الثلاثاء 2 رجب 1436 هـ
مجلة البيان | منتدى القراء
12/10/2010 عدة كتـّاب
العدد : 269
الدعوة على بصيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال - تعالى -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ} [يوسف: ٨٠١] معنى البصيرة يُفهم من خلال السورة الكريمة وأحداثها؛ فقد تجلت معاني البصيرة في أعلى درجاتها في يعقوب - عليه السلام - الذي فَقَد بصره ولم يفقد بصيرته، فقال: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[يوسف: ٦٨]، وقال: {إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ}[يوسف: ٤٩]، ومنها أن يوسف - عليه السلام - كان بصيراً بالله وبأسمائه وصفاته؛ لذا كان التوجيه هنا إلى التأسي بيعقوب ويوسف - عليهما السلام - في السيرة، وفي حُسْن الظن بالله، وفي النظر إلى عواقب الأمور، وفي الدعوة إلى الله، وعلى الداعي أن يكون ذا بصيرة، وتسبق بصيرته دعوته؛ فإن لم يكن ذا بصيرة، فكيف يكون داعيةً على طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
ويستلزم تحقيق البصيرة ما يلي:
1 - أن يكون الداعية بصيراً بمن يدعوا إليه، وهــو الله، سبحــانه. يقول ابن القيم - رحمه الله -: (البصيرة على ثلاث درجات، من استكملها، فقد استكمل البصيرة: بصيرة في الأسماء والصفات، وبصيرة في الأمر والنهي، وبصيرة في الوعد والوعيد)[1].
2 - أن يكون بصيراً بمن يدعوه؛ من حيث حالُه وسِنُّه وعِلمه أو جهله وثقافته، ومسلم أم غير مسلم؛ لأن الداعي كالطبيب، لا بد قبل أن يصف الدواء أن يُشخِّص الداء ويراعي التدرج في العلاج، والبدء بما يكون صالحاً مفيداً متقبَّلاً مستساغاً.
3 - أن يكون بصيراً، محدِّداً لأهداف دعوته (الكلية والجزئية ،القريبة والبعيدة).
4 - أن يكون بصيراً بالأساليب والوسائل المشروعة الموصلة إلى الأهداف المرسومة؛ ذلك أن الدعوة إلى الله عبادة.
5 - أن يكون ذا بصيرة ببيئة الدعوة وطبيعة المرحلة
[1] مدارج السالكين: 1/ 118.
أمين بن يوسف الدميري
دكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية
مجلة البيان | منتدى القراء
12/10/2010 عدة كتـّاب
العدد : 269
الدعوة على بصيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال - تعالى -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ} [يوسف: ٨٠١] معنى البصيرة يُفهم من خلال السورة الكريمة وأحداثها؛ فقد تجلت معاني البصيرة في أعلى درجاتها في يعقوب - عليه السلام - الذي فَقَد بصره ولم يفقد بصيرته، فقال: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[يوسف: ٦٨]، وقال: {إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَن تُفَنِّدُونِ}[يوسف: ٤٩]، ومنها أن يوسف - عليه السلام - كان بصيراً بالله وبأسمائه وصفاته؛ لذا كان التوجيه هنا إلى التأسي بيعقوب ويوسف - عليهما السلام - في السيرة، وفي حُسْن الظن بالله، وفي النظر إلى عواقب الأمور، وفي الدعوة إلى الله، وعلى الداعي أن يكون ذا بصيرة، وتسبق بصيرته دعوته؛ فإن لم يكن ذا بصيرة، فكيف يكون داعيةً على طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
ويستلزم تحقيق البصيرة ما يلي:
1 - أن يكون الداعية بصيراً بمن يدعوا إليه، وهــو الله، سبحــانه. يقول ابن القيم - رحمه الله -: (البصيرة على ثلاث درجات، من استكملها، فقد استكمل البصيرة: بصيرة في الأسماء والصفات، وبصيرة في الأمر والنهي، وبصيرة في الوعد والوعيد)[1].
2 - أن يكون بصيراً بمن يدعوه؛ من حيث حالُه وسِنُّه وعِلمه أو جهله وثقافته، ومسلم أم غير مسلم؛ لأن الداعي كالطبيب، لا بد قبل أن يصف الدواء أن يُشخِّص الداء ويراعي التدرج في العلاج، والبدء بما يكون صالحاً مفيداً متقبَّلاً مستساغاً.
3 - أن يكون بصيراً، محدِّداً لأهداف دعوته (الكلية والجزئية ،القريبة والبعيدة).
4 - أن يكون بصيراً بالأساليب والوسائل المشروعة الموصلة إلى الأهداف المرسومة؛ ذلك أن الدعوة إلى الله عبادة.
5 - أن يكون ذا بصيرة ببيئة الدعوة وطبيعة المرحلة
[1] مدارج السالكين: 1/ 118.
أمين بن يوسف الدميري
دكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية