Tweet
بســــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــــــم
(4)
العودة الى الاصول
(2)
احبائى فى الله ......
تكلمنا فى الجزء الاول فى العودة الى الاصول عن مساعى الشيطان فى حجب وتزييف اسباب الخلق والمسعى الاساسى فى حياة العبد الا وهو رضا الله عز وجل.
ونتكلم اليوم عن جزء خطير اخر طالما حاول الشيطان اخفائه عنا بشتى الطرق ,الا وهو :
هل الله يخضع لمبدا الاخذ والعطاء؟؟؟
حاشاه سبحانه فهو الغنى عن كل عطاء وعن كل مردود , وهو مصدر كل كرم وعطاء فى هذه الدنيا فمامن نعمة أمتلِكها انا او تمتلكها انت الا وهو واهبها لنا من دون ثمن ولا اجر , وما اكثر هذه النعم والعطايا فلا حصر ولا عدد لها.
يضع الشيطان الرجيم دوما نصب اعيننا سؤالا مهما يعتبره علماء الفلسفه دوما "مغالطة منطقيه" ,حيث انه يقول :
ان لم يكن الله ياخذ من العبد مقدار مايعطى , فلما العبادة اذا ولما الاوامر والنواهى من الاساس؟؟؟؟
يعتبر السؤال فى شكله محيرا للبعض ولكن ما اسهل الاجابه عنه بعيدا عن زيف الشيطان وكذبه , فنرى....
اولا : هناك فرق بين طبيعة أمرين:
1- أمر من مشرِع يضع قانونا للضرائب مثلا او شروطا للعبور من حدود دوله لأخرى او ما الى هناك من التشريع الآدمى والقوانين الوضعيه.
2- أمر على لافته مثلا تقول "ممنوع الإقتراب منطقة توتر عالى".
أحبائى فى الله: يتضح لنا جلياً هنا أن الأمرين كلاهما من وضع البشر وأن كلاهما ملزمَين ولكن ,
الاول هنا يحتوى على عقاب من قِبل من وضع القانون فى حال عدم الإنصياع إليه , لأن فى إتباع القانون مصلحة واضحة للمشرِع وهناك أيضا بعض المصلحة العائدة على متبِع القانون وهى تفادى العقاب.
أما الثانى فلم يذكر أى نوع من أنواع العقاب على من خالف الأمر من قِبل واضع الأمر , فلو كتبت هذه اللافته وزارة الطاقة والكهرباء مثلا , فلن تصدر الوزارة حكما على من تعدى المنطقة , ولكنا نقول هنا ان العقاب "بديهى" او كما قال الغزالى رحمه الله "علاقة سبب بنتيجه" اى ان الامر يوضح ان النتيجه الحتميه لمخالفه الامر هى الموت السريع لمن تعدى المنطقة.
شتان بين الأمرين , قلنا كلاهما أمرين , ولكن الفرق هنا ان الاول فيه صالح الآمر بشكل مباشر , والآخر فيه صالح المأمور بشكل مباشر , ويعد الثانى أقرب إلى النصيحة إشفاقا من الآمر على المأمور من نتيجة المخالفه .
والآن , هل ربطت الان الاجزاء معا؟؟؟؟
نعم هو كذلك , هو حبيبى وحبيبك من لا يبتغى منا فضلا ولا ثمنا ولا يزيده طاعة ولا ينقص من حكمه معصيه.
هو الله الذى ما أمرنا أمرا ولا نهانا نهياً إلا محبة فينا وخوفا علينا من الهلاك , وأفصح القول قوله حيث قال:
"إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ"
أرأيت ؟؟ لا يرضى الله لنا الكفر مخافة علينا وحبا فينا , ولكن يرضى لنا الإيمان وأن نشكره دوماً , لا لأنه يستفيد من ذلك حاشاه , إنما شفقة علينا من عذاب يوم أليم.
فالنار (والعياذ بالله) ليست عقابا لنا لأننا لم ننصاع للامر الذى يفيد الآمر , ولكنها نتيجه حتمية او "علاقة سبب بنتيجه" كما قلنا , ومن قبلها نار أخرى , نعم هى ليست أشد ألما وهولاً من نار الآخرة ولكنها نتيجه أيضا للكفر والعصيان ألا وهى نار الدنيا , او فساد الأرض الذى يشفق المولى عز وجل علينا منه.
