رد: لماذا الاستقامة ؟
قلت له : أخي الحبيب هيا بادر إلى التوبة،
أخي الحبيب المبارك أتعلم أن الله عز و جل يفرح بتوبتك فرحة عظيمة و هو الغني سبحانه و لكن رحمته بعباده و رأفته بهم تجعله يفرح بتوبة أحدهم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه المؤمنِ من رجلٍ في أرضِ دويةٍ مهلكةٍ. معه راحلتُه. عليها طعامُه وشرابُه. فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فطلبها حتى أدركه العطشُ.
ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه. فأنام حتى أموتَ. فوضع رأسَه على ساعدِه ليموتَ. فاستيقظ وعنده راحلتُه وعليها زادُه طعامُه وشرابُه.
فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ من هذا براحلتِه وزادِه ". [1]
أخي الحبيب: هيا تقدم أغسل قلبك من نهر التائبين هيا فِرّ إلى ربك عز وجل لتظفر بخيري الدنيا و الآخرة
هيا انضم إلى قوافل التائبين و ركب المنيبين
أخي أصغي إلي أزُفَّ إليك بشرى عظيمة، بشرى من ربك الكريم الجواد الرؤوف الرحيم الذي قال :
﴿ وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ النساء:27.
إنها بشرى أرحم الراحمين هدية لجميع المذنبين تريحهم من أثقال الذنوب و آصار الخطايا و حر الآثام السالفة،
بل تحيلها إلى مصدر للفرح و السرور ، تلك البشرى هي أن الله يبدل السيئات إلى حسنات كما قال سبحانه :
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾} (الفرقان) عَن أبي طويلٍ شَطَبٍ المَمدودِ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ:
أرأيتَ رجلًا عملَ الذُّنوبَ كلَّها فلم يترُكْ منها شيئًا وَهوَ مع ذلِكَ لم يترُكْ حاجَّةً ولا داجَّةً إلَّا أتاها [ أي لا صغيرة ولا كبيرة] فَهَل لذلِكَ من توبةٍ؟،
قالَ: " أليسَ قد أسلَمتَ "
قالَ: أمَّا أَنا فأشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ،
قالَ: " نعَم تَفعلُ الخيراتِ وتترُكَ السَّيِّئاتِ فيَّجعلُهنَّ اللَّهُ لَكَ حسَناتٍ كُلَّهُنَّ "
قالَ:وغدَراتي وفجَراتي؟
قالَ: " نعَم "
قالَ:اللَّهُ أَكْبرُ ، فما زالَ يُكَبِّرُ حتَّى توارَى. [2]
قال الشاب والبِشرُ يُلوِّحُ على مُحَيَّاة،
و عيناه تذرف بالدموع :
كل سيئاتي السابقة كل جرمي و زللي يبدلها إلى حسنات! ما ارحم الله علي و ما أرأفه بي و ما أعظم إمهاله .
قلت له:
فبَادِر إِذًا مَا دَامَ فى العُمرِ فُسحَة ... وعدلك مقبول وصرفك قيّمُ
فمَا فَرِحَتْ بالوَصلِ نفسٌ مَهِينةٌ ... ولا فَازَ قَلبٌ بالبَطَالةِ ينْعَمُ
فجِدَّ وسَارِع واغتَنِم زمَنِ الصَبَا ... ففِى زمَنِ الإِمكَان تسعَى وتغنَمُ
وسِر مُسْرِعًا فالسير خَلفَكَ مُسرِعٌ ... وهيهَات ما مِنهُ مَفَرٌّ ومَهزَمُ
فهُنَّ المنايا أي وادٍ نزلتَهُ ... عليها القُدوم أم عليك ستُقدِمُ
هيا أخي ضع يدك في يدي لا تتردد أو تتأخر.
