقهم ففي الحديث قال: «ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع» [رواه البخاري 6551].

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ضرس الكافر، أو ناب الكافر، مثل أحد. وغلظ جلده مسيرة ثلاث» [رواه مسلم 2851]

    قال زيد بن أرقم: "إن الرّجل من أهل النّار ليعظم للنّار حتى يكون الضّرس من أضراسه كأحد" [رواه أحمد وهو مرفوع].

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعين ذراعًا، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة» [رواه التّرمذي 2577 وصححه الألباني].

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراع، وعضده مثل البيضاء ، وفخذه مثل ورقان ومقعده من النّار ما بيني وبين الرّبذة» [أخرجه المنذري في التّرغيب والتّرهيب 4/352 بإسناد جيد، وحسنه الألباني 3682].

    وهذا التّعظيم لجسد الكافر ليزداد عذابه وآلامه، يقول النّووي في شرحه لأحاديث مسلم في هذا الباب: "هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه وكل هذا مقدور لله تعالى يجب الإيمان به لإخبار الصادق به".

    وقال ابن كثير معلقًا على ما أورده من هذه الأحاديث: "ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم، وأعظم في تعبهم ولهيبهم كما شديد العقاب {ليذوقوا العذاب}".

    - تبرؤ الشّيطان من أتباعه في النّار

    قال -تعالى-: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22].

    - آخر من يخرج من النّار

    عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم آخر أهل النّار خروجًا منها، وآخر أهل الجنّة دخولًا، رجلٌ يخرج من النّار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنّة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنّة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنّة، فإن لك مثل الدّنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدّنيا، فيقول: أتسخر منّي، أو: تضحك مني وأنت الملك. فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنّة منزلة» [أخرجه البخاري ومسلم].

    - يميته الخوف من النّار

    قال ابن المبارك: أخبرنا محمد بن مطرف: "عن الثقة، أن فتى من الأنصار داخلته من النّار خشية، فكان يبكي عند ذكر النّار، حتى حبسه ذلك في البيت فذكر ذلك للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فجاءه في البيت، فلمّا دخل نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- اعتنقه الفتى وخرّ ميتًا.

    - ذبح الموت

    عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا صار أهل الجنّة إلى الجنّة، وأهل النّار إلى النّار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنّة والنّار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنّة لا موت، ويا أهل النّار لا موت، فيزداد أهل الجنّة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النّار حزنًا إلى حزنهم» [رواه البخاري 6548].

    - كيف يتقي الإنسان النّار

    لما كان الكفر هو السّبب في الخلود في النّار فإن النّجاة من النّار تكون بالإيمان والعمل والصّالح، ولذا فإن المسلمين يتوسلون إلى ربهم بإيمانهم كي يخلصهم من النّار {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16]، وقال -تعالى-: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 191-194].

    وقد بينت النّصوص الأعمال الّتي تقي من النّار فمن ذلك
    -محبة الله -تعالى-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لا يلقي الله حبيبه في النّار» [رواه السّيوطي في الجامع الصّغير بإسناد صحيح 9608، وصححه الألباني 5/531].

    -الصّيام جُنّة من النّار: قال -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -تعالى-: الصّيام جنّة يستجن بها العبد من النّار» [حسنه الألباني 4308]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الصّوم جنّة من عذاب الله» [صححه الألباني 3866].

    أما إذا كان الصّوم في حال جهاد الأعداء فذاك الفوز العظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صام يومًا في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النّار سبعين خريفًا» [رواه البخاري 2840].

    ومما ينجي من النّار مخافة الله والجهاد في سبيل الله قال -تعالى-: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرّحمن: 46]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضّرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم» [رواه التّرمذي 1633 وصححه الألباني].

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أغبرت قدمًا عبد في سبيل الله فتمسه النّار» [رواه البخاري 2811].
    قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يجتمع كافر وقاتله في النّار أبدًا» [رواه مسلم 1891].

    استجارة العبد بالله من النّار {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65].

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما سأل رجل مسلم الله الجنًة ثلاثًا، إلا قالت الجنّة: اللهمّ أدخله الجنّة، و لا استجار رجل مسلم الله من النّار ثلاثًا، إلا قالت النّار: اللهمّ أجره مني» [صححه الألباني 5630].

    وفي الصّحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ذكر الملائكة الّذين يلتمسون مجالس الذّكر وفيه: «أفيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم... فيقول: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النّار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا ربّ ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارًا، وأشدّ لها مخافةً، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم» [رواه البخاري 6408].

    سياتى يوما لن اكون بينكم بل اكون فى التراب بالله عليكم لاتنسوا العبد الفقير من الدعاء

  • #2
    رد: أنذرتكم النار

    ​نفع الله بك أخي الكريم

    تعليق

    يعمل...
    X