Tweet
خواطــــــــــر معاين!!
*ما كنت أتوقع أن الأعمال ما ظهر منها وما بطن تنعكس على مدى قابلية الناس لك أو نفورهم منك؛ عصاة كانوا أم صالحين!! إنها الهيمنة الكاملة من خالق هذا الكون على عباده؛ لعل النفوس توقن بأن الأمر كله بيد الله وحده لا شريك له!!
* ليس كل ما تنطق به صواب، وإنما يعتريه بعض الخلل، غير أن كل ما تنطق به يدون وسوف تحاسب عليه يوم لا ينفع الندم، فهلا أيقظت في نفسك آلية المراقبة، حتى تخف الحساب عن نفسك يوم المحاسبة؟! وباختصار شديد . . لو لم يكن لديك رقيب من تقوى الله في القول والعمل، فاجعل لنفسك على نفسك رقيباً؛ قبلما يحل الأجل، ولا ينفعك الندم!!
*تأملت حال العبد في مجاهدة النفس؛ فوجدت أن هناك بعداً آخر في مجاهدتها لا يتعلق بقوة عزيمته على القيام بالطاعات أو تركه للمنكرات، وإنما يتعلق بما يمكن وصفه بحزام الأمان من الانزلاق في مستنقع الضياع والانهيار تحت سياط تقنيط الشيطان له من رحمة الله!! وهذا الحزام يتمثل في حرص العبد على البقاء دوما في الجانب الأكثر أمنا، وعدم الانتقال من سفينة الأبرار - حتى ولم تكن أفعاله مماثلة لهم - لأن مجرد مخالطته لهم رحمة، أدناها (هم القوم لا يشقى جليسهم) وأعلاها أن يرحمه الله بإزالة حُجب الران والغفلة عن قلبه يوما ما؛ فتصغي مسامع قلبه لصوت الوحي، وتصفى روحه لترتقي بمعاني الإيمان؛ وبذا تكتب له النجاة بإذن الله!! أما إذا يأس من ضعف نفسه، والتحق بركب الأشرار - باعتبار ما يعتقده من مشابهة أفعاله لأفعالهم - فسوف يضع بذلك ألف مغلاق على مسامع قلبه، وسوف يسلك طريق الغرق نحو قاع المستنقع بلا هوادة؛ حتى يصير ما كان عليه من سوء الحال قبل التحاقه بهم؛ هيناً إذا ما قُورن بما وصل إليه من سوء تردى الحال!! فالله الله في الصحبة الصالحة . . فهي وربي أهم طوق في زمننا هذا للنجاة!!
* حال المعصية مع الرزق كحال الذئب مع الغزال، كلما رآه شرد خوفاً من أن يلتهمه!! كذلك الرزق يتفلت من بين يدي العاصي؛ خشية أن يستعين به العاصي على المزيد من محاربة الله!!
* لا ينبغي للعبد أن يبقى بدينه في المنطقة الرمادية بين النور والظلام، حيث أنها حصرية فقط على أهل النفاق؛ وتعتبر بمثابة المساحة الأخطر التي يخشاها الصادقون!!
* لم تف الدنيا أبدا لأهلها بزيف وعود أمنياتها!! فإنها إن منحتهم المال أكسبتهم ضمنا الأعداء!! وإن وهبتهم الجاه سربت إلى قلوبهم خفية سموم التعالي والطغيان!! وإن منحتهم السعادة حملتهم هموم كيفية الاستزادة!! حتى صارت كابوسا سلبهم لذة السعادة!! وأشد الناس فطنة من علق قلبه بهموم آخرته، فكفاه الله هم دنياه!!
* الطاعات والمعاصي متضادان!! فكل معصية تطمس من نور القلب بحسب جرمها، وكل طاعة تقذف فيه قدراً من النور بحسب اخلاص صاحبها!! وهذا النور غذاء الحياة للقلوب الصادقة، فاحرص دوما على إضفاء المزيد من النور في قلبك، كيما يستلهم من الله وميض حسن الخاتمة برحمته تعالى!!
* المعصية تذبل روح صاحبها، وطفيء بهجة الحياة في عينية، وتثقل مشاعر الإحباط واليأس في نفسه، وتسد منافذ الأمل أمامه، وتسلبه التوفيق في عمله، ولو تأمل عاقل في تلك العواقب المخزية كلها؛ لوجد أنها بحق تهيئ لخسارة الدنيا والآخرة (نسأل الله العفو والعافية).
تعليق