إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هكذا يمكنك حسم الصراع!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هكذا يمكنك حسم الصراع!!





    هكذا يمكنك حسم الصراع!!


    تدبرت الخير والشر؛ فوجدت أن كلاهما يتمثل في ثلاث مراحل؛ لو استطاع العبد التمييز بينهما؛ لسهل عليه تحدد مسار الخير لنفسه بكل يسر، بل ولحسم الصراع المتأجج داخل قلبه بحول الله تعالى
    !!

    فتعاقب الليل والنهار يمضي قدما بالعبد (
    صالحاً كان أم غير صالحٍ) نحو آخرته بسرعة تستقطع أيام عمره؛ دون أدنى قدرة له على أيقافها، أو التقليل من سرعتها!!

    غير أن الصالح، يعيش بحرصه على طاعة ربه في أجواء تمنحه برحمة الله هدوء القلب، وسكينة النفس، وطيب الخاطر؛ ومبعث تلك المشاعر هو قوة ثقته بربه، وتسليمه جميع أموره إليه سبحانه، راضيا بقضائه وقدره (
    خيراً كان أم شراً) وعليه فقد اكتسب بهذه المشاعر نعمتين في آن واحدً؛ إحداهما هدوء البال في الحاضر، والأخرى، الأمان بحفظ الله له ولذريته في المستقبل!!

    وكلما عرضت له الفتن التي لا مفر له منها على ظهر هذه الحياة؛ لإغرائه بشهوة مالٍ أو فرجٍ أو جاهٍ، لكي تفتنه عن دينه؛ عزى نفسه بكلمات بسيطة مفادها، أنه مدرك لكل هذه المتع بل ولأضعافها في الآخرة لا محالة
    !! إذ أنه ما من شيء تهفو إليه نفس العبد المؤمن في الدنيا، إلا وسوف يمنحه الله إياه في الجنة التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وقد اشتهت بالفعل نفسه الكثير مما تهفو إليه نفوس بنو آدم في هذه الحياة، إلا أنه آثر التعفف عنها بالحرام في الدنيا؛ لكي يستمتع بأضعافها بالحلال في روضات النعيم في الآخرة!!

    فإذا ما ازدادت عليه الإغراءات، واشتدت عليه رياح الفتن، بتراكم هموم الدنيا وأثقالها عليه، هبط إلى خندق آخر؛ للاحتماء به من شدة رياح تلك الفتن، ووضع أمام نفسه معادلات فاصلة لا تقبل الجدل، وذلك حينما يذكرها بأن المال الحرام لا يأتي إلا مصاحباً للبلايا والمصائب، ما يجعله يفنى على محاولات التخلص منها جدوى
    !! إذ ربما يفنى المال ولا تزول، كبلاء في الجسد أو مصيبة في الولد أو فقدان لأحبة أو غير ذلك، لتبق المصيبة الأعظم متمثلة في حساب الآخرة الذي ليس منه فوت، فلا المال في الدنيا بقي، ولا الحساب في الآخرة سلم!! فتذعن النفس وتتقهقر تحت وطأة سهام تلك المعادلة المخيفة التي جعلت من عواقب العذاب العاجلة مرتكزاً لها؛ لتثير في النفس مشاعر الخوف والهلع!!

    وعليه فقد اكتملت بذلك المراحل الثلاثة التي أشرت إليها آنفاً، متمثلة في :


    المرحلة الأولى
    (ما يتعلق بالحالة النفسية التي يحيا بها كل من الطائع أو العاصي) :

    فعلى العبد الطائع التأمل في مقدار نعمة الله عليه ورحمته به، وما وهبه من حلاوة العيش في أجواء الطاعة، وما يتولد عنها من سكينة النفس، وهدوء القلب، وطيب الخاطر، وإنها ليست إلا للطائعين، إذ حرم الله منها العصاة بذنوبهم فعاشوا في أجواءٍ من التوتر وفزع القلوب، وهلع النفوس، والخوف من القادم، والقلق على الحاضر، جزاءً وفاقاً لمعصيتهم؛ وعليه فلو علموا مقدار ما ينعم به أهل الطاعة من راحة البال لبارزوهم عليها
    !! مما يجعل العبد الطائع يبذل وسعه للتشبث بتلك النعمة، خشية استلابها منه، والعيش بدلاً منها في أجواء النقمة، فيكون في ذلك أشد الردع لوساوس الشيطان عن نفسه.


    ا
    لمرحلة الثانية (ما يتعلق بمتع الدنيا وفتنها) :

    إذ على العبد الطائع الأخذ بتلك الآلية؛ لدفع بواعث الإغراءات الشيطانية عن النفس، متمثلة في تأصيل اليقين لديه بإدراك كل ما فاته من نعم الدنيا، وكأنه يخاطب أهل المعصية في نفسه قائلاً : (
    إن ما تهالكتهم عليه من متع الدنيا ومغرياتها مضيعين بذلك دينكم ودنياكم، قد ترفعت عن منافستكم فيه في الدنيا؛ لكي أحظى به لا محالة في جنات النعيم!! وعليه فقد تركت لكم وهم المتع في الدنيا؛ لكي أحظى بحقيقتها في الآخرة)!!


    المرحلة الثالثة
    (ما يتعلق بعواقب الذنوب عاجلها وآجلها) :

    النفس تخاف العقاب العاجل دوماً، فمن لم يبال بعواقب العذاب الأخروي؛ لشدة غفلته، كان في التخويف بمباغتة العذاب العاجل له مرتدعاً
    !! وعليه فالمؤمن حال ضعف إيمانه، لا ينبغي عليه أن يخجل من استدعاء مخاوف العقاب العاجل، لما في ذلك من إثارة مشاعر الرهبة في جوانب ضعفه البشرية، وحال زيادة إيمانه، يجعل من العذاب الأخروى له مرتدعاً؛ لما في ذلك من تأصيل لمعان المراقبة الإيمانية!! فيكون بذلك قد وضع أعتى الدروع والمتاريس أمام أشد نوازغ الشيطان!!

    هذه المراحل الثلاث من يتأمل في مضمونها، يجد فيها من العون للصادقين على تقوى ربهم، بما يمكنهم برحمة الله من حسم صراعهم، أمام نوزاغ نفوسهم، ووساوس شيطانهم
    !!

    والحمد لله رب العالمين


    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]
يعمل...
X