ضحية تعشق المذلة . . وقاتل يتصنع المسكنة!!
بعيداً عن ترهات الخانعين، وآلية تحليلات المنكوسين، دعنا نتخلص من إرث المغفلين، وعهر منهج الليبراليين والعلمانيين، فلسنا بمسؤولين عن سوء تخطيط المجرمين، حينما ترتد عليهم بعض شظايا ألغام مكرهم اللئيم بأمة المسلمين!!
فما داعش وسيناريوهات الصراع الدموي في بلاد المسلمين إلا صنيعة الغرب المجرم الأثيم!! وما مجوس إيران وأراجوز حزب اللات، وعملائهم من قادة الانقلاب في كل من مصر وليبيا وتونس، سوى خناجرهم المسمومة في خاصرة المسلمين!! وما استخدام الكيماوي في سوريا، وإبادة أهل السنة في العراق، وحصار أهل غزة والإمعان في إذلالهم وإطالة أمد معاناتهم، إلا بضوء أخضر، بل وبإجماعٍ من قادة معسكر الغرب اللئيم!!
أفحين تتفلت منهم إحدى أذرع سرطانهم الخبيث؛ فتنسف لهم جبهة في باريس، أو تفقأ لهم عيناً في روسيا، أو تتوعدهم بالثأر في أوروبا؛ تتسارع وفود المذلة والمهانة بتقديم خالص العزاء، وسكب دموع التماسيح على ما أصاب عشرات منهم؛ في حين يبالغون في التعامي عن أرواح مئات الآلاف من إخوانهم الذين قضوا ظلماً وعدواناً؛ وشردت عوائلهم في أقطار الدنيا؛ بعدما سلبت منهم أموالهم أو أغتصبت نسائهم بأيدي نفس القاتل الذي يتسابقون (خسة ومذلة) لتقديم العزاء له!!
إننا أمام مشهد مهين؛ يخجل التأريخ أن يسجل وقائعه المخزية بين أسطر صفحاته!! حيث تتفاخر الضحية فيه بإظهار أعتى ألوان الفجر في عشق المذلة والمهانة!! في حين يرتدي القاتل اللئيم عباءة المظلومية، ويخرج علينا بمظهر المنكسر المسكين، جلباً لعطف العالمين، أو إن شئت قفل : (شحذاً لأحقاد المتربصين، وتأجيجاً لنار العداوة والبغضاء في صدروهم ضد الإسلام والمسلمين)!!
إننا ومهما حاولوا خداعنا بسيناروهاتهم الرخيصة؛ لتوجيه تهمة الإرهاب أو العداون لديننا السامي الحنيف، فلن ننس أو نتغافل عن كونهم المصدر الحقيقي للظلم والإرهاب!! فها هي الضحية المسكينة (فرنسا) التي يتباكى العالم اليوم مصابها؛ تمنح لنفسها الحق بالأمس القريب!! بقيادة (الأرعن هولاند) حق استباحة بلاد المسلمين، وإراقة دمائهم في (أزواد) بعدما صبت جام غضبها، وحمم طائراتها (منذ عامين فقط وعلى مدار شهر كامل) فتكاً بفقراء مساكين، وإزهاقاً لأرواحهم، وهم العزل الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وليس لهم من طعام سوى ما يأكلونه من خشاش الأرض وأعواد الصحراء الجافة، فقتلت منهم الآلاف بدمٍ بارد، صاحب ذلك صمت مطبق من العالم أجمع؛ فلم نسمع من الخانعين المتنطعين قولاً، أو من علماء السوء المتفيهقين همساً!! ربما لأنهم ليسوا من سكان باريس!!
وخلاصة القول، لن تكون فرنسا أو غيرها من بلاد الغرب بحاجة لارتداء ثوب المسكنة مراراً وتكراراً، أو انتظار وفود المعزين والمتملقين؛ إذا ما كفت عن مؤامراتها ودسائسها الخبيثة في بلاد المسلمين!!
فهل بإمكانهم أن يعقلوا الدرس؟!
تعليق