أولا من أقول السلف في البر
مامن مؤمن له أبوان فيصبح ويمسي وهو محسن إليهما إلا فتح الله له بابين من الجنة.
( ابن عباس رضي الله عنه )
وقال أبوالليث السمرقندي رحمه الله : لولم يذكر الله تعالى في كتابة حرمة عقوق الوالدين , ولم يوص بهما , لكان يُعرف بالعقل أن خدمتهما واجبة.
قال هشام بن عروة رضي الله عنه : مكتوب في الحكمة: ملعون من لعن أباه , ملعون من لعن أمه.( ومعناها: أي يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه , فيصبح كأنه هو الذي لعنهما).
قال بعض الصحابة رضي الله عنهم : ترك الدعاء للوالدين يضيق العيش على الولد.
-------------------------
وقال كعب رضي الله عنه : إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقاً لوالديه ليعجل له العذاب , وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان باراً ليزيد براً وخيراً.
البار بوالديه لا يموت ميتة السوء .
(سعيد بن المسيب رضي الله عنه)
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : كن مع الوالدين كالعبد المذنب الذليل للسيد الفظ الغليظ.
وقال وهب بن منبه رحمه الله : بلغنا أن الله تعالى قال لعُزير عليه السلام: بر والديك , فإن من بر والديه رضيت , وإذا رضيت باركت , وإذا باركت بلغت الرابع من النسل.
وسئل الحسن رضي الله عنه عن الوالد والوالده فقال: حق الوالد أعظم , وبر الوالدة ألزم.
قال ابن محيريز رحمه الله : من دعا أباه باسمه أو كنيته فقد عقه , إلا أن يقول: يا أبتِ
قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء : 23]
قال: لاتنفض ثوبك فيصيبها الغبار. وقال عطاء بن أبي رباح في قول الله تعالى: {وَلَا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء : 23]
قال: لا تنفض يدك عليهما وقل لهما قولاً كريماً. وقال عون بن عبدالله: النظر إلى الوالدين عبادة [ قلت: فكيف البُر بهما].
-------------------------
قال عمر رضي الله عنه لرجل قتل نفساً: والذي نفس عمر بيده لو كانت أمه حية فبرها وأحسن إليها , رجوت أن لا تطعمه النار
قال عطاء رحمه الله : لا يؤم الرجل أباه وإن كان افقه منه.
وقال القيسي رحمه الله : قلت يا أباهريرة , إن الجهاد قد فضله الله وإني كلما رحلت راحلتي جاء والداي فحطا رحلي قال: هما جنتك فأصلح إليهما ثلاثا. وقال مجاهد: دعوة الوالد لاتحجب دون الله تعالى.
قال عروة بن الزبير رضي الله عنه : "ما برّ والده من شد الطرف إليه"
قال بعض العلماء رحمهم الله : "من وقّر أباه طال عمره، ومن وقّر أمه رأى ما يسرّه، ومن أحدَّ النظر إلى والديه عقهما"
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه : كن مع الوالدين كالعبد المذنب الذليل للسيد الفظ الغليظ. وقال وهب بن منبه: بلغنا أن الله تعالى قال لعُزير عليه السلام: بر والديك , فإن من بر والديه رضيت , وإذا رضيت باركت , وإذا باركت بلغت الرابع من النسل. وسئل الحسن عن الوالد والوالده فقال: حق الوالد أعظم , وبر الوالدة ألزم.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : لأبن مهران , لاتصاحب عاقاً، فإنه لن يقبلك وقد عق والديه ( لأن حقهما أوجب حقاً منه عليه )
ثانيا من أحوال السلف في البر
عن ابن الهداج قال: "قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته، إلا قوله: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء : 23]
ما هذا (القول الكريم)؟ فقال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظّ الغليظ".
عن أبي بردة قال: "إن رجلاً من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، وهو يقول:
إني لها بعيرها المدلل إذا ذعرت ركابها لم أذعر
وما حملتني أكثر
ثم قال: أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة".
-------------------------
ذكر علماء التراجم أن ظبيان بن علي كان من أبرّ الناس بأمه، وفي ليلة باتت أمه وفي صدرها عليه شيء، فقام على رجليه قائماً حتى أصبحت، يكره أن يوقظها، ويكره أن يقعد.
كان حيوة بن شريح يقعد في حلقته يعلّم الناس، فتقول له أمه: "قم يا حيوة! فألق الشعير للدجاج"، فيترك حلقته ويذهب لفعل ما أمرته أمّه به.
وكان زين العابدين كثير البر بأمه، حتى قيل له: "إنك من أبرّ الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة؟"، فرد عليهم: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها؛ فأكون قد عققتها".
