إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لنُـــعد القصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــة!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنُـــعد القصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــة!!




    لنُـــعِد القصــــــــــــــة!!


    ما أن يفتح عيناه كل صباح؛ حتى يستجمع ذاكرته لإحصاء ما عليه من أعمال دنياه، فيصلي صلاته ثم ينطلق إلى مقر عمله؛ لينهمك على الفور انهماكاً كاملاً في تفاصيلها، وما أن يشعر بالجوع حتى يسارع بتناول شيئاً من الطعام، وفي طريقه بعد الحصول على طعامه يصلي صلاة الظهر مع عامة الناس، ومن ثم يبدأ رحلة الانهماك في أعمال دنياه من جديد، فيتفاعل غضباً مع ذلك الخبر، ويتهلل فرحاً بذاك، ويعنف ذلك العامل أو الموظف لسوء أدائه، ويمدح ذاك، حتى يرجع نهاية اليوم منهوكاً متعباً من شدة العناء، لا يكاد يرى أمامه من شدة التعب، فيدخل بيته، لا يكاد يصدق أنه قد بلغ أعتابه من شدة الإرهاق، فيغتسل ويلبس أفضل ثيابه؛ استعدادً لجولة الاستمتاع بالبنين؛ بعدما انشغل طوال يومه بالمال
    !!

    والآن لنعــــد القصة!!


    ما أن يفتح عيناه كل صباح؛ حتى يلجأ بقلبه إلى الله قبل نسمات الفجر وفي الثلث الأخير من الليل، لكي يعينه على استجماع ما عليه من أعمال، كي يتمكن من إنجازها ويحقيق منها الأرباح التي يفريج بها كربات إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
    !!فلقد اعتبر نفسه وكل ما يملك من شركات، مجرد عامل بسيط، ينتظر أجره من الله ولا أحد غير الله، مقابل عمله في مشروع ضخم ما هو إلا أحد عناصره، حيث يهدف هذا المشروع لإحياء نهضة الأمة من كبوتها، وإعلاء كلمة هذا الدين من جديد!!

    فيصلي ركعتين دامعتين في جوف الثلث الأخير، ولسان حاله يقول : (
    ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) ثم يذهب لصلاة الفجر، طمعاً في الدخول في ذمة الله حتى يمسي، ثم ينطلق إلى مقر عمله مبكراً رغبة في بركة البكور التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ ثم يستحضر النية الصادقة، ويعقد العزم على إنجاز كل ما من شأنه جلب المزيد من الرزق الحلال لإغداقه على أرامل ويتامي المسلمين أينما كانوا!!

    فتدفعه تلك النية الصالحة إلى الانهماك الكامل في إنجاز تلك الأعمال بمنتهى المصداقية (
    عبادة لله تعالى) وما أن يستشعر الظمأ إلى الذكر؛ حتى يسارع بأداء صلاة الظهر في جماعة مع المسلمين، ويتناول شيئاً من الطعام ليقيم صلبه، ومن ثم يبدأ رحلة العمل الجاد من جديد، فيتفاعل غضباً مع ذلك الخبر؛ خشية تأثيره على أموال المسلمين، ويتهلل فرحاً بذاك تيمناً بزيادة أرزاقهم، ويعنف ذلك العامل أو الموظف لسوء أدائه، لأن الغاية أسمى من مجرد العمل الرويتيني المقيت، وإنما هو صالح المسلمين والحفاظ على أرواحهم وصيانة أعراضهم من ذل السؤال، ويمتدح ذاك لأنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق تلك المصلحة العليا، حتى يرجع نهاية يومه منهوكاً متعباً من شدة العناء، لا يكاد يرى أمامه من شدة التعب، فيدخل بيته، لا يكاد يصدق أنه قد بلغ أعتابه من شدة الإرهاق، لكن روحه في نفس الوقت تطير فرحاً، لأنه ما فعل ذلك كله إلا لله، فيغتسل ويلبس أفضل ثيابه؛ استعداداً لجولة الاستمتاع بالبنين حين يصطحبهم لصلاة المغرب والعشاء بالمسجد المجاور، وينعم هناك بأجواء الأخوة الصالحة؛ ومن ثم يعود ليتسامر مع أهله وأبنائه بما فيه صلاح دينهم ودنياهم!!

    والخلاصــــــــــــــــة


    إن النية عالم خفي، ينعكس على نفوسنا بالسعادة أو الشقاء، ففي الصياغة الأولى لنمط حياة (
    نفس الرجل) قد يتوهم القارئ أنه عبد للدرهم والدينار، متلهف على دنياه، لا يعدو كونه حماراً بالنهار جيفةً بالليل!!ولكن حينما صيغ نمط حياته، مع تسليط الضوء على ما وراءها من نية الصلاح، اختلف تقييم القارئ (لنفس الرجل) حيث أضحى يمثل في ذهنه نموذج العابد الزاهد الجواد الكريم، الذي آثر إخوانه بزينة الحياة الدنيا، وبذل كل غالٍ ونفيس من أجل إسعادهم، وتفريج كرباتهم!! وأنكر ذاته في سبيل ذلك؛ ابتغاء مرضات الله تعالى!!

    إذاً إنها النية الصالحة يا عباد الله !!!!


    النية التي تحيا بها سعيداً بما بينك وبين الله من حال لا يطلع عليك فيه أحد من الناس، فتسعد بقربه، وتنعم ببركته، وتشعر بأمانه، وتأنس بذكره، وتستشعر أنك من خاصة عبادة؛ بما يسر لك من طاعة (
    صلاح النية) فأعانك على تفريج كربة هنا، أو إصلاح ذات بين هناك، أو سعي في حاجة أخ لك بين ذاك!!

    إنها
    النية التي تعتبر بمثابة نبع ارتواء الظمأى لرحمة الله لو كانوا يعلمون، وتمام أجواء السعادة للأشقياء لو كانوا يعقلون،وذهاب جبال الهم والحزن عن قلوب المكروبين لو كانوا يفقهون!!
    بل هي حقيقة حياة القلب لله وبالله لمن رغب في استشعار معنى الحياة الحقيقة لو كانوا يصدقون!!

    ألا فأصلحوا نياتكم يا عباد الله، تنصلح لكم أحوال دنياكم، وتسعدون بعظيم الأجر في أخراكم، ولتكن العزيمة عند بدئ أي عمل كان دينياً أو دنيوياً منصبةٌ على استحضار النية الصالحة والصادقة لله رب العالمين، منذ الوهلة الأولى . . وذلك حتى لا نكون بحاجة لإعادة القصة من جديد
    !!


    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]

  • #2
    رد: لنُـــعد القصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــة!!

    بارك الله فبك أخي الكريم ونفع بك
    وجزاك عنا كل خير

    تعليق


    • #3
      رد: لنُـــعد القصـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــة!!

      المشاركة الأصلية بواسطة متبع أهل السنة والجماعة مشاهدة المشاركة
      بارك الله فبك أخي الكريم ونفع بك
      وجزاك عنا كل خير


      اللهم آمين وإياكم والمسلمبن أخي الكريم
      [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
      [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق

      يعمل...
      X