السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.http://www.youtube.com/watch?v=WjNm5yoCVUQ
أنصح نفسي وإياكم بعدم الإفراط فى الطعام والشراب كثيرا
بداية نرحب بكم , ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وهنيئًا لك بالالتزام والتمسك بكتاب الله والحرص عليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخروج مما أنت فيه.
ونعتقد أن الأمر بيدك، فعليك أن تكفَّ البصر، وأن تبتعد عن تلك المناظر وهذه الشهوات، فإن الإنسان إذا نظر إلى المناظر الخليعة, ودخل المواقع المشبوهة؛ يتوقع بعد ذلك أن تأتيه الإثارة، علمًا بأن العادة السيئة لا توصل إلى الإشباع، لكنها توصل إلى السُّعار، وبالتالي يظل الإنسان في جوع مستمر، ولا يصل إلى الإشباع، لكنه يُصاب بالاكتئاب وبالضيق وغير ذلك من الفتور ومن الضعف، ومن الآثار التي أجابك فيها الطبيب وأجاد وأفاد.
ونعتقد أن الأمر بيدك، وأنت صاحب عزيمة ولله الحمد، وأنت مسلم، والمسلم يترك طعامه وشرابه لله تبارك وتعالى، فكيف لا يستطيع أن يخرج من العادة السيئة ومن الممارسة الخاطئة.
إذن أنت شاب وأنت صاحب عزيمة، وأنت صاحب إرادة، وأنت عاقل وناضج ولله الحمد، والدليل على ذلك هو هذه الاستشارة المرتبة، وأنت كذلك تحمل روحا طيبة، وروحا وثّابة، ونفسا أمارة بالخير -إن شاء الله تعالى– تأمرك بالطاعة وتدفعك إلى التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فصَدِّق هذه المشاعر، وابدأ عهدًا جديدًا وثقة في الله المجيد سبحانه وتعالى.
ونحن (حقيقة) سعداء بهذا التواصل مع الموقع، وندعو كل شاب أن يشغل نفسه بالخير قبل أن تشغله بالباطل، وإذا كنت لا تخرج وتظل وحدك فإن الوحدة أيضًا من الخطورة بمكان، لأن الشيطان مع الواحد، بل نحن ندعوك إلى الخروج إلى الشارع والجري والمشي والرياضة والحركة والوجود مع الناس.
لا تظن أن الجلوس في البيت أمام هذه الأجهزة أخف ضررًا من الخروج، فإن الخروج أرحم بكثير من الدخول لمواقع مشبوهة؛ لأن الإنسان في الشارع يكون مقيدًا بكثير من القيود ويرى الخير ويرى الشر، لكن الذي يدخل المواقع السيئة ماذا ينتظر أن يرى سوى الشر.
لذلك نحن ندعوك فعلاً إلى عدم الجلوس في البيت، وإلى شغل النفس بحفظ كتاب الله، وببعض الوظائف والأعمال التي تتطلب جهدًا وطاقة حتى تستنفذ هذه الطاقات فيما يُرضي الله تبارك وتعالى.
إذا رجعت إلى الله تبارك وتعالى وعدت إلى الله فإن الأمور ستعود إلى نصابها وصوابها، وستبلغ العافية بحول الله وفضله ومنّه، فتوجه إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن ما عند الله من الخير والعافية والتوفيق والنجاح والزواج لا ينال إلا بطاعته، فاحرص على أن تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، وجدد التوبة، واحذر أن يُوصلك الشيطان إلى مرحلة اليأس، فإن هذا الشيطان عدو، وهم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارِّهم شيئًا إلا بإذنِ الله.
وكما قلت لك: مهما وقع الإنسان في المعاصي فما ينبغي أن ييأس من رحمة الرحيم، وعليه أن يُجدد التوبة والعودة إلى الله تبارك وتعالى، حتى يكون الشيطان هو المخذول وهو النادم، فإن الشيطان يندم إذا تبنا، ويحزن إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فلنعامل هذا العدو بنقيض قصده، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يتوب علينا وعليك.
فالمهم: الإنسان عندما يصل لمرحلة الوسوسة عليه أن يعامل الشيطان بنقيض قصده، ولا يقف طويلاً، فإذا تيقنتَ أنك تطهرتَ، وأن البول قد انقطع، فبعد ذلك عليك أن تدخل في صلاتك دون أن تلتفت لما قد يأتي به الشيطان، فإن اليقين لا يزول بالشك، والشيطان حريص على أن يُشوش على الإنسان بتلك هذه الأمور.
لكن إذا مضى الإنسان وخالف الشيطان, ولم يلتفت إلى تلك الوساوس؛ فإن الشيطان يتركه ويمضي، فعلاج الوسوسة إذن في إهمالها، في مخالفة الشيطان، في أخذ الاحتياطات، ثم عدم الالتفات بعد ذلك لما يحدث بعد ذلك، وكما قلنا: يكفي أن تنضح الثياب وتصلي فيها.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
تعليق