إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعوة إلى العودة للقرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعوة إلى العودة للقرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الدعوة إلى العودة للقرآن
    د. مجدي الهلالي – كتاب أين المخرج


    من الوسائل الهامة لفهم القرآن، والتفاعل معه، والانتفاع به: دعوة الناس إلى العودة الحقيقية إليه.

    فهذا القرآن كما يقول سيد قطب: لا يدرك أسراره قاعد، ولا يعلم مدلولاته إلا إنسان يؤمن به، ويتحرك به(1).
    الجهاد الحقيقي:
    إن الجهاد الحقيقي الذي تحتاجه الأمة الآن هو بذل غاية الجهد في إعادة المسلمين إلى دينهم، وتغيير ما بأنفسهم - بإذن الله - وهذا لن يتم إلا بالعودة الصحيحة إلى القرآن، والاغتراف من منابع الإيمان فيه.
    وهذا يستلزم مِن كل مَن أدرك بنفسه قيمة القرآن، أن يبذل غاية جهده في دلالة الناس على هذا الكنز المهجور، وأن يستخدم في ذلك كل الوسائل الممكنة على أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتذكر أنه كان مثلهم قبل أن يمن الله عليه ويُريه حقيقة القرآن.
    واعلم أخي أنك أكثر المستفيدين من حديثك عن القرآن مع الآخرين، ولم لا وحديثك يجدد في قلبك مشاعر الرغبة في الانتفاع بالقرآن، ويؤكد المعاني في نفسك، ويكون سببا في اشتداد حذرك وخوفك من عدم تطبيق ما تنادي به، ويكشف لك جوانب الضعف في فهمك للأمر ومن ثمَّ تشتد رغبتك في جبرها.
    يقول أبو الأعلى المودودي: لا تستطيع أن تفهم مطالب القرآن وتدرك معانيه البعيدة الغور إلا حين تُحكِّم هذا الكتاب، وتبدأ بالدعوة إلى الله(2).
    ومع هذا كله نعود فنؤكد بأنه ولكي يُؤتي هذا الأمر أُكله لابد وأن يبدأ الداعية مع نفسه أولا رحلة العودة إلى القرآن، فيرى ببصيرته معجزته تعمل فيه، وأنواره تسكب السكينة في قلبه، وتُغيَّر موازين القوى داخله، فينتصر إيمانه، وينهزم هواه، ويشعر بأنه قد ولد من جديد.
    وهذا لن يتم لنا - أخي - إلا إذا أقبلنا على القرآن كإقبال الظمآن إذا ما رأى الماء، وداومنا على اللقاء به مستصحبين الوسائل التي من شأنها أن تُعرَّض قلوبنا لأنواره - والتي مرت علينا آنفا.
    حاجة المسلمين إلى القرآن:
    إن الناس - كما يقول د. فريد الأنصاري- في حاجة شديدة إلى القرآن الكريم، ينزل عليهم مرة أخرى من جديد! عبر (بعثة) تحيى فيهم كل موات!
    ينزل عليهم، عبر الدعاة إلى الله، الدعاة الربانيين، المتفاعلين به، المستمدين لنوره، والمتكلمين بمفاهيمه.
    يتنزل على نوازلهم وقضاياهم، وسائر شؤونهم النفسية والاجتماعية، يتحرك به الدعاة في كل مكان، على أنه (رسالة الله) إليكم! أنتم أيها الناس! فردًا فردًا، وأسرة أسرة، ومؤسسة مؤسسة.
    يجب أن يكون هو حديثهم الذي لا يسأمون منه، واشتغالهم الذي لا يفترون عنه.. إن أغلب المسلمين اليوم لا يعرفون القرآن! نعم، ها هو ذا المصحف في كل مكان، ولكن قل من يعرف (القرآن)! ومن هنا وجب على الدعاة أن يقوموا بالتعريف به، فمن عرف القرآن عرف الله، ووصل إلى غاية (الرسالة)!
    إن القرآن رسالة .. والدعوة إلى الله إنما هي تبليغ هذه الرسالة وإنما يتم (التبليغ) بإتمام الإيصال إلى المحل المرسل إليه .. وإلا فلا تبليغ! وكل داعية خال من الحرارة الوجدانية تجاه القرآن هو آلة معطلة مقفلة غير صالحة للتبليغ(3).
    هل تكفي العودة إلى القرآن لنهضة الأمة؟!
    الأمة الإسلامية الآن في حالة من التفكك والضياع لم يسبق لها مثيل.
    ولقد نجح أعداؤها في إضعاف بنيتها الأساسية، وهدم جزء كبير من منظومة القيم والأخلاق داخلها، واستخدموا- ولا يزالون يستخدمون- في ذلك وسائل عديدة مثل الإعلام الفاسد الماجن الذي يغسل العقول ويوجه الاهتمامات نحو سفاسف الأمور، والانشغال بتحصيل الشهوات..ومع الإعلام الفاسد يأتي التعليم الذي يهدم أكثر مما يبني.
    فنتج عن ذلك أن غلب على أفراد الأمة ضعف البنية التربوية الصحيحة، وضَعُف الإيمان، واشتعلت الشهوات، وزاد الانبهار بالحضارة الغربية.
    وعندما هبت ريح طيبة تجذب الناس إلى الدين، حدث أن انصب التعامل معها على الناحية الشكلية أكثر من الموضوعية..فانتشر غطاء الرأس عند النساء، وزاد عدد المصلين في المساجد، وازدحمت البلد الحرام بالمعتمرين والحجاج، وكثر عدد المتطوعين بالصيام والقيام.
    ومع ذلك كله لم تتغير الأخلاق كثيرًا، فالأثرة ، وحب الدنيا، والتعلق بها هو السمة الغالبة على مجتمعاتنا.
    ميدان المعركة:
    لقد نجح أعداء الإسلام في تغيير الأمة تغييرًا سلبيًا، وإضعاف سلطان الدين في نفوس أبنائها، وساهموا - بمكر شديد- في تحويل مفهوم الالتزام بالإسلام إلى الناحية الشكلية؛لذا كان التحدي الأكبر الذي يواجه العاملين للإسلام الآن هو كيفية إصلاح ما تهدم في الكيان الداخلي المسلم، وتقوية سلطان الدين في نفسه، وإعادة بناء منظومة القيم والأخلاق داخله.
    .. وإن هذا لهو الجهاد العظيم الذي تحتاجه الأمة الآن أكثر من أي وقت مضى.
    .. نعم، إن الأمر ليس سهلاً، فمعاول الهدم كثيرة، والتحديات عظيمة، ولكن ليس لنا طريق سوى ذلك إن أردنا صلاحا حقيقيًا لهذه الأمة.
    .. لابد من البدء بأنفسنا وإقامة الإسلام فيها أولا، ثم الانتقال إلى المجتمع والعمل على تغييره تغييرًا حقيقيًا.
    إن المسلمين في هذا العصر ومع انتشار الفضائيات لا تنقصهم المعرفة بقدر ما ينقصهم الإيمان والقوة الروحية التي تتغلب على أهوائهم، وتدفعهم للقيام بمقتضيات ما عرفوه.
    من هنا تبرز أهمية العمل على زيادة الإيمان في قلوبهم بالدرجة التي تمكنهم من التضحية بمحابهم وشهواتهم من أجل رضا الله عز وجل..
    وأعظم وسيلة لزيادة الإيمان هي القرآن كما أسلفنا.
    فإذا ما استطاع العاملون للإسلام والدعاة إلى الله أن يقدموا القرآن للناس على حقيقته، ويجتهدوا في إزالة كل ما علق بالأذهان من تصورات خاطئة عن طريقة التعامل معه، ويقوموا بتوجيههم نحو كيفية الانتفاع الحقيقي به، فإن هذا من شأنه أن يكون له أبلغ الأثر في التغيير الحقيقي للمسلمين.
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) في ظلال القرآن 4/ 2038.
    (2) المبادئ الأساسية لفهم القرآن.
    (3) البيان الدعوى د. فريد الأنصاري: 251- 253 باختصار.
    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

  • #2
    رد: الدعوة إلى العودة للقرآن

    وجزاك مثله ونفع بك أخي الكريم
    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

    تعليق


    • #3
      رد: الدعوة إلى العودة للقرآن

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله عنا خير الجزاء أخي الحبيب
      وجعل عملك هذا في موازين حسناتك


      تعليق


      • #4
        رد: الدعوة إلى العودة للقرآن

        اللهم آمين ، وإيّاك أخي الكريم
        رحمك الله يا أمي
        ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
        وظني بكـَ لايخيبُ

        تعليق


        • #5
          رد: الدعوة إلى العودة للقرآن

          شكرا جزيل لك وعلى طاعة اقرب
          اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ



          تعليق

          يعمل...
          X