السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردناكم صرفًا فلما مزجتم بَعُدتُم بمقدار التفاتِكُم عنا
بحسب الالتفات إلى غير الله يكون البعد عن الله، وإذا كان النظر دائماً إلى الله سبحانه وتعالى، ومراد الله ومطلوب الله وما يحبه الله، صار العبد ملتجئاً إلى الله عز وجل باستمرار.
قال: " لا ينجو غداً إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه -أي: سوى محبة الله والأنس به ورجائه وخوفه- قال الله تعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] ".
والسليم من الشبهات والشهوات الطاهر من أدناس المخالفات،
أما المتلطخ بشيءٍ من مكروهات الرب، فلا يصلح لمجاورة الله عز وجل، ومجاورة الله تكون في الجنة،
لأن الجنة هي جوار الله عز وجل،
فكيف يجاوره غير المتطهر، فلا بد من تطهير، فيمر على النار: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا).
قال: " فأما القلوب الطيبة، فتصلح للمجاورة من أول الأمر بدون تطهير، لأنها طاهرةً أصلاً:
سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:24].
.
سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر:73].
.
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ [النحل:32].
من كتاب الاخلاص لإبن رجب
تعليق