Tweet
تَذَكُرٌ وإبصارٌ . . للقضاء على طائف الشيطان!!
صراع الخير والشر في النفس البشرية، قضية كبيرة علاجها يسير على من يسره الله عليه!!
فهي لا تتطلب منك سوى العلم بأن هناك عدوٌ متربص بك؛ يتحين الفرصة لاستجماع العديد من العوامل الخارجية والباطنية دعماً لمعسكره؛ لكي ما يشن عليك هجومه الذي ذكره الله تعالى في كتابه بوصفه (طائفٌ من الشيطان)!!
فقلة الصوم وكثرة اللغو وقلة الذكر ومخالطة الغافلين من الخلق، وإطلاق البصر وكثرة الأكل والنوم وعدم المحافظة على صلاة الجماعة وإهمال السنن والنوافل، والانشغال بالملهيات عن الدعوة والعلم، كلها عوامل تعضد معسكر الشيطان، وتدعم هجومه عليك بذلك الطائف الشيطاني!!
فهي في حقيقة أمرها ممهدة لانهيار بنيان إيمانك؛ لأنها كالسوس الذي ينخر في حصونه، وأنت لا تدري!!
فإذا ما داهمتك الفتن وأنت على مثل هذه الحالة المهترئة من (سمت ظاهري يوحي بالتدين مع باطن خاوي من مصداقية التدين)!! خارت أمامه تلك الأحصنة المتآكلة، ووجدت نفسك على حين غرة في وسط براثن السوء والفحشاء؛ لتعاين بنفسك كم التهاون والإهمال الذي كان منك تجاه صيانة قلبك، وعدم تحصينك له من مضلات الفتن!!
أما الذين اتقوا إذا ما حاول الشيطان شن هجومه عليهم، ولو على حين غرة منهم، كان لهم من الزاد الإيماني (الناتج عن صيانة قلوبهم، ورعاية أحوالها) ما يبددون به كل أسلحته، ويشتتون به جميع قذائفه بعيداً عن حصنهم الحصين، وذلك بآلية استشعار عظمة جلال الله والخوف منه سبحانه، وتذكر أهوال الدار الآخرة!!
فينكشف على إثر ذلك معسكر الأعداء، ويتضح حجم المؤامرة التي كان يسعى من خلالها لاقتحام حصون إيمانهم، غير أن (آلية التذكر المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخوف من الله تعالى) قد نتج عنها تلقائياً حالة من الإبصار النوعي؛ الذي كشف (بقوة عمقه) جميع أبعاد المعسكر الشيطاني، وأضحت ساحة المعركة أمامه مكشوفة؛ لرؤية تلك الجثة الهامدة من العدوان الشيطاني، وهي ممدة على مدرج دمائها، في ظلال نشوة إيمانية بالانتصار على الشيطان والنفس والهوى!!
فالقضية باختصار شديد، (تقوى) تستقي زادها من فعل الطاعات وشدة الإخلاص لله عز وجل، ثم (آلية تذكر) يغمرها الخوف منه سبحانه، ينتج عنها حالة من (الأبصار) التي تتباين على إثرها ظلمة المعاصي، ونور الطاعات!! . .
جمع الله تعالى كل ذلك في قوله :
(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) الأعراف
تعليق