البعد الحقيقي لصدق محبة الله تعالى!!

[أبو مهند القمري]

البعد الحقيقي لصدق محبة الله تعالى!!

وجدت في نفسي ضعفاً ووهناً يزداد بزيادة ابتعادي عن بيئة الإيمان والصحبة الصالحة؛ فأخذت أبحث في الأسباب الصارمة عما يردعها ويردها لجادة الصواب، فسألت نفسي ما أشد العواقب التي تخشاها بعد عذاب جهنم الذي تمني نفسك بالنجاة منه؛ بتلك التوبة المشوبة بالوهن دوماً، والتي تزعم مصداقيتك فيها وهماً!! فاستولت على مخيلتي عدة مخاوف، تضرب في العمق بأثرها الواضح، وإصابتها المباشرة في شؤون حياتي، ومنها:

· الخوف من حرمان الرزق.

· التخوف من مصائب الدنيا على اختلاف أنواعها.

· الخوف من زوال ثوب الستر ووقوع الفضيحة.

· خشية وقوع العقاب العاجل بالمرض وحرمان العافية في الجسد.

· الخوف من حرمان مشاعر السكينة والطمأنينة بالقرب من الله تعالى.

فايقنت حيينها أنني كاذب في ادعاء محبتي الخالصة لله تعالى!!

حيث أن محبة الله تعالى تعني أول ما تعني؛ السعي الخالص لفعل الخيرات، والابتعاد عن ارتكاب المعاصي والمنكرات حباً لله؛ لاخوفاً من العقاب ولا رغبة في حصول المنافع والعطايا الدنيوية!! إذ ربما يطيع العبد سيده وهو لا يحبه؛ وإنما يطيعه لمجرد حرصه على المنفعة، أو خوفاُ من عقابه فحسب!!

أما محبة سيد الأسياد سبحانه وتعالى؛ فيجب أن تكون محبة خالصة من أعماق القلب، بل ومطلقة دون تقيد برغبة في منفعة، أو خوف من فوات مصلحة، أو حدوث عقاب عاجل أو آجل، تلك هي المحبة الجالبة لرضوانه سبحانه وبحمده!!

· فمن منعته معزة الله في قلبه من اقتراف المعاصي فهو المحب!!

· ومن ولدت محبة الله في قلبه العزيمة على فعل الخيرات، بل والمسارعة إليها فهو المحب!!

· ومن حرص على استشعار القرب من الله تعالى والطمأنينة بذكره، والتلذذ بطاعته وعبادته فهو المحب!!

ألا فليجعل كل مخلص من تلك العلامات الثلاث دليله إلى المحبة الصادقة لله تعالى؛ فبها سعادة الدنيا، ولذة النظر إلى وجهه الكريم سبحانه في أعالي الجنان في الآخرة!!

فاللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك . . اللهم آمين