بسم الله الرحمن الرحيم
حسن الظن بالله والغرور
معنى حسن الظن
توقُّع الجميل من الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه.
وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
والمعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر"
الفرق بين حسن الظن والغرور
قال ابن القيم رحمه الله:
"وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور،
وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه
وساعده وساق إليه فهو صحيح،
وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور،
وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح،
ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور"
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنُّب المعاصي، وإلا كان أمنًا من مكر الله،
فحسن الظن بالله مع فعل الأسباب الجالبة للخير وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود.
وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات وفعل المحرمات فهو الرجاء المذموم، وهو الأمن من مكر الله"
ثبت في سنن الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها
أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون/60].
فقالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
فقال لها نبينا صلى الله عليه وسلم:
«لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون،
وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، }
أولئك الذين يسارعون في الخيرات}».
فما الذي يحمل على حسن الظنِّ بالله؟
آية في كتاب الله:
{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب/43].
فيحمل على حسن الظن رحمةُ الله التي وسعت كلَّ شيء..
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:
«لما قضى الله الخلق كتب في كتابه -فهو عنده فوق العرش-:
« إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري.
يأتي جبريلُ عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول:
"لما أغرق الله فرعون قال: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} [يونس/90]،
فلو رأيتني يا محمد وأنا آخذ من حال البحر([طين البحر الأسود]) فأدسُّه في فيه؛ مخافةَ أن تدركَه رحمة الله» رواه الترمذي.
مواطن حسن الظن بالله:
عند الموت
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:
«لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال:
«كيف تَجِدُكَ»؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
عند الشدائد والكرب
فإنَّ الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك
لم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم، قال تعالى:
{لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ
مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة/ 117-118].
وتأمل في قوله: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}،
فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.
عند ضيق العيش
ففي جامع الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه،
ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل».
وإنزالها بالله: أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرِّجُ عنك ويزيلها.
عند غلبة الدَّين
ومن عجيب ما قرأتُ في هذا الباب ما ثبت في صحيح البخاري
من قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما:
يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه بمولاي.
قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟.
قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت:
يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.
عند الدعاء
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله -أيها المؤمن- فعظم الرغبة فيما عنده، وأحسن الظن به.
وإني لأدعو الله حتى كأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانعُه
عند التوبة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال:
«أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.
اللهم ارزقنا حسن الظن بك
وحسن التوكل عليك
وحسن الثناء عليك
وحسن الرضا بما قسمت فينا
آمين آمين آمين
يارب العالمين
حسن الظن بالله والغرور
معنى حسن الظن
توقُّع الجميل من الله تعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه.
وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
والمعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر"
الفرق بين حسن الظن والغرور
قال ابن القيم رحمه الله:
"وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور،
وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه
وساعده وساق إليه فهو صحيح،
وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور،
وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح،
ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور"
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنُّب المعاصي، وإلا كان أمنًا من مكر الله،
فحسن الظن بالله مع فعل الأسباب الجالبة للخير وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود.
وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات وفعل المحرمات فهو الرجاء المذموم، وهو الأمن من مكر الله"
ثبت في سنن الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها
أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون/60].
فقالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
فقال لها نبينا صلى الله عليه وسلم:
«لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون،
وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، }
أولئك الذين يسارعون في الخيرات}».
فما الذي يحمل على حسن الظنِّ بالله؟
آية في كتاب الله:
{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب/43].
فيحمل على حسن الظن رحمةُ الله التي وسعت كلَّ شيء..
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:
«لما قضى الله الخلق كتب في كتابه -فهو عنده فوق العرش-:
« إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري.
يأتي جبريلُ عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول:
"لما أغرق الله فرعون قال: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} [يونس/90]،
فلو رأيتني يا محمد وأنا آخذ من حال البحر([طين البحر الأسود]) فأدسُّه في فيه؛ مخافةَ أن تدركَه رحمة الله» رواه الترمذي.
مواطن حسن الظن بالله:
عند الموت
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول:
«لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال:
«كيف تَجِدُكَ»؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
عند الشدائد والكرب
فإنَّ الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك
لم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم، قال تعالى:
{لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ
مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة/ 117-118].
وتأمل في قوله: {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}،
فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.
عند ضيق العيش
ففي جامع الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه،
ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل».
وإنزالها بالله: أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرِّجُ عنك ويزيلها.
عند غلبة الدَّين
ومن عجيب ما قرأتُ في هذا الباب ما ثبت في صحيح البخاري
من قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما:
يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه بمولاي.
قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟.
قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت:
يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.
عند الدعاء
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله -أيها المؤمن- فعظم الرغبة فيما عنده، وأحسن الظن به.
وإني لأدعو الله حتى كأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانعُه
عند التوبة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال:
«أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.
اللهم ارزقنا حسن الظن بك
وحسن التوكل عليك
وحسن الثناء عليك
وحسن الرضا بما قسمت فينا
آمين آمين آمين
يارب العالمين