ارتمى في أحضاني وهو ينشج بالبكاء و يُردِّد:
جزاك الله خيراً جزاك الله خيراً ، اشعر و كأني ولدت من جديد ، أشعر أني مخلوق آخر ، أين حياة الضنك التي كنت أعيشها ؟
أين البؤس و الشقاء الذي كان يلازمني ؟ أشعر بسعادة عظيمة لم اشعر بها من قبل .
قلت له:
أخي المبارك ؛ إذا كانت هذه لذة التوبة فما بالك بلذة الاستقامة على أمر الله؟
قال لي :
أعدك أن أسلك طريق الاستقامة ، و لا أحود عنه أبداً بإذن الله تعالى ، و لكني أطلب منك أموراً .
بادرته و ما هي ؟
قال : أطلب منك؛
أولاً : أن تكثر لي من الدعاء لي بالاستقامة و الثبات عليها .
ثانياً : أن يدوم الاتصال بيننا فقد أنست بك و أنا مدين لك بالفضل بعد الله في إنقاذي من حياة الشقاء .
و ثالثاً : أن توصيني بأمور أبدأ بها حياة الاستقامة .
قلت له :
لك علي أن أشركك مع نفسي و أهلي و أحبتي في الدعاء ، وأن يستمر بيننا اللقاء ،
أما الوصايا فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل و المحافظة على الفرائض و الإكثار من النوافل و ملازمة القرآن تلاوة و حفظاً و تدبراً .
و أوصيك بمداومة الذكر ، و بر الوالدين ، و صلة الأرحام ، و حسن الخلق ، و الحفاظ على عملك و الانتظام فيه ،
و أُحَذِّر ثم أحذر ثم أحذر من رفقاء السوء؛ فإنهم أُسّ كل بلاء، واختر لك رفقة صالحة تعينك على طريق الهداية ، قال تعالى:
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف: ٢٨
تبادلنا أرقام الهواتف و ودَّعنا بعضنا بعناق حارٍّ على أمل لقاء قريب بإذن الله .
وهنا ينتهي الحوار كما قصَّه كاتبه جزاه الله خيرا؛ لكنه لا ينتهي معنا، بل علينا دائمًا تذكُّر كُلّ كلمة وكلّ نُصيحة ذَكرَها الدَّاعيَ إلى الخير في هذا الحوار،
علينا أن نتذكَّر دائمًا كل كلمة ألهمه الله بها وفتح له بقولها، بما فيه فتحُ باب الخير من الله تعالى لهذا الشاب الذي أكرمه الله بهذا الحوار،
ففتح له باب الطريق إلى خيراتٍ كادَ أن يُحرَمَ منها ويحيا بقية عمره في شقاء لولا أن منَّ الله عليه بهذا اللقاء.
فالهداية بيد الله سبحانه وحده، وقتما شاء للعبد بذلك، فيفتح له أبواب خيرات من حيث لا يحتسب،
ويجعل قلبه يستقبل كل كلمة بصفاء ونقاء الإيمان الخالص الذي فطر الله الناس عليه،
هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وما كان لأحد شاء الله له بالهداية أن يسمع كلام الحقّ إلا وقلبه يستجيب للحقّ ويخشع لله الواحد الحقّ،
والسير على طريق الإستقامة تقربًا إليه سبحانه، وخوفًا منه جلَّ وعلا، ورجاءً فيه عزَّ جاره، وأملًا في رحمته بالنجاة من النار والفوز بالجنة.
فباب الأمل في رحمة الله تعالى لا ينغلق أبدًا بفضله سبحانه، وكما حكم بذلك،
ولن ينغلق بحول الله وقوته في وجه كل عبد تائب منيب، عائد إلى ربه وفارّ إليه سبحانه.
هدانا الله وإياكم بفضله وبرحمته إلى طريق الإستقامة
وحفظه ورعايته
______________________________________
[1] رواه الإمام مسلم في صحيحه-الصفحة أو الرقم: 2744
[2] رواه ابن حجر العسقلاني في الأمالي المطلقة- الصفحة أو الرقم: 144
.....خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب
قلت له : أخي الحبيب هيا بادر إلى التوبة،
أخي الحبيب المبارك أتعلم أن الله عز و جل يفرح بتوبتك فرحة عظيمة و هو الغني سبحانه و لكن رحمته بعباده و رأفته بهم تجعله يفرح بتوبة أحدهم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه المؤمنِ من رجلٍ في أرضِ دويةٍ مهلكةٍ. معه راحلتُه. عليها طعامُه وشرابُه. فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فطلبها حتى أدركه العطشُ.
ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه. فأنام حتى أموتَ. فوضع رأسَه على ساعدِه ليموتَ. فاستيقظ وعنده راحلتُه وعليها زادُه طعامُه وشرابُه.
فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ من هذا براحلتِه وزادِه ". [1]
أخي الحبيب: هيا تقدم أغسل قلبك من نهر التائبين هيا فِرّ إلى ربك عز وجل لتظفر بخيري الدنيا و الآخرة
هيا انضم إلى قوافل التائبين و ركب المنيبين
أخي أصغي إلي أزُفَّ إليك بشرى عظيمة، بشرى من ربك الكريم الجواد الرؤوف الرحيم الذي قال :
﴿ وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ النساء:27.
إنها بشرى أرحم الراحمين هدية لجميع المذنبين تريحهم من أثقال الذنوب و آصار الخطايا و حر الآثام السالفة،
بل تحيلها إلى مصدر للفرح و السرور ، تلك البشرى هي أن الله يبدل السيئات إلى حسنات كما قال سبحانه :
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿٧٠﴾} (الفرقان) عَن أبي طويلٍ شَطَبٍ المَمدودِ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ أنَّهُ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ:
أرأيتَ رجلًا عملَ الذُّنوبَ كلَّها فلم يترُكْ منها شيئًا وَهوَ مع ذلِكَ لم يترُكْ حاجَّةً ولا داجَّةً إلَّا أتاها [ أي لا صغيرة ولا كبيرة] فَهَل لذلِكَ من توبةٍ؟،
قالَ: " أليسَ قد أسلَمتَ "
قالَ: أمَّا أَنا فأشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهَ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ،
قالَ: " نعَم تَفعلُ الخيراتِ وتترُكَ السَّيِّئاتِ فيَّجعلُهنَّ اللَّهُ لَكَ حسَناتٍ كُلَّهُنَّ "
قالَ:وغدَراتي وفجَراتي؟
قالَ: " نعَم "
قالَ:اللَّهُ أَكْبرُ ، فما زالَ يُكَبِّرُ حتَّى توارَى. [2]
قال الشاب والبِشرُ يُلوِّحُ على مُحَيَّاة،
و عيناه تذرف بالدموع :
كل سيئاتي السابقة كل جرمي و زللي يبدلها إلى حسنات! ما ارحم الله علي و ما أرأفه بي و ما أعظم إمهاله .
قلت له:
فبَادِر إِذًا مَا دَامَ فى العُمرِ فُسحَة ... وعدلك مقبول وصرفك قيّمُ
فمَا فَرِحَتْ بالوَصلِ نفسٌ مَهِينةٌ ... ولا فَازَ قَلبٌ بالبَطَالةِ ينْعَمُ
فجِدَّ وسَارِع واغتَنِم زمَنِ الصَبَا ... ففِى زمَنِ الإِمكَان تسعَى وتغنَمُ
وسِر مُسْرِعًا فالسير خَلفَكَ مُسرِعٌ ... وهيهَات ما مِنهُ مَفَرٌّ ومَهزَمُ
فهُنَّ المنايا أي وادٍ نزلتَهُ ... عليها القُدوم أم عليك ستُقدِمُ
هيا أخي ضع يدك في يدي لا تتردد أو تتأخر.
