إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاحتفال الحقيقي بالنبي صلى الله عليه وسلم - مقال هام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاحتفال الحقيقي بالنبي صلى الله عليه وسلم - مقال هام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاحتفال الحقيقي بالنبي صلى الله عليه وسلم
    الشيخ الأستاذ عزالدين عوير –عفى الله عنه-
    إمام وخطيب مسجد الرحمة – الجزائر العاصمة
    منقول من مجلة مسجد الرحمة العدد السابع – ربيع الأول 1436هـ
    (بتصرف في تخريج الأحاديث )

    لقد جرت عادة الناس في كل مكان أنهم إذا أحبوا شخصا ما رياضيا أو فنانا أو مفكرا قلدوه واتبعوه في سلوكه وتصرفاته والناظر في حال الناس يرى ذلك يقينا وذلك لأنهم أحبوا هؤلاء الأصناف من الناس فعبروا عن حبهم لهم في اتباعهم في إطالة الشعر وتوفير اللحى ولبس القصير من الثياب، إلا أن الأمر العجيب أننا ندعي حب النبي صلى الله عليه وسلم وكان من مُقتضى هذا الحب أننا نتبع آثاره ونقلده في سلوكه إلا أنه شيء من ذلك لم يحدث وللأسف أحدثنا بدعة الاحتفال بالمولد للتعبير عن هذا الحب المزعوم كما قيل:

