بين ما كان وما يترقب أن يكون . . مصر إلى أين؟!
منذ أن انلقب الإسلاميون على ثوابتهم، وانزلقوا في مستنقع الديمقراطية الدهماء، ومنذ أن ابتلاهم الله بانقلاب مجرمي العسكر عليهم؛ ليميز الخبيث من الطيب، ويطهر ساحة الدعوة من الأدعياء الخبثاء؛ والغباء هو سيد الموقف في ساحة المفسدين السفهاء، بعدما لازم جميع تصرفاتهم، بل وحتى أبسط تصريحاتهم كظلٍ لصيق؛ لم يفارقها قيد أنملة!!
وكأن الله يبعث برسالة للغرباء من عباده مفادها؛ أن من هوان الظالمين عليه (سبحانه وبحمده)؛ أن سلط عليهم عدواً من عقولهم؛ بعدما طُمِسَت بشؤم ظلمهم وجرمهم؛ فلم تَعُد تعقل ما تقوم به، بل وأضحى الفشل والفضيحة مقرونين بنهاية كل مسلسل من مسلسلات مخططاتهم؛ مما جعلهم بالفعل أضحوكة للعالم بأسره، فضلاً عن قطاع عريض من شعبهم!!
كل هذا يجعل الغرباء يزدادون يقيناً بأن الأمر كله بيد الله وحده؛ وأنه قد توجبت عليهم العودة للثغور التي تركوها (أسفاً) والتي تمثل المهمة الأساسية التي انتدبهم الله إليها منذ قديم الأزل، ألا وهي مواصلة مسيرة الأنبياء على درب الدعوة إليه سبحانه، ليأخذوا بأيدي الناس إلى رحابه من جديد؛ فينقذون أنفسهم ومجتمعاتهم من المصائب المحيطة بأقطار العالم؛ بسبب بعدها عن الله والدار الآخرة!!
ولعل فيما وقع على أرض مصر من أحداث عبرة وعظة؛ بعدما استغفل العلمانيون الدعاة إلى الله، واستدرجوهم لمسالك موحشة؛ لم يطلب منهم أبداً أن يلوثوا سمعة الإسلام في مستنقعاتها، إلا أنهم انخدعوا ببريق الظهور الإعلامي، والتنافس الغير شريف بين تلك الأحزاب الآثمة التي انخرطوا فيها؛ ومن هنا بدأ مسلسل الترخص ثم الترخص الذي لم يبق لنا قطرة ماء في الوجوه!!
إن الدعوة إلى الله تعالى والانشغال بإصلاح الذات، ومن ثم المجتمعات، لهو الأساس القوي والمتين الذي ينبني عليه المجتمع المسلم الصالح، الموحد في عقيدته، والمحصن من موجات التغريب الآثمة التي تحاول النيل منه دوماً، سواء على النطاق الإعلامي أو الاجتماعي أو الاقتصادي؛ لترضخه تحت إرادتها؛ وهذا ما سوف يستعصي عليهم بإذن الله تعالى أمام مجتمع مسلم؛ تشبع بالدعوة الطاهرة الصحيحة!!
وعليه؛ فسيكون أمامنا فرصة عظيمة من جديد في مصرنا الحبيبة والأمل معقود في الله دوماً، أن تظهر نماذج ربانية من الدعاة إليه سبحانه؛ لتريه من أنفسها خيراً في ساحات الدعوة إليه، والبذل لدينه!!
فأيقنوا أحبتي أننا سوف نُذعن قلوب الخلق لبارئها من جديد خوفاً وطمعاً، وسوف تهتز أرجاء مساجدنا تذكيراً ودعوة، وسوف نربي أجيالنا القادمة على ثوابت هذا الدين؛ فلا قداسة لأشخاص بإثم مبين، ولا تعظيم إلا لأوامر رب العالمين؛ فهذا الدين يبقى، ولن تنل منه مخططات الأعداء شيئاً مهما تعاظمت؛ وراية التوحيد في أيدي عباده الصالحين سوف تعلو وتسود يوماً بعد يوم؛ ولن تسقط ما بقي مسلم على وجه الأرض!! فأعدوا لهذا اليوم عدته، وأبشروا بنصر الله ورحمته، وانتظروا إنا منتظرون.
تعليق