ارتمى في أحضاني وهو ينشج بالبكاء و يُردِّد:
جزاك الله خيراً جزاك الله خيراً ، اشعر و كأني ولدت من جديد ، أشعر أني مخلوق آخر ، أين حياة الضنك التي كنت أعيشها ؟
أين البؤس و الشقاء الذي كان يلازمني ؟ أشعر بسعادة عظيمة لم اشعر بها من قبل .
قلت له:
أخي المبارك ؛ إذا كانت هذه لذة التوبة فما بالك بلذة الاستقامة على أمر الله؟
قال لي :
أعدك أن أسلك طريق الاستقامة ، و لا أحود عنه أبداً بإذن الله تعالى ، و لكني أطلب منك أموراً .
بادرته و ما هي ؟
قال : أطلب منك؛
أولاً : أن تكثر لي من الدعاء لي بالاستقامة و الثبات عليها .
ثانياً : أن يدوم الاتصال بيننا فقد أنست بك و أنا مدين لك بالفضل بعد الله في إنقاذي من حياة الشقاء .
و ثالثاً : أن توصيني بأمور أبدأ بها حياة الاستقامة .
قلت له :
لك علي أن أشركك مع نفسي و أهلي و أحبتي في الدعاء ، وأن يستمر بيننا اللقاء ،
أما الوصايا فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل و المحافظة على الفرائض و الإكثار من النوافل و ملازمة القرآن تلاوة و حفظاً و تدبراً .
و أوصيك بمداومة الذكر ، و بر الوالدين ، و صلة الأرحام ، و حسن الخلق ، و الحفاظ على عملك و الانتظام فيه ،
و أُحَذِّر ثم أحذر ثم أحذر من رفقاء السوء؛ فإنهم أُسّ كل بلاء، واختر لك رفقة صالحة تعينك على طريق الهداية ، قال تعالى:
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف: ٢٨
تبادلنا أرقام الهواتف و ودَّعنا بعضنا بعناق حارٍّ على أمل لقاء قريب بإذن الله .
وهنا ينتهي الحوار كما قصَّه كاتبه جزاه الله خيرا؛ لكنه لا ينتهي معنا، بل علينا دائمًا تذكُّر كُلّ كلمة وكلّ نُصيحة ذَكرَها الدَّاعيَ إلى الخير في هذا الحوار،
علينا أن نتذكَّر دائمًا كل كلمة ألهمه الله بها وفتح له بقولها، بما فيه فتحُ باب الخير من الله تعالى لهذا الشاب الذي أكرمه الله بهذا الحوار،
ففتح له باب الطريق إلى خيراتٍ كادَ أن يُحرَمَ منها ويحيا بقية عمره في شقاء لولا أن منَّ الله عليه بهذا اللقاء.
فالهداية بيد الله سبحانه وحده، وقتما شاء للعبد بذلك، فيفتح له أبواب خيرات من حيث لا يحتسب،
ويجعل قلبه يستقبل كل كلمة بصفاء ونقاء الإيمان الخالص الذي فطر الله الناس عليه،
هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وما كان لأحد شاء الله له بالهداية أن يسمع كلام الحقّ إلا وقلبه يستجيب للحقّ ويخشع لله الواحد الحقّ،
والسير على طريق الإستقامة تقربًا إليه سبحانه، وخوفًا منه جلَّ وعلا، ورجاءً فيه عزَّ جاره، وأملًا في رحمته بالنجاة من النار والفوز بالجنة.
فباب الأمل في رحمة الله تعالى لا ينغلق أبدًا بفضله سبحانه، وكما حكم بذلك،
ولن ينغلق بحول الله وقوته في وجه كل عبد تائب منيب، عائد إلى ربه وفارّ إليه سبحانه.
هدانا الله وإياكم بفضله وبرحمته إلى طريق الإستقامة
وحفظه ورعايته
______________________________________
[1] رواه الإمام مسلم في صحيحه-الصفحة أو الرقم: 2744
[2] رواه ابن حجر العسقلاني في الأمالي المطلقة- الصفحة أو الرقم: 144
.....خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب
تعليق