    لو كان حُبك صادقا لأطعته *** إن المُحب لمن يُحب مُطيع

    إنه حقيقة لأمر عجيب نُعبر عن حبنا لأولئك بتتبع آثارهم وسلوكهم. أما النبي صلى الله عليه وسلم فنزعُم أننا نحبُه لكن لم نقم بأي فعل نُدلل به على هذا الحب هذا يدل أن حبنا له في قلوبنا ضعيف بحيث لم نستطع التعبير عن هذا الحب إلا ببدعة الاحتفال بالمولد. انظروا إلى الصحابة كيف كانوا يعبرون عن حبهم له صلى الله عليه وسلم، فهذا يقدم نفسه للعدو في إحدى الغزوات ويقول: "صدري ولا صدرك يا رسول الله". بل بلغ الحد في اتباعه أن اتبعوه في أمور ليست من الدين، بل هي من الأمور العادية، فهذا الصحابي يفتح أزرار قميصه في كل أيام السنة في الحر و البرد، ولمّا سُئل قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح أزرار قميصه" مع أنه صلى الله عليه وسلم لعله فتحها للحر أو غير ذلك. إلا أنهم رضي الله عنهم أبوا إلا أن يتبعوه في الأمور العادية للتعبير عن حبهم له. وهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فإذا وصل إلى غصن شجرة انحنى لكي لا تؤذيه صلى الله عليه وسلم، فهو ينحني بدَوْرِه مع أنه أقصر من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الشجرة لا تؤذيه، فيفعل ذلك لمجرد فعل النبي صلى الله عليه وسلم له.
    هذا هو الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم وأما ما نفعله اليوم فهو من تلبيس إبليس علينا.
    وبعضهم يقول: إن أرباب الزوايا يحتفلون بالمولد! فيُقال لهم: إنهم اتخذوا هذه المناسبة غطاء لإشباع غرائزهم من شرب الخمور والاختلاط بالنساء فضلا عن الشرك الصراح الذي يقع في تلك التجمعات وتضييع الصلوات.
    قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21] وقال عز وجل: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90].
    و صدق الإتباع بأن لا يُزاد في شريعته صلى الله عليه وسلم، ولا ينقص منها، وبالذب والدفاع عنها بنشرها بين الناس، والالتزام الحقيقي بها عقيدة واتباعا وأخلاقا وسلوكا ومعاملة.
    إن الاحتفال الحقيقي والشرعي بالنبي صلى الله عليه وسلم هو اتباع أوامره واجتناب نواهيه كما كان عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان،فكيف يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من إذا حلف حلف بغير الله، بأبيه أو شيخه. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن حلفَ بغيرِ اللهِ فقَدْ أشرَكَ" 1 . وكيف يحتفل بالمولد من يذهب عند العَرَّافين والكاهنين ليُطْلِعوه على الغيب –زعموا-، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من أَتَى عَرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّقه بما يقولُ ، فقد كَفَر بما أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ" 2 . وكيف يحتفل بالمولد من هو مُضَيِّعٌ للصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ" 3. وكيف يحتفل بالمولد من هو مُضَيِّعٌ لصلاة الجماعة، وصلاة الصبح والعشاء خاصة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ ، وصلاةُ الفجرِ" 4. وكيف يحتفل بالمولد من يأكل الربا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لربا اثنانِ وسبعونَ بابًا أدناها مثلُ إتيانِ الرجُلِ أُمَّهُ" 5 . وكيف يحتفل بالمولد من يمر عليه اليوم والليلة أمام التلفزيون، حيث ينظر إلى الفسق، والعري، والفجور، وما لا يرضي الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُتبِعِ النَّظرةَ النَّظرةَ ، فإنَّ لك الأولى ، و ليست لك الآخرةُ" 6 ، و"فالعينان تزنيان وزناهُما النظرُ" 7 ، وكيف يحتفل بالمولد من يجلس في الطرقات يضيع وقته في اللعب بالكرة، والدومينو، ويزعج المارَّة والسكان، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حقَّهُ" 8. وكيف يحتفل بالمولد من يبيع للناس الفاسدَ من السلع، أو ينقص الميزان، أو يبيعهم ما يضرهم في دينهم ودنياهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ غشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا" 9. وكيف يحتفل بالمولد من هو عاق لوالديه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "وثلاثةٌ لا يَدخلونَ الجنةَ : العاقُّ لِوالديْهِ" 10.
    وكيف تحتفل بالمولد من كشفت عن شعرها وذراعيها وصدرها وساقيها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما....(وذكر) ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ. رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا" 11. وكيف تحتفل بالمولد من لبست سروال الرجال، وقصرت شعرها كصورهم، ومن أطال شعره كشعر النساء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لعنَ المتشبِّهينَ منَ الرِّجالِ بالنِّساءِ، ولعنَ المتشبِّهاتِ منَ النِّساءِ بالرِّجال" 12. وكيف يحتفل بالمولد من لا يهتم بأمر إخوانه من المسلمين، فيهتم لهمهم، ويحزن لحزنهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه" 13.
    إن الاحتفال بالمولد النبوي يجب أن يكون مَعَنا في كل حياتنا، في سائر أيام السنة، بإقامة ما أَمر به، واجتناب ما عنه نهى. قال الله جلا وعلا:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31].
    ولقد بلغ من نهى من العلماء عن الاحتفال بالمولد كابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى إلى أَنْ اعتبر تخصيص يوم المولد بدراسة صحيح البخاري بدعة في الدين. فما بالكم فيما أحدثه الناس وابتدعوه من صنع أصناف الطعام، وتبذير أموالهم في شراء المفرقعات لأبنائهم، زيادة على ما فيها من الخطورة، ومن الاجتماع لسماع الغناء الذي يسمونه مدائح على ما فيه من الشرك، كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لدفع الضرر، وشفاء المرضى، وادعاء أنه يعلم الغيب، وهذا كله من خصائص الله سبحانه وتعالى، وليس من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
    وليحذر الذين يحتفلون بهذا المولد أن يصيبهم قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)} [الكهف].
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ حجبَ التَّوبةَ عن صاحِبِ بدعةٍ حتَّى يدَعَ بدعتَهُ" 14. اهـ.

    --------------------
    1- الراوي: سعد بن عبيدة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3251، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    2- الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5939، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    3- الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2621، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح غريب.
    4- الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 133، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    5- الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3537، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    6- الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7953، خلاصة حكم المحدث: حسن.
    7- الراوي: عبدالله بن عباس - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 14/10، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    8- الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2121، خلاصة حكم المحدث: صحيح
    9- الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1058، خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه.
    10- الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3071، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    11- الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2128، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    12- الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1558، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    13- الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    14- الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/66، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن.


    *****
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    والله الموفق
    نحبكم في الله
    والحمد لله
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم:
    { اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال و الأهواء و الأدواء } - الألباني "صحيح الجامع" -

  • #2
    جزاك الله خيراً أخي الكريم
    ونفع الله بك
    اللهم إنا نحب نبيك
    ونحب إتباعه
    فزدنا حباً له وزدنا إتباعاً له
    صلى الله عليه وسلم
    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 22-11-2018, 08:36 PM.

    تعليق


    • #3
      للرفع

      تعليق

      يعمل...
      X