كيف تندم على فوات نصيبك من النار؟!
شعور النفس بالحسرة والندم على فوات لذة محرمة، سواء كانت شهوانية أو غيرها مما تهواه النفس الأمارة بالسوء، يمثل بعينه ندماً على النجاة من قعر جهنم؛ حيث تُصلى أعضاء الجسد بعد انصهار الجلد وصولاً إلى اللحم و العظم، بعد مرور 70 عاماً من السقطة عن الصراط نسأل الله العافية!!
فاحمد الله على معافاته لك من كل واقعة زنا لطالما ملأ الشيطان عقلك بتفاصيلها!! أو فرصة حصول على أموال محرمة، استهوتها نفسك في لحظة من اللحظات، وهامت آمالك في كيفية إنفاقها!!
واعلم أن لنعمة العافية صوراً لا تعد ولا تحصى، منها :
* حرمانك من مخالطة الفاسدين ومعايشة بيئاتهم المتردية التي تهون عليك الوقوع في المعاصي؛ إذ تعتبر في حد ذاتها (عافية)!!
* وسعيك الحثيث للحصول على شهوة رخيصة، حال لطف الله بينك وبينها (عافية)!!
* وشرح الله صدرك لطاعة من الطاعات، وأنت في طريقك للوقوع في معصية؛ فيستبدل شرك بخيرك؛ لكي يأجرك رغم أنفك (عافية)!!
* وحرمانك من رزق؛ قد يتسبب في هشاشة دينك، وهيمنة شرور نفسك عليك؛ معافاة لك من النار وعذابها (عافية)!!
* ووجودك في بيئة الصالحين، وهوان الدنيا عليك؛ وتطلع أشواقك إلى الآخرة (عافية)!!
* وتيسير خطاك لحلق العلم؛ لتعلم ما يسخطه عليك؛ وما يرضيه عنك من أحوال القلوب؛ كي تنجو من سخطه وعذابه، وسوء عقابه (عافية)!!
وهذا غيض من فيض عافية ربنا الرحمن سبحانه وبحمده، وما وسعته رحمته؛ وجاد به فضله، أكثر من ذلك بكثير، فتذكر نعمة الله عليك، ولطفه بك؛ كلما غلبتك نفسك الأمارة بالسوء بنوازغ شرورها؛ وحاولت إضفاء مشاعر الحزن عليك؛ وهماً منها بحرمانك من لذة المعاصي التي تنقلب على مرتكبها حتماً بمشاعر الكآبة وضيق الصدر والملل، بل وتأصل في أعماق قلبه هواجس الخوف والرعب من المجهول، كنوع من الغرامة العاجلة؛ جزاء جرأته على الله وعلى حدوده!!
فالزم جنب الله في دنياك؛ مهما تغير الصحب من حولك؛ ففيه أمانك وطمأنينتك وسعادتك وفوزك، وإياك وهوان المعصية عليك؛ فإنه والله مؤشر سقم القلوب؛ إلم يكن مؤشر مواتها وخرابها!!
واعلم أن أي مشاعر حزن تنتابك على فوات أي لذة من ملذات المعاصي؛ إنما هو في حقيقة أمره؛
ندم على فوات نصيبك من النار!!
تعليق