أخى فى الله :
الآن عرفنا أن أوامر الله لنا محبه فقط لنا ولصالحنا فقط وهى شكل من أشكال العطاء من الخالق الذى هو دوما عطاء من إتجاه واحد , وهو عطاء من قِبل الله لنا من دون ثمن ولا جزاء , وكذلك النواهى فهى اشفاقا علينا من العذاب ومن الهلاك , وهو حبيبى الغنى ذو القوة فهوغنى عنا وعن أعمالنا أجمعين.
فربنا إن أمرنا فى القران بالصوم والصلاة مثلا فهو أمر كما فى مثال اللافتة ( ولله المثل الاعلى ) نصيحة منه حتى ننل رضاه , وان نهانا عن الزنى مثلا فهو ايضا نصيحة لنا حتى لا ينزل علينا غضبه والعياذ بالله وكلاهما نتيجه حتمية لأفعالنا.
نتيجة حتميه لما سبق أن يتضح لنا جليا طبيعة علاقتنا مع المولى عز وجل.
نعم , فهى ليست علاقة جافة أو غليظة , إنما هى علاقة حب خالص من قبل الله لنا فهو من كرمنا وهو من أعلى شأننا أن جعلنا عبادا له سبحانه , فهو جل من قال :
"وقالو اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون"
فهنا قال الله عن عباده مكرمون , وأهم مايسعى إليه الشيطان هو إخفاء هذه الحقيقة عن أعيننا حتى لا نُكِنْ للمولى عز وجل ما يستحق من حب يملأ أرجاء قلوبنا , فوالله ماخلق القلب إلا ليحب ربه عز وجل , حتى ولو وسوس لنا الشيطان وأدخلنا فى متاهات النزاعات العقلية الجافة العقيمة , فإن كنا نمتلك ذرة من العقل ,
فهل يستطيع العقل بلوغ علم الله أو حتى الإقتراب منه؟؟؟
لا ورب الكعبه فالعقل بل والانسان كله من خلق الله , يعلمه مايشاء ويحجب عنه مايشاء , فان أطعنا يطلعنا الله على علم غزير ينفعنا به ولا يضرنا .
وإن عصَينا فسنتيه فى غيابات الجهل ويزَيَن لنا سؤ العمل ونصبح من الهالكين , حفظنا الله وإياكم أجمعين.
فمِن أََسأِلَة الشيطان أيضا , كيف أن علاقتنا بالله هى علاقة حب وفى نفس الوقت نؤمر بأن نخاف منه؟؟؟؟؟
وهنا أحبتى أجمل ما امتن علينا الله به ألا وهى نعمة حب الله والخوف من عدم حبه لنا.
نعم ,,, فواقع الخوف هنا ليس من العذاب فحسب , بل هناك مرتبه من مراتب الإيمان والقرب من الله يصبح فيها العبد مُحِبَاً لله حبا لا حد له ولا يعلوه حب , ويصبح كل خوفه وهَمَه أن لا يفقد حب الله له أو أن يسقط من عين الله أو أبعد من ذلك أن لا نكون عند حسن ظن الله بنا وهنا يحدث اكبر مايسيئنا نحن عباد الله , وهو الخروج من رحمة وحب الله (والعياذ بالله) .
فوالله من ذاق حب الله حقا , فلن يغمض له جفن ولن يهنأ له بال
من الخوف , ليس من العقاب فحسب , بل من عدم نيل حب ورضا الله .
فدوما أحبائى لمحاربة الشيطان فى هذا المجال ندعو :
"اللهم ارزقنى حبك وحب من أحبك وحب كل عمل يقربنى إلى حبك"
آمين يارب العالمين.
أحبتى فى الله:
دوما لابد لنا من أسس نعود إليها كلما استدرجنا الشيطان إلى متاهات السراب والنزاعات الفرعية التى مافعلها إلا ليبعدنا عن حقيقة المولى عز وجل وحقيقة وجودنا فى دنيانا , ويضل طريقنا إلى الله.
"أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربى ان يحضرون"
تعليق