وسئل أبو عمر عن ولده ذر فقيل له: " كيف كانت عشرته معك؟"، فقال: "ما مشى معي قط في ليل إلا كان أمامي، ولا مشى معي في نهار إلا كان ورائي، ولا ارتقى سقفاً كنتُ تحته".
وقد بلغ من بر الفضل بن يحيى بأبيه أنهما كانا في السجن، وكان يحيى لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فمنعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فلما نام يحيى قام الفضل إلى وعاء وملأه ماء، ثم أدناه من المصباح، ولم يزل قائماً والوعاء في يده حتى أصبح.
-------------------------
وكان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض , ثم يقول لأمه: ضعي قدمك على خدي.
يقول محمد بن المنكدر: بات أخي يصلي، وإخوان محمد: واحد يقال له: أبو بكر، وواحد آخر اسمه عمر، يقول: بات أخي يصلي وبت أغمز قدم أمي، يقول: وما أحب أن ليلتي بليلته، يعني: صنيعه بأمه هذا يفضل عنده قيام الليل.
-------------------------
روى عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة، فقيل له في ذلك فقال: "أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها"
قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرّ من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما، فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.وأما حارثة، فإنه كان يفلي رأس أمه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج، ما أرادت أمي؟!"
أراد كهمس قتل عقرب، فدخلت في جحرٍ، فأدخل يده خلفها فضربته، فقيل له: "كيف تُدخل يدك في الجحر؟ قال: خفتُ أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها"
قال حميد: لما ماتت أم أياس بن معاوية: بكى , فقيل له: مايبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة , وأُغلق أحدهما.
- قال سفيان بن عيينه: قدم رجل من سفر فصادف أمه قائمة تصلي , فكره أن يقعد وهي قائمة , فعلمت ما أراد فطولت ليؤجر.
ثالثا من تغريدات المعاصرين في البر
"كما ربياني صغيرا"
حين يرحل أحد الوالدين أو كلاهما
تحدث عن كل ذكرى جميلة فقط.
كم في مذكرات الناس وأحاديثهم
من إخلال بهذا المبدأ العظيم.
(د.عبدالله بلقاسم)
من أبهى مشاهد البر أن ترى بعض الأبناء الذين تذوقوا لذائذ هذا المقام، إذا جلسوا مع والديهم يرمقون نظرات والديهم بلطف، فإن لمسوا من نظرة أحد الوالدين أنه احتاج تقريب شيء من طعام أو منديل أو نحوه.. تباروا في تقريبه إليه..يا الله كم لتلك المشاهد من رونق إيماني وأخلاقي أخّاذ..المعطيات "المعنوية" في بر الوالدين أكثر فخامة من مجرد الخدمات الحسية..
[ إبراهيم السكران ]
أحسن طريقة لتحقق طموحك في "بر الوالدين"، وترتوي من نهمة التذلل لهما، أن تجعل برهما "أولوية" بحياتك، وتنسج كل المهام الأخرى تبعا لهذه الأولوية!!
[ إبراهيم السكران ]
أرأيت ذاك الذي وضع والدته عن كتفه إلى لحدها،وأهال عليها مع الناس التراب؟!
لو تدري ما في فؤاده من اللوعة على فوات برها!
ها أنت في زمن الإمكان..
[ إبراهيم السكران ]
ربك يأمرك بالذلة لهما
قال الله تعالى :
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ}
[الإسراء : 24]
وأنت تضع جوالك على الصامت حين اتصال والدتك لتستكمل مسامرتك مع صحبك!
الدنيا بحذافيرها فداء قدمها
[ إبراهيم السكران ]
يقول الله سبحانه وتعالى :
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
[الإسراء : 23]
الله جل جلاله في كتابه العظيم يكرر اقتران التوحيد والشرك، بقضية البر بالوالدين، في بضعة مواضع من كتابه..
أفيكون هذا التكرار عبثاً! حاشاه سبحانه..
من مقال مجلس للبر أم مقهى؟
[ إبراهيم السكران ]
-------------------------
الجهد المبذول في ( بر الوالدين ) أهون بكثير من ألم الندم وعذابات الذكريات بعد وفاتهما وجهد تحمل عقوق الأبناء ..
بر الوالدين بذوره طيبة و ثماره يانعة الجنى و مذاقه حلواً سائغاً ؛ فبادر بالبذر و انتظر ثمراتِهِ الرائعة..!
بر الوالدين ..نهر ساقه الله لنا نغترف منه قد لا نحس بقيمته وأثره وبركته إلا بفقده فلننهل منه ما دمنا قادرين.. قبل أن ينضب بفقدهما فنندم!
بر الوالدين دِين ودَين ' فَ الأول يأخذك إلى الجنة , والثاني يرده لك ٱبنائك...
تعليق